هل تساءلت يوما لماذا يفشل بعض الاشخاص في حياتهم الاسرية و في زواجهم و تهجرهم السعادة ، رغم أنهم دوي دخل مالي كبير او يحملون مؤهلات علمية عالية ؟ بل قد نجد بعض من نعتبرهم قدوة في تفوقهم الدراسي و العلمي يعانون في حياتهم الاسرية من الفشل، والعكس صحيح أيضاً.
إذاً ماهي العوامل الحقيقية للسعادة والنجاح في الحياة الاسرية و الزوجية ؟. و قبل الاجابة وجب التنويه أن الفشل الذي نقصده في الحياة الزوجية لا يعني بالضرورة الانفصال و الطلاق فقط بل انعدام السعادة و الانسجام . إليك سر من أسرار نجاح الحياة الزوجية: إنه الذكاء العاطفي .
الذكاء العاطفي أهم من الذكاء المنطقي لنجاح الحياة الزوجية
قد أثبتت كل الدراسات أن نجاح الازواج وسعادتهم في الحياة يتوقفان الى حد كبير على قدرات لا علاقة لها بالمستوى الثقافي او المالي فحسب،بل الامر يتجاوز ذلك ، فقد بينت العديد من الدراسات أن كثيرا من الازواج الذين تخرجوا من الجامعات الكبيرة وبتفوق فشلوا في حياتهم الزوجية او العملية أو الأسرية.
في حين أن أزواج اخرين دوي مستوى ثقافي عادي و دخل متواضع نجحوا في حياتهم العملية و الاسرية بشكل باهر، بل منهم من تمكن بعد ذلك من ادارة شركات ضخمة و امتلاك ثروات هائلة العيش في استقرار عاطفي كل هذا لم يكن للشهادات الجامعية دور في تحقيقه بل كان السبب هو مستوى الذكاء العاطفي الكبير الذي يملكونه.
ما هو الذكاء العاطفي AQ
صنف علماء النفس أنواع الذكاء إلى سبعة أنواع من الذكاء (اللغوي ، البصري ، المنطقي ، الإيقاعي ، الحركي ، العاطفي ، الذاتي ) واعتبروا الذكاء العاطفيAQ و يسمى بالذكاء الاجتماعي ايضا، أهمها على مستوى النجاح في الحياة الزوجية و الحياة المهنية و الى حد كبير في الحياة بشكل عام وهو يشمل كل ما يخص عواطف الانسان و القدرة على فهم عواطف الآخرين ومعرفة مشاعرهم ورغباتهم ودوافعهم ومقاصدهم والقدرة على قراء ملامح الاخرين و مراعاة عواطفهم و ملاحظة الفروق بين الناس و التجاوب الصحيح معهم بكفاءة عالية حسب كل حالة . والذكاء العاطفي مثله كأي صفة أخرى ، جزء منه موروث و جزء آخر مكتسب ، والنتيجة أن اي شخص بإمكانه بالجهد والتصميم أن ينمي الجزء المكتسب ليتفوق به على شخص آخر يملك جزء موروث أقوى لكنه أهمل الجزء المكتسب ولم يطوره .إقرأ أيضا : أفضل طريقة لتنمية الذكاء العاطفي.
لماذا يعتبر الذكاء العاطفي مهما في الحياة الاسرية
هناك قاعدتين مهمتين في الذكاء العاطفي :
القاعدة الاولى
إدراك العاطفة وهي تعني بماذا نشعر ولماذا؟ ومن ثم التعامل مع تلك العواطف بطريقة إيجابية واعية ، فالذكاء العاطفي مرتبط بالنفس بخلاف الذكاء العقلي أو المنطقي (IQ ) الذي يرتبط بالعمليات العقلية المنطقية كالذاكرة والتحليل فقط ،أما الذكاء العاطفي(AQ) فهو مرتبط بمهارة التعامل مع عواطف الإنسان . إقرا أيضا : قواعد و أسس الحوار الناجح.
القاعدة الثانية
الذكاء العاطفي(AQ) مرتبط بقدرة الإنسان على فهم نفسه وإدراك مشاعره وفهم الآخرين والتعامل الإيجابي مع كل منهم ، وهناك حد أدنى من الذكاء المنطقي يحتاج إليه الإنسان لكي يصبح ذكيا عاطفياً و لكن الذكاء المنطقي لوحده لا يصنع سعادة ولا يحقق نجاحا.
فقد يمتلك الإنسان قدرات عقلية خارقة في حين تراه عاجزاً عن السيطرة على مشاعره وإدارتها إدارة جيدة فكم من مفكر رأيناه مثل أحمق أخرق عاجزا عن السيطرة على عواطفه وفاشل في التواصل مع الآخرين ، وكثير من حالات الانتحار والانتقام و الشغب والتحرش يقوم بها طلاب متفوقون لكنهم دوي مستوى ذكاء عاطفي ضئيل جدا .و هذا ما يثبت ان الذكاء العاطفي اهم من الذكاء المنطقي للنجاح في الحياة عموما.
الخلاصة
الخلاصة هي ان انعدام الذكاء العاطفي هو العامل الاكبر المسؤول عن فشل الكثير من العلاقات من أهمها علاقة الأزواج وعلاقة الأبناء بالآباء والمدير بموظفيه و في كل مجال اجتماعي ، و و لا يقل أهمية من الذكاء المنطقي للنجاح و السعادة في الحياة بصفة عامة.