إذا كنت قد أمضيت فترةً كافية في مجال التدريب، فمن المحتمَل أنَّك من المؤمنين بشدة بقانون مورفي الشهير (Murphy's law) الذي يقول إنَّ أي شيء يمكن أن يسير في الاتجاه الخاطئ، فسيسير بالاتجاه الخاطئ قطعاً؛ إذ يمكن أن تؤدي الأحداث المفاجئة وغير المتوقَّعة إلى تعطيل روتين التدريب المعتاد.
في هذه المقالة، سنتطرق إلى 10 مواقف صعبة أو ما يمكن تسميته بكوارث التدريب، وسنورد المواقف أولاً حتى تحصل على فرصة للتفكير فيها وتدوين إجاباتك والتحقُّق من الحلول الخاصة بك ومقارنتها بالحلول التي سنوردها لاحقاً.
10 مواقف تدريبية محرجة:
- علِمتَ أنَّ اثنين من المشاركين سوف يغيبان عن الجلسة الأولى بسبب حاجة عمل ملِحَّة، وأنَّ اثنين آخرين سيفوِّتان الجلسة الثانية، فما هو الإجراء المحتمَل اتخاذه في هذا الوضع؟
- أخبَرَك أحد المشاركين أنَّه سيحضر برنامجك التدريبي بعد الانتهاء من نوبته الليلية في مركز خدمة العملاء، فما هي الإجراءات التي يمكنك اتخاذها؟
- تبدأ الجلسة الأخيرة في اليوم الثاني ويوشك برنامجك التدريبي على الانتهاء وسارت الأمور على ما يرام حتى الآن، أو هذا ما اعتقدته؛ حيث تندهش عندما يقول لك أحد المشاركين: "كل هذا مثير للاهتمام للغاية، لكنَّني لست متأكداً من أنَّني أستطيع استخدام هذه الأمور في العمل"؛ فكيف ترد على هذا السؤال؟
- بدأت برنامجك التدريبي بدايةً رائعة، وأقمت علاقات طيبة، وكل شيء يسير على ما يرام، ولكن بعد 15 دقيقة من البدء، تبدأ جزازة العشب الصاخبة بالعمل خارج النافذة مباشرةً، فما هي الإجراءات التي تتَّخذها؟
- قبل أن تبدأ برنامجك التدريبي، ألقيت نظرة على قائمة الحاضرين التي تشير إلى أنَّ أحد المشاركين هو مدير مُشاركٍ آخر، فهل يجب أن تهتم بهذا؟ وماذا عليك أن تفعل؟
- عندما بدأت محاضرتك، أدركت أنَّك نسيت العناصر التالية: مفاتيح غرف الفصل المجاورة المخصصة للتمرينات الجماعية، وأوراق التقييم بعد انتهاء التدريب، وأقلام الرسم البياني، فما الذي كنت لتفعله؟
- عَلِمتَ قبل أن تبدأ يومك التدريبي الأول أنَّ مديرك ومديره المباشر سيحضران الجلسة الأولى، فهل هناك أي إجراءات تحتاج إلى اتِّخاذها؟
- تكتشف أنَّه في برنامجك التدريبي القادم سيكون لديك مشارك على كرسي متحرك، هل هناك أي إجراءات خاصة يجب عليك اتخاذها؟
- علِمتَ أنَّ معظم المشاركين في برنامجك التدريبي القادم سيحضرون فقط بسبب أوامر مباشرة من مديريهم؛ فماذا عليك أن تفعل؟
- كُلِّفت بتقديم برنامج تدريبي، ولم تستفسر عن طبيعة المكان الذي ستقيم البرنامج ضمنه، والذي تبين أنَّه قاعة متوسطة الحجم فيها مقاعد ثابتة؛ ولكن لديك العديد من الأنشطة حيث ستحتاج إلى استخدام مجموعات صغيرة، ماذا يمكنك أن تفعل؟
الاقتراحات حول كيفية التعامل مع هذه التحديات:
1. الغياب عن جلسة اليوم الثاني أسوأ بكثير من تفويت الجلسة الأولى في اليوم الأول؛ لذلك أرشد المشاركين الذين سيتغيبون عن اليوم الثاني إلى عدم الحضور وإعادة الجدولة للانضمام إلى التدريب مع مجموعة أخرى، أما بالنسبة إلى أولئك الذين سيفوِّتون الجلسة الأولى، فيمكنك استخدام وقت الاستراحة لإطلاعهم على ما أعطيته سابقاً، وتقديم الملخَّصات لهم.
2. انتباه المشاركين ويقظتهم ضروريان لضمان الاحتفاظ بالمعلومات والاستفادة من التدريب؛ لذلك ضع في الحسبان إخبار المشارك بحضور البرنامج التدريبي في وقت لاحق، ولكن إذا تعذَّر القيام بذلك؛ راقب المشارك بعناية خلال اليوم الأول، وقيِّم قدرته على المشاركة.
3. لا ينبغي أن يحدث هذا أبداً إذا تأكَّدت من مدى ملاءمة برنامجك التدريبي من خلال إنشاء أنشطة كافية ذات صلة، والتي ترتبط بسهولة بأدوار المشاركين، أو وضعت خطوات محددة يمكن للمشاركين القيام بها مجدداً في وظيفتهم، أو أجريت نشاط لعب الأدوار، أو وزَّعت أوراق العمل المفيدة أو بطاقات وأدوات أخرى يمكن أن تساعد المشاركين على ربط المحتوى ومفاهيم التدريب بعملهم اليومي.
4. تتمثَّل إحدى طرائق التعامل مع الضوضاء المؤقَّتة المزعجة خارج الفصل الدراسي في أخذ قسط من الراحة أو مطالبة مسببي الضوضاء بالتوقف؛ وذلك لأنَّك تقدم برنامجاً تدريبياً، وإذا لم يكن من الممكن القيام بذلك، فستكون اختياراتك الوحيدة هي محاولة نقل فصلك إلى مكان أكثر هدوءاً أو التوقف حتى تتوقَّف الضوضاء، وفي جميع الحالات لا يمكنك متابعة تدريبك وسط ضوضاء مشتِّتة للانتباه.
5. في بعض الحالات، قد يكون من المفيد أن يحضر موظف ومديره المباشر الفصل نفسه على سبيل المثال في برامج بناء الفريق، ولكن عموماً، يجب عدم تشجيع هذا النوع من التسجيل؛ إذ إنَّه من الأفضل منع هذا لمجرد أنَّ العديد من المرؤوسين قد يحجمون عن التحدُّث بحُريَّة في وجود مديريهم، وبالتأكيد لن يقدِّموا تعليقات تخالِف تعليقات مديرهم، ومع ذلك، إذا كان على المدير أن يحضر مع المرؤوس، فاجعله على الأقل يجلس منفصلاً عنه.
6. في حال نسيان أي أمر: عندما لا تكون غرف التدريب متاحة، استخدم زوايا حجرة الدراسة العادية، أو أجِّل العمل الجماعي حتى تتمكَّن من الحصول على المفاتيح في أثناء الاستراحة.
فيما يتعلق بأقلام الرسم البياني، إذا لم يكن هناك سبورة في القاعة، فقد تتمكَّن من استخدام أقلام التحديد إذا كانت متوفرة للكتابة على اللوح الورقي، أما فيما يتعلَّق بأوراق التقييم، إذا لم تتمكَّن من طباعتها أو نسخها خلال إحدى فترات الاستراحة، فيمكنك الحصول على تقييمات شفهية أو تقديم أسئلة وطلب إجابات مكتوبة، ويمكنك حتى طلب تقييم المشاركين حول مدى ملاءمة الدورة لاهتمامات المشاركين على مقياس من 1 إلى 5، أو طرح أسئلة مشابهة مثل القدرة على استخدام التدريب في الوظيفة وقيمة الدورة، وما إلى ذلك
7. قد تكون هذه مشكلة، ولكنَّ هذا يتوقف على خبرتك وعلاقتك مع مديرك في العمل وما إلى ذلك؛ حيث يمكن أن تكون هذه في الواقع فرصة رائعة لتظهر لهم مدى مهارتك في تقديم البرنامج التدريبي، فإذا تدخَّلوا وساهموا بتعليقاتهم، فادمج ملاحظاتهم في سير الدورة الطبيعي، ومن الجيد أيضاً مراجعة مديرك في العمل مسبقاً لتوضيح الدور الذي سيلعبه في أثناء حضوره: فهل سيكون مراقباً أم مشاركاً؟
8. قبل التدريب، تأكَّد من وجود تسهيلات لدخول الكراسي المتحرِّكة إلى مكان التدريب، وإذا لم يكن ذلك متاحاً، ففكر في التسهيلات الممكنة التي يمكنك تقديمها، ومع ذلك إذا كانت هناك عقبات لا يمكن التغلُّب عليها، فأبلِغ المشارك بذلك، ودعه يقرر ما إذا كان يريد الحضور أم لا.
9. اذكر هذا الأمر في الافتتاحية، وقل شيئاً مثل: "أدرك أنَّ الكثيرين لم يكن لديهم خيار بشأن حضور هذا التدريب، ومع ذلك دعونا نحقِّق أقصى استفادة من هذا الوقت، ونحاول أن نستخلص مفهوماً أو أسلوباً مفيداً واحداً على الأقل يمكنكم استخدامه مرة أخرى في الوظيفة، أعدكم ببذل قصارى جهدي للتأكُّد من أنَّ المعلومات مفيدة وملائمة للجميع".
10. استخدم مجموعات مكوَّنة من شخصين، واطلب من المشاركين الانتقال إلى المنصة أو الطاولة الأمامية أو الجزء الخلفي أو الأمامي من الغرفة لتشكيل هذه المجموعات، كما يمكنك استخدام الرواق خارج القاعة للوقوف وإجراء التدريبات الجماعية الصغيرة.