التفكير
يسعى الإنسان بفطرته إلى إيجاد الحياة المريحة والمليئة بالسعادة والتفاؤل والنجاح، فبحَث في كل المجالات وسعى إلى تطويرها من أجل الوصول إلى هدفه، واستطاع بفضل عقله المستنير أن يستوعب مدى القوة التي يتمتّع بها عقله وتفكيره في تسيير الأمور، ولجأ البعض إلى دراسة هذه القوة ومحاولة تقسيم العقل إلى جزأين؛ العقل الظاهري والعقل الباطن ومدى تأثير كلٌّ منهما على الآخر، ونظراً لتطور التكنولوجيا استطاع الإنسان أن يراقب ما يحدث في هذا العقل بمتابعة الذبذبات والإشعاعات التي تصدر منه.
اكتشف الإنسان أن حياته تسير وفق الأفكار التي يفكِّر بها، فالعقل الظاهر يرسل المعلومات والإشارت إلى العقل الباطن الذي يقوم بدوره بترجمة هذه الأفكار والإشارات وتخزينها ليقوم بإرسالها لاحقاً إلى العقل الظاهر بشكلٍ جديدٍ، فتوصّل إلى أنَّ التفكير بطريقةٍ إيجابيةٍ ومحببةٍ يعطي النتائج الإيجابية في حياة الشخص، وعلى العكس من ذلك فإن الأفكار السلبية تؤدي إلى التأثير بطريقةٍ سلبيةٍ في حياة الشخص.
قوة التفكير الإيجابي
يمتلك التفكير الإيجابي قوةً كبيرةً في نجاح الشخص، فالنظرة إلى الأمور بإيجابية يعتبر بدايةً جديدةً لكل شيءٍ، وأول من دعا إلى ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم عندما قال: (( تفاءلوا بالخير تجدوه)) فهذا يُعتبر دعوةً منه صلى الله عليه وسلّم للتفكير بطريقةٍ إيجابيةٍ وترك التشاؤم والتطيّر والتفكير بطريقةٍ سلبيّةٍ.
التفكير الإيجابي يقوم بتحفيز الشخص على إيجاد الفرص والحلول من خلال الصعوبات والتحديات، فلا توجد نتيجة من الجلوس والنظر إلى الأمور التي تحصل بطريقةٍ سلبية والاستمرار في التنهد ولعن الحياة واتهامها بأن ما يحصل عليه الآخرون من فرصٍ أكبر، وإنما مع التفكير الإيجابي يتم استخلاص الحلول وجعل كل تجربةٍ هي قصة نجاحٍ جديدةٍ.
طريقة التفكير بإيجابية
يمكن التفكير بطريقةٍ إيجابية من خلال:
1.تكرار العبارات الإيجابية والمحفزة والابتعاد عن لوم النفس ومحادثتها- ولو سراً -بطريقةٍ سلبية فالعقل يخزِّن ما يسمعه، وعندما يتخزّن به بأنه لا يوجد هناك فشل وإنما تجارب ودروس لابد من التعلّم منها فإنه يحذف كلمة الفشل من قاموسه.
2.تحديد الهدف من الحياة ووضع الأهداف قصيرة الأمد أيضاً ومحاولة التركيز على كل هذه الأهداف والابتعاد عن النظر إلى الماضي أو ما به من تجاربٍ غير جيدةٍ.
3.التأمل والاسترخاء وإعطاء النفس متسعاً من الاستقرار والراحة، ومحاولة عدم المبالغة في المشاكل وتطويرها.
4.تقليل الأفكار الداخلة إلى العقل ومحاولة تنظيمها وترتيببها حسب الأولوية، لأن مزاحمة الأفكار تتعب العقل وتسبب فقدان التركيز في أيِّ منها.
5.الإيمان المطلق بالله تعالى وبأنه مسيِّر الأمور والتوكل عليه، فحياة الإنسان مكتوبة في اللوح المحفوظ ولا يمكن إنكارها وإنما يغيِّر الإنسان بما هو مخيّرٌ به.