تتطلب كلُّ وظيفة المهارات الصلبة الأساسية والخبرة اللازمة للعمل، وعلى الرغم من أنَّ هذه المهارات في غاية الأهمية، إلا أنَّ هناك "مهارات ناعمة" محدَّدة يطلبها أرباب العمل عند توظيف أشخاص ضمن مؤسَّساتهم.
تعني المهارات الناعمة السمات الشخصية التي يتمتع بها الموظف مثل مهارات التواصل وإدارة الوقت والعمل الجماعي أو القدرات الإبداعية، ومع اتِّباع المزيد من الشركات التسلسل الهرمي لتنظيم المصفوفة للاستفادة من قدرات موظفيها الحاليين، أصبحت المهارات الناعمة ضرورية أكثر من أيِّ وقت مضى.
المهارات الناعمة أساسية:
يمكن أن تساعدك المهارات الناعمة على تحقيق النجاح بغضِّ النظر عن مكان عملك أو طبيعته، ويقدِّر أرباب العمل هذه الأنواع من المهارات؛ وذلك لأنَّها تبيِّن طريقة تفكير الشخص ومدى فاعليته في المؤسَّسة.
يعني تنظيم المصفوفة تقسيم الموظفين إلى فِرَق؛ حيث يختص كلُّ فريق في مجال معين ويعمل تحت إدارة مدير واحد، بينما يكلِّفهم آخر بتنفيذ المشاريع، ويمكن تعيين الموظفين في العديد من المشاريع تحت إشراف العديد من المديرين بناءً على مهاراتهم وقدراتهم، مما يفرض على الموظفين أن يكونوا مرنين ومبدعين واجتماعيين، وأن يتمتعوا بالعديد من المهارات الناعمة الأخرى ليكونوا فعَّالين.
1. الذكاء العاطفي:
الذكاء العاطفي ليس نظريةً جديدةً، لكنَّه أصبح مؤخراً مهارةً ناعمةً مرغوبةً نسبياً في مكان العمل يُعرَّف عموماً على أنَّه إدراك عواطفك ومشاعرك ومشاعر وعواطف الآخرين، وفي الوقت نفسه القدرة على استخدام الوعي لتوجيه القرارات والتفاعل مع الآخرين.
يُعدُّ الذكاء العاطفي قدرةً ضروريةً للغاية في بيئات العمل التي تتسم بضغوط شديدة ولها مواعيد نهائية قريبة ويُنقل الأشخاص من فريق إلى فريق لمشاريع مختلفة؛ حيث يفضي الأمر بأن يعمل بعض الموظفين في مشاريع متعددة مع مديرين متعددين.
من المستحسن في هذا النوع من البيئة توظيف أشخاص قادرين على التحكم في عواطفهم والعمل معاً لإكمال المشاريع ويُكوِّنون فرَقاً فعالةً.
2. القيادة والإقناع:
لا تقتصر القيادة على مجرد أن تكون الشخص المسؤول وتقود الفريق؛ بل هي القدرة على إقناع أرباب العمل الآخرين، بما في ذلك أقرانك، ويحتاج أرباب العمل إلى أشخاص يمكنهم العمل جنباً إلى جنب مع أشخاص آخرين، ويكونون قادرين على شرحِ آراء الخبراء لهم، وإقناعهم باتخاذ قرارات تتفق مع أفكارهم.
هذه سمة تتمتع بقيمة كبيرة حيث يُنظر إلى أعضاء الفريق على أنَّهم خبراء في مجالهم بالنسبة إلى المشاريع التي سيعملون عليها، وينتقل أعضاء الفريق الذين هم قادة مقنِعون من مشروع إلى آخر، مستخدِمين مهاراتهم لضمان انتهاء الجزء الخاص بهم من المشروع في الوقت المحدد، حيث تُعدُّ قيادة الأقران المقنعة سمةً رائعةً تضمن نجاح الفرق.
3. المهارات التحليلية والكمية:
يرغب أرباب العمل بتعيين أشخاص لديهم القدرة على التفكير النقدي والتحليلي، فهناك طلبٌ كبير على الموظفين القادرين على تحديد توجُّهات سوق العمل من بين كمٍّ هائل من المعلومات.
التقدير الكمي للمعلومات هو تعيين قيمة رقمية لكل معلومة، ثم فرز تلك المعلومات لتحليلها، وتُعدُّ هذه المهارة مرغوبة للغاية نظراً لكمِّ المعلومات التي تُجمع يومياً.
يبدأ أرباب العمل بجمع البيانات عن أداء الموظف أو إنجاز المشروع أو أي عدد آخر من الأنشطة التجارية، ولن يستفيد أحد من هذه البيانات إذا ظلَّت حبيسة المخازن، لذلك ترغب الشركات في استخدامها لتحسين أعمالها.
4. الفضول والرغبة في التعلُّم:
يمتاز الموظفون الذين لديهم فضول وحافز لتعلُّم المزيد بكونهم أكثر استعداداً ليتقنوا العمل في الشركات التي تعتمد على التكنولوجيا؛ حيث تتقدم التكنولوجيا بسرعة هائلة، مما يجعل من السهل أن تتخلف الشركة عن الرَّكب.
إنَّ "المواظبة على التعلُّم" مهارة مرغوبة تستخدم في العديد من الوظائف الشاغرة، وتدل على فضول الشخص الفطري ورغبته في معرفة المزيد، مع القدرة على تطبيق ما تعلَّمه في العمل.
5. تحديد سياق أو رؤية الصورة الكبيرة للأمور:
من الضروري أن تكون قادراً على تصوُّر كيفية عمل المؤسسات، وكيف تتأثر بظروف أو قرارات معينة؛ حيث يبحث أرباب العمل عن الأشخاص الذين يمكنهم العمل لتحقيق الأهداف الأكبر للشركة، واتخاذ القرارات التي تضمن نتائجُها تحقيق تلك الأهداف.
6. التواصل الفعال والمهارات الاجتماعية:
لا يمكن التقليل من شأن القدرة على التواصل بفاعلية، ولتحقيق النجاح في بيئة العمل، يجب على الموظفين معرفة كيفية التواصل وإدراك متطلبات العمل بفاعلية مع المشرفين وزملاء العمل والعملاء.
7. المهارات في التعامل مع التكنولوجيا والحاسوب:
تتطلب معظم الوظائف اليوم مهارات الحاسوب الأساسية والمعرفة التقنية؛ حيث تُستخدم التكنولوجيا لحفظ السجلات أو جمع البيانات أو الملاحظات التفصيلية أو العروض التقديمية، ويرغب أرباب العمل في معرفة مستوى معرفة المرشَّح بالحاسوب والمعرفة التقنية لتحديد ما إذا كان في إمكانه القيام بأساسيات أية وظيفة.
8. السلوك الإيجابي:
يمكن أن يكون للسلوك الإيجابي الأثر البالغ في تغيير الإدارة أو الشركة نحو الأفضل، كما سيقتدي الآخرون بالموظفين الإيجابيين ويحذون حذوهم، ومن الهام بالنسبة إلى أرباب العمل امتلاك هذه الطاقة في مكان العمل؛ فهي تساعد الأشخاص على المضي قدماً عندما يرزحون تحت الضغط، ويجعل العمل الصعب يبدو أسهل، ويجعل بيئة العمل أكثر متعة.
9. التمتع بأخلاقيات عمل راسخة:
أخلاقيات العمل الراسخة هي الدافع للعمل وأدائه على أتم وجه، ويُعدُّ إيجاد أشخاص يمتازون بأخلاقيات عمل راسخة وتوظيفهم مفتاح نجاح أيِّ رب عمل، ويَصعب تعليم أخلاقيات العمل، كما ويَصعب الحفاظ عليها إذا لم تكن موجودة أصلاً.
يمكن أن يؤدي الإدراك والتفكير الذاتي وتفاني الموظف لتحقيق التغيير إلى ترسيخ أخلاقيات عمل أقوى، لكن لا يمتلك أرباب العمل الوقت أو الرغبة في مساعدة الشخص على تطوير هذه المهارة الأساسية.
10. مهارات حل المشكلات والإبداع:
لا مفر من المشكلات، فالموظفون الذين يمكنهم إيجاد حلول للمشكلات اليومية هم أكثر قيمة للمؤسسة من الذين يجدون مشكلات ولا يقدِّمون حلولاً، ويفضِّل بعض المديرين لفت انتباههم إلى مشكلة ما مع تقديم خيارات لحلِّها في الوقت نفسه.
إذا كنتَ في منصب يسمح لك باتخاذ القرارات، فيجب أن تكون قادراً على إيجاد حلول أو التعاون مع فريقك لإيجادها، حيث يرغب أرباب العمل بتعيين شخص لا يحدد المشكلات باستمرار؛ بل ويمكنه حلُّها.
11. العمل الجماعي:
كان الموظفون في الماضي يبحثون عن وظائف تتماشى مع رغبتهم إما في العمل باستقلالية أو العمل في بيئة جماعية، وفي عالم العمل اليوم، تقع مسؤولية إنجاز نسبة كبيرة مِن العمل على عاتق الفِرَق، فمِن الضروري أن يعمل الموظفون على نحو مستقل؛ ولكن من المرجح أن تكون جزءاً مِن فريق يعمل بغية تحقيق هدف ما.
12. العمل تحت الضغط:
تخلق الطبيعة التنافسية للسوق مواعيد نهائية في وقت قصير وضغطاً للإنتاج بسرعة، فإذا لم تصدر الشركة منتجاً أو خدمة في الوقت المحدد، فسيقتنص منافسوها هذه الفرصة، ولتعزيز أدائك تحت الضغط، يجب أن يكون لديك جميع السمات التي ناقشناها مسبقاً.
من الهام الاعتماد على زملائك في الفريق، وحل المشكلات، وفَهْم العواطف وتوظيفها، وأن يكون سلوكك إيجابياً وتمتلك مهارات تقنية لإتمام العمل؛ حيث ستساعدك أخلاقيات العمل الراسخة خلال الأوقات العصيبة، بينما سيساعدك الإبداع على إيجاد حلول للمشكلات؛ لذا اعمل على تطوير كلِّ هذه المهارات، وستحظى بإعجاب أرباب العمل وتمسي أكثر فاعلية في العمل.