لا تقف المؤسّسات والشركات الناجحة عند الكفاءة، فمن أجل ضمان بقائِها واستمرارِها قويّة ومؤثّرة في عالم الاعمال، الابتكار والإبداع من الأساسيّات. للإبداع أشكال عدة في بيئة العمل، يعدّدها رجل الأعمال والصناعة جمال الزامل ، في السطور الآتية.
ما هو التفكير الإبداعي؟
يبيّن الزامل بأن التفكير الإبداعي هو الإتيان بأمور جديدة لم يسبق إليها أحد لحلّ مشكلة ما، سواء من خلال التعامل الفريد غير المألوف أو الابتكار الذي يطرأ على الحل القديم. ببساطة، ينظر المبدع إلى نفس الأمر الذي ينظر إليه عموم الناس، بطريقة مختلفة، لتبدأ العملية الإبداعية حينما يرى الشخص ما لا يراه الآخرون، على الرغم من وضوحه. ويقول الزامل إن "هناك عشرات الكتب التي كُتِبَت في التفكير الإبداعي، وكيفية تحرير العقل من النمطية، والانطلاق في بحور الإبداع".
أدوات مساعدة في التفكير الإبداعي
يختصر الزامل الأدوات التي تساعد في تحرير العقل، والانطلاق في سماء التفكير الإبداعي، بـ:
-التحليل: هو دراسة التفاصيل الدقيقة في أي أمر أو مشكلة، بغية اكتشاف آلية عمل الأشياء، وما إذا كان هناك وسيلة لتغييرها أم لا، فالتحليل يعدّ ميزة استثنائيّة.
-الدمج: هو الجمع بين العناصر غير المترابطة – في المفهوم العام – للعثور على علاقة جديدة، مثلًا: ما هي العلاقة بين السيّارة والوسادة؟ في إجابة تقليديّة، لا علاقة، لكن بفضل طريقة الدمج، ابتكرت وسادة الرأس من إحدى الشركات الكبرى لإراحة السائق.
-التفكير بالمقلوب: هو نمط إبداعي يسهل التدرّب عليه، إذ يتطلّب عكس الأشياء بمفهومها التقليدي المعروف. مثلًا: يذهب التلميذ إلى الصرح التعليمي، لكن التفكير بالمقلوب هو أن تأتي المدرسة إلى التلميذ، الأمر الذي نتج عنه: التعليم بالمراسلة ومنصات MOOCs والتعليم الإلكتروني.
-التفكير الجانبي: هو النظر إلى الأمر، لكن من وجهة نظر مختلفة عن المسار المألوف، كمن يرفع نموذجًا ثلاثي الأبعاد أمام عينه وينظر إليه من اتجاهات مختلفة ليكتشف أمرًا جديدًا.
-الصدمة: تقضي بأن يذهب الموظف في تفكيره إلى نقطة لم يذهب إليها تفكير أي شخص، لاستحالتها من وجهة نظر الأخير. يخلص الزامل إلى أن "الروتين والنمطيّة ضروريّان لتسيير أمور الحياة، لكن في مواجهة التحدّيات والمشكلات وطرق تحسين الحياة: أطلقوا طاقاتكم الإبداعية".