لا يمكِنك أن تكون أكثر لطفاً مع الآخرين أكثر مما أنت عليه مع نفسك، وإذا كنتَ تعتقد أنَّ هذا خطأ، فأنت تخلط بين إرضاء الناس والتعامل بلطف.
ماذا يعني التعامل بلطف في مكان العمل؟ إليك النقاط الرئيسة الآتية:
- يعني إرضاء الناس - بوصفه آلية دفاعية - توجيه طاقتك للحفاظ على الذات بدلاً من حل المشكلات.
- يعني قبول الذات تقبُّل نفسك كما أنت تماماً، مما يقلل من الشعور بعدم الأمان.
- يعني التعامل بلطف مع الموظفين عندما تكون في منصب قيادي أن تتمتع بالشفافية في تواصلك معهم.
إرضاء الناس هو في الواقع آلية دفاعية تظهر عندما تشعر بعدم الأمان والخوف، فكِّر في موقف وجدتَ فيه نفسك تفرط في إرضاء الناس، فما الذي كنتَ تخشى أن يَحدث إذا قلتَ "لا"، أو لم تفعل ما كنتَ تعتقد أنَّ الشخص الآخر يريدك أن تفعله؟ قد تخاف عادةً أن يكرهك الشخص الآخر أو تخشى أن يحكم عليك بطريقة ما ولتتجنَّب الشعور بالإحراج أو أن تكون غير محبوب، تقبَّل طلبه بالرغم من رفضك ضمنياً، أو قد تجامل شخصاً ما لأنَّك تريده أن يحبك، رغم أنَّك لستَ مقتنعاً بما تقوله، ويُسارع المرء إلى إرضاء الناس بسبب الألم الذي قد يشعر به إذا لم يحبه أو حكمَ عليهم الآخرون؛ فإرضاء الناس - بوصفها آلية دفاعية - يعني أنَّنا نوجه طاقتنا للحفاظ على الذات بدلاً من حل المشكلات.
بصفتك قائداً، قد تقلق بشأن نظرة موظفيك إليك؛ فإذا كنتَ لطيفاً جداً، فقد ينظرون إليك على أنَّك متساهل ولن يحترموك، ومن ناحية أخرى، إذا كنتَ شديد الصرامة، فقد يُنظَر إليك على أنَّك غير مبالٍ أو لا ترحم، ولكن عندما تُظهر لطفاً حقيقياً، فإنَّك تقود بالتعاطف.
إذا واجهتَ صعوبةً في القيادة بتعاطف، فهذا يعود إلى آلياتك الدفاعية التي تقف في طريقك، لكن من خلال ممارسة قبول الذات، يمكِنك التدرب عليها.
يعني قبول نفسك تقبُّل نفسك تماماً كما أنت؛ بالتالي تُقلِّل شعورك بانعدام الأمان، ولتُحقِّق ذلك، كن لطيفا مع نفسك، ويشمل ذلك الشعور بالرضا عن تقدُّمك نحو هدفك، والتسامح مع نفسك على الأخطاء والعيوب، والشعور بالرضا عن نقاط قوَّتك ومواهبك.
كلما كنتَ لطيفاً مع نفسك، ستكون أقل دفاعيةً في تعاملاتك، مما يعني أن تضع حدوداً مع الآخرين، وتتوقف عن إرضاء الناس، حيث يتيح لك ذلك إظهار اللطف الحقيقي تجاه الآخرين.
يعني اللطف الحقيقي للآخرين عندما تكون في منصب قيادي أن تتمتع بالشفافية في تواصلك وتوقُّعاتك من الآخرين، وأن تكون واضحاً عندما لا تُلبَّى توقعاتك، ومن الجيد تقديم تغذية راجعة لفريقك حول كيفية تحسين أدائهم، وأن تكون منفتحاً ومؤثراً بأفكارك ومشاعرك، مما يدعوهم إلى فعل الشيء نفسه.
أعِد تصوُّر ما يعنيه أن تكون لطيفاً، وسترى أنَّ اللطف يؤدي دوراً كبيراً في فاعلية مهاراتك القيادية، وتذكَّر أنَّه لا يمكِنك أن تكون أكثر لطفاً مع الآخرين من نفسك.