هناك العديد من الأشياء التي تستزف طاقاتنا لكنني سوف أعطيك بعض الأشياء، وهي الأسوأ على الإطلاق في استنزاف الطاقات على مستوى العالم، ويختلف ترتيبها من شخصٍ لآخر حسب التأثير الشخصي.
عادات يومية تستنزف طاقتنا
1. المماطلة والتسويف
يمكن أن يكون للمماطلة أشكال عديدة، لكنه في النهاية يؤخر إجراءً لا مفر منه أو يكون من المهم القيام به وحالًا. يمكنك تعويض بعض الإجراءات الفرعية “العاجلة”، أو يمكنك ببساطة الانتظار بدلاً من القيام بها؛ كلا المسارين يستنزف طاقتك، حتى لو كنت تفعل شيئًا ما، لكنك تعلم أنه يجب عليك فعل شيء مختلف تماما، فإن قلبك ليس حاضرًا في الفعل الحالي، وأما عقلك فإنه منقسم، وطاقتك تستنزف من خلال هذه الشقوق!
2. الشراهة
هذا ينطبق بالتأكيد على كل أنواع الشراهة. لم أقابل مطلقًا أي شخص لم يبتعد عن الشراهة، ولم تُسلب طاقته، ربما قابلتَ شخصًا قال: “أوه، لقد أكلت طن من الطعام ولهذا لدي الكثير من الطاقة!” “أمس شربت كثيرًا إلى أن فقدتُ الوعي، واليوم أملك طاقة كبيرة” “قرأت كتابًا خياليًا ورائعًا وبعد مرور 5 ساعات كنت قادرًا على تحريك الجبال” “لقد لعبت طيلة الليل حتى الساعة الثالثة صباحًا، استيقظت في الساعة السادسة صباحًا بكامل طاقتي!” “شاهدت اليوتيوب لمدة أربع ساعات/السلسلة بأكملها على نتفيلكس Netflix وقد ملأتني بالطاقة.”
لا؟ يا لها من مفاجأة! في حين أن الاعتدال في ملذات العقل والبدن يمكن أن تستعيد طاقتك؛ فإن الطاقة تجف عندما تتجاوز نقطة الاعتدال.
3. العيش في الماضي
لا تستنزف طاقتك في كل مرة تتذكر ذكرى معينة، بل إنك بحاجةٍ لاستعادة بعض الذكريات من أجل -فقط- العبرة حتى تستطيع توجيه مسارك إلى الطريق الصحيح بناءً على الدروس المُستفاد منها من تجاربك السابقة، وبعض الأحيان تحتاج لاستعادة ذكرى طيبة حتى ترفع من معنوياتك وتعزز مزاجك. لكن العيش في الذكريات الطيبة، طوال الوقت أو أن تلوم نفسك على أخطائك الماضية مرارًا وتكرارًا؛ فهذا لا يترك أمامك الفرصة لتعيش الحاضر، هو المكان الوحيد الذي يمكنك أن تعيش فيه وتعمل.
4. القلق
“القلق هو مجرى دقيق من الخوف يتدفق إلى العقل، إذا تم تشجيعه؛ فإنه يقتطع قناة يتم فيها استنزاف جميع الأفكار الأخرى” *آرثر سومرز روش، 85% من مخاوفنا لن تتحقق أبدًا! نحن نميل إلى إضاعة وقت القلق، لدينا بشكلٍ هائل. بدلاً من الاستعداد للاحتمالات المستقبلية المقلقة؛ فإننا ببساطة نُقلق أنفسنا بشكلٍ ممرض.
لدي صديقة مقربة، مريضة ولا يستطيع الأطباء مساعدتها. إنها تعاني من دوخة لا يمكن تفسيرها في كثيرٍ من الأحيان؛ إنها لا تستطيع أن تعمل بشكلٍ صحيح، لدرجة أنها قد تعاني فجأة من الدوار والسقوط في أي لحظة وهي تسير في الشارع. إنها قلقة باستمرار من نوبات الدوار.
ماذا لو ذهبت إلى المدرسة وتعرضت لنوبة؟ ماذا لو تعرضت لنوبة أثناء التسوق؟ كل يوم من حياتها هو صراع.
في حالتها قد يتحقق ما يصل إلى 50 ٪ من مخاوفها، لكن المشكلة هي أنها تشغل ما يقرب من 100 ٪ من وقتها مع القلق، لذلك ليس لديها سوى القليل من الوقت للعيش. كل ثانية من حياتها تقضيها في قلق هي ضائعة على كل حال، لا تستطيع أن تفعل شيئًا واحدًا حيال هذه النوبات المُفجعة! ماتقلق حياله لن يصنع قلقها أي فرق ناحيته! هي ستكون -مثل معظمنا- أفضل حالًا إذا توقفت عن القلق تمامًا وكرّست طاقتها لعيش حياتها.
5. الضغائن/الأحقاد
هذا أكثر الأشياء استنزافًا للطاقة، إن التفكير في مظالم الماضي يسلبك الوقت والقدرة العقلية والطاقة. فبدلاً من أن تعيش حياتك؛ ترجع إلى آلام الماضي، وتجري مناقشات في عقلك مع خصومك، وتخرج بسيناريوهاتٍ حول كيفية الرد على هولاء الغير منصفين، وتسترجع التجارب المزعجة مرارًا وتكرارًا حتى يخرج عقلك بعلاج غيرمنصف؛ فيستنزف طاقتك. إن إحياء مثل هذه الضغائن في عقلك يشبه وضع ثقوب جديدة في خزان الطاقة لديك!
أفضل علاج؟ التسامح الحقيقي.
6. جلد الذات
جلد الذات بمثابة حمل ضغينة ضد نفسك، فهو لا يجدي نفعًا تمامًا مثل حمل ضغينة/حقد ضد الآخرين، بل أكثر مما تتوقع؛ إذن أنت الشخص الوحيد الذي يمكنه تغيير حياتك للأفضل. جميعنا نعرف أشخاصًا يملؤون بطونهم، هذا لا يجعلهم في عداد الأحياء أتوماتيكيًا. البقاء على قيد الحياة لا يعني أنك تعيش على كامل إمكانياتك، إنه مجرد شرطٍ مسبق. يمكنك فقط الاستفادة من الموارد الخارجية والداخلية الخاصة بك.
جلد الذات يعني جلد الشخص الوحيد القادر على إخراجك من المتاعب. صحيح! بالمقام الأول ربما تكون أنت الشخص الذي أوقعك في المشاكل، لكن هذا لا يغير حقيقة أنك أنت الأمل الوحيد لك. إذا لم تقف مجددًا ولم تفعل شيئًا؛ فإن البديل الوحيد هو انتظار المساعدة أو الحظ! “إذا لم تقم بتصميم خطة حياتك الخاصة؛ فستكون فرصك في خطة شخصٍ آخر، وأنت خمّن ما خططوا لك؟ ليس الكثير” جيم رون.
7. الإرهاق
في الحقيقة العمل يوفر الطاقة. هل هذا يا ترى غير بديهيًا؟ اسمحوا لي أن أوضح؛ العمل الصحيح بالجرعات الصحيحة يوفر الطاقة. للأسف معظم الناس يعملوا ليعيشوا وليس العكس! عندما تفعل شيئًا جيدًا، أو شيئًا ما شغوفًا به، أو ما تحب القيام به، يكون العمل مصدرًا للطاقة، وليس مصدرًا للاستنزاف.
لذلك “الإرهاق” ينطبق أولاً على القيام بنوعٍ خاصٍ من الأعمال. لقد كنت أعمل في دعم تكنولوجيا المعلومات لمدة 15 عامًا تقريبًا. الشيء الوحيد على الإطلاق الذي أحبه في هذه الوظيفة هو حل مشكلات الحياة الحقيقية. أوه، إنه أمر محبط في كثير من الأحيان، إنه تحدٍ، كما أنه يحشد كل ما لدي من فكرٍ وإبداع.
على الجانب الآخر من كتابة الوثائق الفنية. إنه كدح، إنه يستنزف طاقتي في غضون دقائق.
الشيء الثاني من الإرهاق هو العمل أكثر من اللازم، إذا كنت تعمل أكثر من خمس ساعات في اليوم؛ فمن المحتمل أنك تعمل أكثر من اللازم. بالطبع، أعني “العمل ثم العمل”، وليس استراحات القهوة أو الأحاديث الجانبية، ولا أقصد ساعات من اجتماعات الشركات المملة.
الأشخاص الذين يعتبرون الأفضل على مستوى في أعمالهم الحرفية هم الرياضيون والكتّاب والفنانون، كما تعلمون هم الذين يفتن بهم العالم، لذلك تمت دراستهم بعناية فائقة -على عكس شباب دعم تكنولوجيا المعلومات- يتدربون فقط حوالي 3 إلى 5 ساعات في اليوم. وهم الأفضل! جزء من السبب هو أنهم يعملون بشكلٍ ذكي حقًا ولا يضيعون أوقاتهم في اجتماعات الشركات. ومع ذلك فإن السبب الرئيسي هو أن أي عمل أعلى من هذه 3-5 ساعات يأتي بنتائجٍ عكسية، يستنزف الطاقة وحسب!
8. العيش في المستقبل
أن تُقلق نفسك بشكلٍ ممرض هو شكل من أشكال العيش في المستقبل، لكن الأمر يختلف قليلاً عن الحلم بمستقبلٍ مشرق لك في جرعاتٍ صغيرة؛ فإنه يزود الطاقة، تشعر أنك متحمس للاستمرار، تنسى رمادية الواقع وتركز عقلك على الصور السعيدة. ولكن إذا كنت تحلم بجرعاتٍ كبيرة؛ فإنك تسلب نفسك من الوقت الراهن. لا يكون لديك الوقت لتفعل كل شيء لتحقيق هذه الصور المشرقة التي في مخيلتك، حينها يزحف إليك الإحباط.
كثيرًا ما تؤدي الأحلام إلى التنافر المعرفي؛ واقعك لا يشابه خيالك كثيرًا، وهذا ما يجعل الوضع لا يطاق، فتقع ضحية آليات المواجهة، التسويف، الانهيار، أو تبدأ في التغلب على نفسك. طاقتك تتبخر .. احذر!
9. التصرف ضد مبادئك وقيمك
هذا هو أكبر استنزاف في قائمتي! عادةً إذا كنت تتصرف ضد قيمك؛ فأنت تضع نفسك أولاً في طريق أحد مصارف الاستنزاف الثمانية السالف ذكرها، أنت حرفيًا لا تستطيع العيش مع نفسك، لا يمكن أن ينتهي الأمر بشكلٍ حسن، إما أن تتحمل مسؤولية تعديل الموقف أو تستسلم لأحد طرق الهروب. حتى لو كان هذا الطريق يهزمك، فهو أكثر احتمالًا من إدراك أنك قد خنت نفسك. على الأقل أنت تفعل شيئًا حيال ذلك، أليس كذلك؟ أنت تعاقب الشخص المسؤول عن هذا الموقف البغيض (نفسك).
المشكلة الأكبر في هذا الاستنزاف أنه في الوقت الحاضر ليس من الشائع معرفة قيمك. قد ترسل ابنك إلى المدرسة بفزعٍ داخلي، لكنك لا تدرك أن حرية التفكير هي إحدى قيمك الأساسية. في كل مرة يذهب طفلك إلى المدرسة ويشكل “العضو المثالي في المجتمع” فإنك تشعر بالمسؤولية عن قتل شخصيته. عندما تعلم أنك تتصرف ضد قيمك؛ فمن الأفضل أن تُصلح الموقف في أقرب وقت ممكن. ليس هناك فوضى أسوأ من أشخاص يرتكبون جرائم ضد أنفسهم. إنه الطريق المباشر إلى الجحيم. أو بالأحرى إنه منحدر زلق –للغاية- نحو الجحيم.
في الختام:
هل ترى الخيط المشترك بينهم؟! الغالبية العظمى من تلك العادات تهاجم من داخل عقلك، دون أن يلاحظها أحد. أفضل علاج للتغلب عليهم هو تطوير بعض عادات الذهن.
أوصي بالتأمل..!