تعدد المهام وعلاقته بالدماغ:
يمكن اعتبار التركيز على أكثر من مَهمَّة واحدة في كل مرة، أو التبديل بين مَهمَّتين أو أكثر بشكل متكرر، أو التركيز على العديد من الأمور في فترة زمنية قصيرة، بمثابة "تعدد مهام"؛ وقد يجعلك كل ذلك أقل تركيزاً وفاعلية ممَّا تعتقد، حيث يستغرق عقلك بعض الوقت للتكيف مع تبدل التركيز بشكل متكرر.
يعيد عقلك في كل مرة تبدل فيها تركيزك تركيزه من جديد، وقد يستنزف ذلك وقتك وطاقتك؛ فعند آداء مهام متعددة، يتوجب عليك التفكير في التركيز على كل مَهمَّة، ممَّا يستغرقو قتاً أطول ممَّا كان ليستغرقه إذا كنت تركز على كل مَهمَّة على حدة.
متى يمكننا اعتبار تعدد المهام فعَّالاً؟
عندما تجمع مَهمَّة تتطلب تركيزاً عالياً مع مَهمَّة جسدية يمكن القيام بها تلقائياً دون تفكير (مثل قيادة السيارة)، يمكننا القول أنَّ تعدد المهام فعال حقاً؛ وذلك لأنَّك تستطيع صبَّ معظم تركيزك على نشاط واحد، وترك الأمور الأخرى تُنجَز بشكل ثانوي؛ فلا تحتاج بالتالي إلى مواصلة تبديل تركيزك العالي من نشاط إلى آخر.
إليك بعض الأمثلة عن الأنشطة المزدوجة التي تعدُّ أكثر قابلية لتُنجَز بشكل جيد من خلال تعدد المهام:
- الاستماع إلى الموسيقى أو الكتب الصوتية في أثناء ممارسة التمرينات الرياضية.
- إجراء محادثة عابرة في أثناء القيام بالأعمال المنزلية.
متى لا ينجح تعدد المهام؟
قد يكون تعدد المهام بمثابة تشتيت للتركيزو استنزاف للطاقة عند محاولتك القيام بمَهمَّتين تتطلبان تفكيراًو اعياً.
فيما يأتي بعض الأمثلة عن الأنشطة التي يمكن القيام بها على أفضل وجه عندما تُنفَّذ بشكل منفصل:
- الاستماع إلى الموسيقى أو الكتب الصوتية في أثناء الكتابة.
- إجراء محادثة عابرة في أثناء تنفيذ مَهمَّة منزلية دقيقة، إلَّا إذا كنت تتحدث عن المَهمَّة نفسها.
بدائل تعدد المهام:
إذاو جدت نفسك تقوم بمهام متعددة في معظم الأوقات، فكر في أخذ قسط من الراحة.
ليس عليك التخلي عن تعدد المهام بشكل كامل؛ لذا إليك بعض البدائل التي يجب عليك تجربتها:
1. تنفيذ مَهمَّة واحدة فقط:
عندما تشعر بحاجة إلى العمل على الكثير من الأنشطة ومحاولة تنفيذها في الوقت نفسه، اختر الأمر الأكثر أهمية وركز عليه وحده.
ربَّما عليك وضع جدول زمني لتحديد وقت للقيام بالأنشطة الأخرى المسندة إليك قبل أن تتمكن من إزالتها من تفكيرك بشكل كامل، ولكنَّ هذا جزء واحد فقط من العملية؛ ولتحقيق فائدة أكبر، يمكنك استخدام "آلية تقسيم المَهمَّة إلى أجزاء متعددة"؛ وإذا كان هناك الكثير ممَّا ينبغي عليك القيام به، فقد تحتاج إلى تقليل بعض مسؤولياتك.
يوفر التركيز على مَهمَّة واحدة في كل مرة الوقت؛ لذا فمن المفيد أن تعتاد على التركيز على شيءٍ واحدٍ متى ما كان ذلك متاحاً لك.
2. استخدام آلية "تقسيم المهام إلى أجزاء متعددة":
عندما يكون لديك العديد من المهام التي يجب أن تقوم بها على مدار اليوم، فإنَّ "آلية التقسيم" استراتيجية مفيدة لإدارة الوقت، وتوفر لك إمكانية القيام بمهام متعددة.
المفهوم وراء آلية التقسيم هو تخصيص أجزاء من الوقت للتركيز على مَهمَّة معينة مع تقليل المقاطعات وتجميع المهام المتماثلة معاً، كالتحقق من كل رسائل البريد الإلكتروني في الوقت نفسه وليس في أوقات مختلفة خلال اليوم؛ وذلك للتركيز على كل المهام في وقت واحد خلال فترات زمنية محددة لكلٍّ منها، حيث يلغي هذا الوقت الإضافي الذي يستغرقه التنقل بسرعة من نشاط إلى آخر، ويوفر الوقت في نهاية المطاف.
3. تقليص جدولك الزمني:
إذا وجدت نفسك تقوم دائماً بمهام متعددة بدافع الضرورة لأنَّ لديك ببساطة الكثير ممَّا يجب القيام به، فقد يساعدك تنفيذ المهام بشكل مفرد؛ ولكن قد تستفيد من الاستغناء عن بعض الالتزامات التي لا تعدُّ ضرورية على الإطلاق في جدولك.
هل لديك أي عادات تستنزف جدولك ولا تخدمك، أو التزامات يمكنك الاستغناء عنها دون أي عواقب سلبية شديدة ودائمة؟
يمكنك بالنظر إلى أولوياتك والجدول الزمني خاصتك تحديد ما إذا كنت تستطيع تقليل العدد الهائل من المهام التي تحتاج إلى القيام بها في يوم ما، وقد تشعر بالتالي بتوتر وضغط أقل من ناحية الوقت.