تقول«جوهانا روثمان» مؤلفة كتاب «خلف الأبواب المغلقة»، و«أسرار عظيمة»، إن للغيرة آثاراً كارثية في العمل؛ ففي الثلاثين من عمرها كانت غاضبة للغاية لأن أحد زملائها حصل على وظيفة ترغب بها لنفسها، وفيما بعد عندما حصلت على وظيفة أعلى لإدارة زملائها، شعرت بغيرتهم منها ومجاملتهم غير الصادقة.
تقول روثمان: «إذا استطعت الاعتراف بأنّك تشعر بالغيرة، يمكنك حينها فقط أن تواجه هذه المشكلة وتعالجها، أمّا إذا لم تنجح في علاج المشكلة فإنّها ستسمّم علاقاتك بمن حولك، وتؤثر سلباً على حياتك المهنيّة فتتشتت في أداء وظيفتك، وتجبرك على المقارنات الدائمة، والتي تحبط معنوياتك كثيراً.
هل تريد كبح غيرتك تجاه الآخرين، والتركيز أكثر على تحقيق أهدافك ومساعيك؟ يقول الدكتور أيمن دهشان استشاري التنمية الإدراية، خذ بعين الاعتبار هذه النصائح الآتية:
إذا كنتِ أنتِ من تغارين
1- تتبعي إنجازاتك الخاصّة بك
تقول روثمان: «كنت أحدّث سيرتي الذاتيّة شهريّاً في العام الماضي، وعندما قمت بهذا الأمر، وجدت أنّ هناك أمراً حقيقيّاً، لقد كان الأمر كلّه يتعلق بالمشروع بحدّ ذاته وليس بالأشخاص، لقد اتضح لي أنّني لم أكن جاهزة لاستلام أي منصب إداريّ آنذاك».
2- تحدّثي مع مديرك والمسئول عنك
أحضري سيرتك الذاتيّة المحدثة لمديرك، وأظهري له مهاراتك واسأليه لماذا لم تحصلي على الترقية، كُوني واضحة وصريحة عندما تفعلين هذا الأمر؛ حتى يعرف أنّك تريدين ترقية أو منصباً أعلى في المرة الأخرى المتاحة.
3- حافظي على تحديث سيرتك الذاتيّة
أعلمي مديرك بما تفعلينه بشكل منتظم ودوري.
4- طوّري مهاراتك
اسألي الشخص الذي تغارين منه، كيف تعلّم الأمور التي تميزه عنك، ثمّ اعملي على تعزيز هذه المهارات لديك، ستلاحظين أنّ الأمر لا يتعلق به بتاتاً، وإنّما بقدرتك على تطوير المهارات، وقدراتك المهنيّة.
5- «اتضح لي أنّ مديري الجديد أفضل مدير حظيت به خلال مسيرتي المهنيّة»
لكن إذا اعترفت بأنّك تغارين منه؛ فلن تكوني قادرةً على العمل معه فيما بعد نهائيّاً.
إذا كان هناك شخص ما، يغار منك
1- أنقذي ما تبقى من العلاقة لما بعد العمل
أمر غالب ألا تكون العلاقة قريبة للغاية مع المدير؛ حيث إنّ الترقيات عادة ما تخلق الكثير من العداء بين الزملاء، إن كنت أنتِ المديرَ، فعليكِ أن تحاولي الحفاظ على علاقة جيدة مع موظفيك وتتعاملي معهم بطريقة مميزة.
2- لا تتحدّثي بحماس زائد
كأن تذكري أنّك تناولت الغداء مع المدير التنفيذي للشركة، أو تذكري المؤتمر الذي حضرتِه، أو تتحدّثي بحماس زائد عن وظيفتك الجديدة وزيادة الراتب التي حصلت عليها مع زملاء العمل الأقلّ حظّاً منك؛ فحتى لو كان الإنسان قدّيساً فسيجد صعوبة في تقبّل الأمر بشكل طبيعي ويبتسم أمامك، ولن يكون سعيداً بهذه الظروف.
3- لا تعتذري
من الطبيعي أن تشعري بالتواضع خلال سيرتك المهنيّة والترقي، ولكن هؤلاء الأشخاص الذين لم يحصلوا على الفرص نفسها التي حصلت عليها، لا يرغبون أبداً في أن يسمعوا منك تعاطفك معهم وشعورك بالشفقة عليهم؛ حتى وإن كانوا يوافقونك الرأي.
4- لا تُصعّدي التوتر
إذا كنتِ مديراً جديداً لزملائك السابقين، فعليك أن تحفزي نقاط القوة لفريق عملك الجديد، أنت بحاجة لأن تعرفي ما هي الأمور التي تدفع هؤلاء الأشخاص إلى التميّز، عليك أن تحرصي على إيجاد أفضل الموظفين وأنجحهم وتُرقيهم، على أن يكونوا الأقرب إليك؛ حيث ينسبون النجاح إليك وإليهم في آن واحد.