الحياة اليوم تتسم بالتسارع ، فالساعات تنقضي بسهولة أمام شاشة الحاسوب أو التلفاز أو حتى الهاتف المحمول ، وقد تجلس قليلا لكتابة مذكرة أو البحث عن معلومة عبر محركات البحث إلا أنك تفاجأ بمرور الكثير من الوقت .
قديما قيل في المثل : “الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك” ، فالوقت في النهاية هو حصيلة أعمالنا ، هو العمر الذي قضيناه على هذا الكوكب ، هو الجهود والأفكار والذكريات التي مضت ولن تعود .
إن أبرز سؤال يلح على ذهن الإنسان في هذه الدنيا ، كيف يمكن استثمار هذا الوقت القصير والمحدود بأفضل وجه ، ومن الطبيعي أن تكون الإجابة هي : العلم والعمل ، فالعلم يثري العقل ويوسع الأفق ويفتح الإدراك ، والعمل يترجم العلم ويستثمره ليحوله إلى واقع أفضل وأجمل يفيد الإنسان والمجتمع .
المدرسة لا تكفي!
إن العلم الذي يتلقاه المرء في صفوف الدراسة لا يكفي للحصول على شخصية مميزة ، فالجميع يحصل على ذات التعليم ويتلقى نفس المنهج ، كما أن العلم شعب متفرعة لا نهاية لها ، ولذلك فالسعي خلف التميز يتطلب مزيدا من جرعات العلم والتثقيف سعيا للوصول إلى عقل واع وفكر مستنير قادر على فهم ما يجري حوله ، والدخول في حوارات ثقافية وفكرية بحصيلة غزيرة من المعلومات تكفي لإدارتها بكفاءة بعيدا عن الجدل والتخمين الذي ينتهجه الجهلاء وقليلو العلم.
استغل التقنية
اليوم تقدم لنا التقنية خدمات عظيمة لتسهل لنا هذا المطلب ، فلم يعد طلب العلم محصورا في المعاهد والمدارس والمباني المشيدة هنا وهناك ، بل أصبح متوافرا على مكتبات ومواقع علمية وثقافية ومراكز تعليمية وجامعات افتراضية في فضاء الانترنت ، وبذلك فقد زال عائق الوقت والمال الذي منع كثيرا من محدودي الدخل والطبقات الأدنى من السير في طلب العلم . وأصبح الأمر مجرد خيار في يدك أنت وقرار تتخذه بمفردك ويقوم على رغبتك وجديتك فقط.
العلم لا يتوقف!
الكثير منا حصل على شهادة الجامعة ، ومع هذا لا يزال ينقصه الكثير من المهارات التي يحتاجها في أداء عمله أو التواصل مع من حوله بطريقة أكثر نجاحا ، ولذلك فالحاجة مستمرة للقراءة ، للدورات التدريبية ، للأنشطة الاجتماعية التي تثرينا خبرة وفهما لإدارة الحياة . فالتطوير هو علم وفهم وإدراك أفضل لا يمكن الحصول عليه دون بذل الجهد واستثمار الوقت في التعلم ، في التثقيف ، في الاستفادة من خبرات وتجارب الآخرين.
إن أول آية نزلت على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “اقرأ” وهي دعوة لكل إنسان على هذه الأرض بالقراءة وطلب العلم والسعي نحو المعلومة . فإذا أردت أن تحافظ على تواصلك وفهمك لما يدور حولك ، وإذا أردت أن تكون أكثر جدارة في عملك ونقاشاتك فلا تتوقف عن تطوير ذاتك بالتعلم المستمر بأي وسيلة تريد . وما أكثرها اليوم.
إذا كان عملك ذا علاقة بالمقال فبإمكانك وضع إعلان هنا لتستمع بتجربة رائعة في التسويق المقالي وابدأ بكسب الزوار في موقعك!