يجب ألا تصيبك كثرة الأشخاص الذين يتوجب عليك الإشراف عليهم بالإجهاد، حيث يمكِن أن توجد مبادئ الإدارة مِثل: غرس عقلية النمو في موظفيك، أو القيادة بالتعاطف (leading with empathy) عقبة تستحق الاهتمام بحد ذاتها؛ ولكن عندما تكون مسؤولاً عن إدارة فريق كبير، يمكِن أن يصبح هذا التحدي أكبر.
كلما كبر حجم فريقك، كان من الصعب منحُ كلِّ شخص على حِدة الاهتمام الذي يستحقه، مع الاستمرار في إيجاد الوقت لمهام إدارية أخرى هامة، وإذا لم تتنبه إلى هذا الأمر، فقد تصاب بالإرهاق أو تتخلى عن مسؤوليات معيَّنة بسهولة.
ولحسن الحظ، إنَّ الإشراف على فريق كبير ليس مستحيلاً، فمن خلال تطبيق نصائح الإدارة الأساسية الخمس هذه، ستكون أكثر استعداداً لقيادة فريقك نحو النجاح.
1. أوجِد قنوات تواصل:
كلما كبر فريقك، أصبح من الصعب عقد اجتماعات فردية منتظَمة، وهذا لا يعني أنَّه علينا إهمال التواصل، فحتى أعضاء فريقك المبتدئون هم بحاجة إلى شيء من اهتمامك ليشعروا بأنَّ مساهماتهم تحظى بالتقدير، ويمكِنك حل هذا الأمر عبر استخدام قنوات تواصل إضافية مثل كلٍّ مِن تطبيق سلاك (Slack) وَبيس كامب (Basecamp) للبقاء على تواصلٍ بموظفيك، بالإضافة إلى عقد اجتماعات مباشرة بانتظام، وعندما يَعي أعضاء الفريق أنَّ هذه القنوات الإضافية متاحة لهم للتواصل مع مديريهم، فمن المرجح أن يتواصلوا معهم للحصول على المساعدة ومعرفة آخر المستجدات.
2. فوِّض المهام قدر ما أمكن:
يتزايد عبء العمل مع ازدياد أعضاء فريقك، ولا يمكِنك التعامل مع كلِّ ذلك بمفردك، وسيساعدك تفويض المهام للأشخاص المناسبين على تجنُّب الإرهاق وتحسين الإنتاجية الإجمالية للفريق، كما يمنحك مزيداً من الوقت لإدارة أعضاء الفريق، وحتى يوفر لك بعض الوقت الخاص بك، حيث وَجدَت دراسة أجرَتها مجلة فرونتيرز إن سايكولوجي (Frontiers in Psychology) المختصة بعلم النفس أنَّ التفويض يعزز رغبة الموظفين في تلقي التغذية الراجعة، مما يؤدي إلى نتائج أفضل.
أصبح رجل الأعمال أندرو كارنيجي (Andrew Carnegie) أغنى رجل في العالم في مطلع القرن العشرين، وقد كان التفويض هو سر نجاحه مِن بين مجموعة من الصفات الأخرى، ويُحكى أنَّه حينما علِم أنَّ صديقاً يتفاخر بالقدوم إلى العمل في الساعة السابعة صباحاً، أجاب بعبارته المشهورة: "لا بُدَّ أن تكون رجلاً كسولاً إذا استغرقك أداء عملك المعتاد 10 ساعات. أنا في غضون ساعة، أكون قد فرغتُ مِن كلِّ شيء، وأرسلتُ كل اقتراحاتي. فينتهي عملي لليوم، وأكون جاهزاً لأن أخرج وأحظى ببعض المتعة".
3. احترِس من النزاعات المحتمَلة:
يمكِن أن يكون النزاع غير الصحي داخل الفرِق الكبيرة مدمِّراً لحيوية المجموعة كما هو الحال في الفرِق الصغيرة، فيبدأ الموظفون بالانحياز إلى طرف معيَّن فتسود الفرقة بينهم في وقت قصير، مما قد يؤدي إلى زيادة معدل دوران العمالة وعدم رضا العملاء، وبصفتك قائد الفريق، يجب أن تضع توقعات واضحة لكيفية معالجة النزاع داخل الفريق، وأن تكون على استعداد للقيام بدور فعال في حلِّ النزاعات، كما يساعدك البقاء على تواصل ببيئة مكان العمل في تحديد المشكلات المحتمَلة كي يكون بمقدورك اتخاذ إجراء قبل أن تَخرج هذه المشكلات عن نطاق السيطرة.
4. انظر إلى الصورة الشاملة:
مع وجود فريق أكبر، تصبح القدرة على التقييم الموضوعي لجودة إنتاجية الجميع هامَّةً أكثرَ من أيِّ وقت مضى، وسيساعدك النظر إلى الصورة الشاملة للأمور المتعلقة بسير العمليات وسُبل التواصل وحتى الأدوار الفردية على تحديد المجالات التي ربما يكون فيها الفريق أقل تماسكاً أو فاعلية مما ينبغي أن يكون.
لا تزال مهام الإدارة التفصيلية على نفس القدْر مِن الأهمية؛ لكن سيساعدك التراجع قليلاً والنظر إلى الأمور من منظور أوسع في تحديد الاحتياجات بصورة أفضل لإعادة تنظيم أهدافك أو إجراء تعديلات لتحسين فاعلية الفريق، ويمكِن أن يكون للتغييرات التي تؤثِّر إيجاباً في ثقافة الشركة وسيرِ العمل لجميع أعضاء الفريق أثرٌ عامٌّ أكبر على الإنتاجية والرضا عن مكان العمل.
5. استثمِر في المينتورينغ إلى أقصاه:
يعمل أفضل القادة أيضاً كمينتورز لتحسين أداء مَن حولهم، ولسوء الحظ، عندما تقود فريقاً كبيراً، قد لا يكون هناك مجال لتوفير المينتورينغ لكل موظف جديد، حيث يتمثل أحد خيارات التفويض الرئيسة في تعيين أعضاء أكثر خبرة في فريقك للعمل كمينتورز. قالت ماري بارا (Mary Barra)، رئيسة شركة جنرال موتورز (GM) والمديرة التنفيذية فيها ذات مرة: "يجب استثمار جميع القادة الجيدين لمساعدة أعضاء فريقهم على النمو الوظيفي، وقد يكون للزملاء رؤى مذهلة عنك ربما تكون قد أغفلتَها".
تظلُّ عديدٌ من مبادئ القيادة الناجحة ثابتة بغضِّ النظر عن حجم الفريق الذي تديره؛ ومع ذلك، من خلال الاعتماد على القدرات الكبيرة لفريقك، ستكون مستعداً أكثر لمساعدة كلِّ عضو في الفريق - وشركتك بأكملها - على بلوغ آفاق جديدة.