بحث عن

تدريب وتعليم / الذاكرة / الذاكرة البشرية / تقوية الذاكرة / الانسان /

أهم المعلومات عن الذاكرة البشرية وقدراتها وطرق تقويتها

أهم المعلومات عن الذاكرة البشرية وقدراتها وطرق تقويتها - ازدهار ezdehar

شغلت الذاكرة البشرية اهتمام العلماء منذ القدم، وعلى مدار سنين طويلة توصّلت الدراسات والأبحاث إلى مئات النتائج والمعلومات حول قدرات الذاكرة وآلية عملها وأسباب ضعفها وتدهورها، وبما أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش بدون ذاكرة قوية كان لابد من أن يحافظ عليها وأن يسعى لتقويتها بكل الطرق والوسائل المتاحة، فيما يلي سنستعرض أهم المعلومات عن الذاكرة البشرية.

ما هي الذاكرة؟


يعرّف العلم الذاكرة بأنها إحدى قدرات الدماغ التي تُمكِّنه من تخزين المعلومات واسترجاعها بسرعة، وتدرّس الذاكرة في حقول علم النفس الإدراكي وعلم الأعصاب.


مراحل تخزين المعلومات:



اعتقد العلماء في الماضي أن الذاكرة تعمل بطريقة تلقائية بسيطة حيث تخزن ما يحيط بالمرء من أحداث وتجارب وتستعيد ما تم تسجيله، لكن مع التقدم العلمي في مجال الطب اكتُشِف أنّ عملية تخزين المعلومات تخضع لنظام شديد التعقيد، وأن هناك ثلاثة مراحل تمر بها هي:


- مرحلة التسجيل والترميز: هذه المرحلة الأكثر تعقيدًا حيث تستقبل الذاكرة المعلومات فتجمعها وتختزلها، ثم تصنفها وتبدأ بمعالجتها بحيث تظل مُحتفظة بسماتها الجوهرية.
- التخزين: تقوم الذاكرة بإنشاء سجل ثابت ودائم للمعلومات التي تم معالجتها بالترميز.
- الاسترجاع: في هذه المرحلة يتم استرداد، أو استجماع المعلومات التي تم حفظها في سجل الذاكرة كنَوع من الاستجابة لفعل، أو نشاط معين.


أنواع الذاكرة البشرية:


لاحظ العلماء أنّنا أحيانًا نحفظ المعلومات بسرعة لكن ننساها بنفس السرعة التي حفظناها بها، في حين أنّ هناك أحداث ومعلومات نتذكرها على الرغم من حدوثها منذ سنين طويلة، وهذا ما جعلهم يتوصلون إلى حقيقة أن للذاكرة البشرية ثلاثة أنواع هي:

1- الذاكرة القصيرة جدًا: يطلق عليها أيضًا اسم الذاكرة الحسيّة، حيث تعمل الإشارات الحسية الآتية من أحد الحواس الخمس على إثارة مواقع حسية معينة في الدماغ فتقوم بتسجيل أعداد هائلة من المعلومات وبسرعة هائلة، لكن سرعان ما يتم نسيان كل المعلومات المسجلة.

2- الذاكرة القصيرة: أما الذاكرة القصيرة تستطيع أن تُسجّل وتحتفظ بعدد محدود من المعلومات لكن بشرط أن تتم عملية استردادها لمدة لا تتراوح ثوان قصيرة إلى دقيقة كاملة، ويجد بعض العلماء أن الذاكرة القصيرة يمكنها أن تخزن ما بين أربع إلى خمس معلومة في وقت واحد.


3- الذاكرة الطويلة: تستطيع الذاكرة الطويلة أن تخزّن أعداد هائلة من المعلومات وبأدق التفاصيل لفترات زمنية طويلة قد تمتد من عمر الطفولة إلى الشيخوخة، ولعلّ أكثر ما يميّز الذاكرة الطويلة أنها تقوم بمعالجة المعلومات المطلوب تسجيلها بطريقة معقدة ومتشابكة، وأبرز ما تتضمنه سجلات الذاكرة الطويلة كل ما نعرفه عن العالم المحيط من حولنا كما وتتضمن تجاربنا وخبراتنا ومشاعرنا، وأحداث حياتنا، وذكرياتنا.


أسباب ضعف الذاكرة والنسيان:


يعرّف النسيان بأنه حالة من الفقدان الظاهري للمعلومات أو تحوير المعلومات وفقدان بعض تفاصيلها من الذاكرة الطويلة عند محاولة استرجاعها، ويحدث النسيان بشكل فجائي أو بشكل تدريجي، والجدير بالذكر أن للنسيان آثار سلبية على حياة الإنسان حيث يعجز عن ممارسة حياته بصورة طبيعية، فيما يلي سنستعرض أبرز الأسباب التي تقف وراء حدوث النسيان.

1- سوء التغذية: حتى تعمل أعضاء الجسم بشكل جيد لا بد من أن تحصل على الغذاء الكامل وأي نقص في الغذاء سيتسبب في تراجع عمل وظائفه بما فيها عمل الذاكرة، وفي هذا الصدد يؤكد الأطباء أن تدنّي مستويات فيتاميني B1،B12 هو السبب الرئيسي وراء التعرض للنسيان.


2- تعاطي المواد المخدرة والكحول: أكّدت الدراسات العلمية على أنّ الأشخاص الذين يشربون الكحول بكميات كبيرة على مدار سنين طويلة هم أكثر عرضة لتراجع قدرات الذاكرة، كما أنّ تعاطي المخدرات بكل أنواعها يلعب دورًا رئيسيًا في تلف أعصاب الدماغ والتعرض لفقدان الذاكرة وتراجع القدرات العقلية.

3- تدخين السجائر: في الحقيقة لا تقتصر تداعيات تدخين السجائر على آثاره في الإصابة بالأمراض المزمنة والمميتة كالسرطان بل ويتسبب أيضًا في الضمور الدماغي وتدهور قدرات الذاكرة، وقد أكدت آخر الدراسات العلمية أن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر.

4- اضطراب النوم: الأشخاص الذين يعانون من صعوبة بدء النوم أو الاستمرار فيه هم أكثر من يعاني من حالات نسيان، أما سبب ذلك فيعود إلى أنّ قلّة النوم تتسبّب في حرمان الدماغ من الراحة فيشعر الشخص بالتعب، والإرهاق، وبعدم القدرة على التركيز، فيصعب عليه تذكر حتى أكثر التفاصيل بساطة.


5- ضربات الرأس: هناك دلائل قوية على أنّ التعرض لضربات قوية على الرأس جراء سقوط من مرتفع أو اصطدام في حادث سيارة يتسبب بفقدان الذاكرة القصيرة أو الطويلة مع الوقت، كما أن الأشخاص الذين يمارسون رياضات عنيفة كالملاكمة هم عرضة للنسيان أكثر من غيرهم.

6- الضغوطات النفسية: إنّ الضغط النفسي الناتج عن مشاكل الحياة اليومية وما يتولد عنه من مشاعر سلبية كالتوتر، والخوف، والقلق، والغضب، والإحباط، والاكتئاب يؤثر على الحالة النفسية للشخص، ويلعب دورًا أساسيًا في تدهور قدرات الدماغ وضعف الذاكرة والتعرض لحالات النسيان المتكررة.

7- العقاقير الطبية: يتسبّب تناول بعض العقاقير الطبية ببعض المشاكل الصحية الخطيرة كتدهور قدرات الذاكرة، من الأدوية التي يحذر تناولها دون استشارة طبيب العقاقير المسكنة للألم المزمن، العقاقير المنومة، عقاقير المهدئات، عقاقير علاج ارتفاع ضغط الدم، عقاقير خفض الكوليسترول، عقاقير علاج سلسل البول، مضادات الهيستامين.

8- مرض الزهايمر: هو مرض تنكّسي عصبي مزمن، يبدأ ببطء ويتدهور مع مرور الوقت حتى يفقد المريض ذاكرته تمامًا ويفقد قدرته على التركيز والتعلم، وينسى كل الأحداث التي مرت في حياته والأشخاص المقربين منه، وفي المراحل المتقدمة تطرأ تغييرات على شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية وقد يصاب بالهلوسة.


9- التقدّم في العمر: إن ضعف الذاكرة والتعرض للنسيان المتكرر هي جزء من الشيخوخة، فكثيرة هي الحالات التي ينسى بها بعض المسنين أين وضعوا مفاتيح السيارة، أو لماذا خرج للتسوّق، أو أسماء الأشخاص المقربين منهم، أما سبب هذا النسيان فيعود لتلف خلايا الدماغ ونقص وصول الدم والأوكسجين إليها.

10- اضطراب الغدة الدرقية: يرافق الإصابة باضطراب الغدة الدرقية مجموعة من الأعراض أبرزها فقدان الوزن أو زيادة الوزن، انتفاخ منطقة العنق، تغيرات في ضربات القلب، التقلبات المزاجية، تساقط الشعر، جفاف الجلد، هشاشة الأظافر، اضطرابات الحيض، إضافة للتعرض إلى حالات النسيان المتكررة.


كيف تحافظ على قدرات الذاكرة؟



1- الاستمرار في عملية التعلّم: الدماغ كالعضلة تمامًا تحتاج دائمًا للتدريب حتى يبقى في قمة نشاطه وقوته، ولكي تحمي نفسك من اضطرابات الذاكرة والتعرض للنسيان يجب أن تستمر في عملية التعلم كأن تحفظ يوميًا بعض المعلومات البسيطة أو مقاطع الأغنيات، أو أن تتعلّم اللغات الأجنبية.

2- استخدم حواسك الخمس: من الطرق الفعّالة للحفاظ على وظائف الذاكرة وتقويتها حفظ المعلومات والتفاصيل الدقيقة بربطها بأحد الحواس الخمسة السمع، البصر، الشم، اللمس، التذوق حيث يساعد هذا على ترسيخها في الذاكرة الطويلة بشكل أقوى واسترجاعها بكل سهولة.

3- النوم العميق ليلاً: يقوم الدماغ بتخزين المعلومات خلال اليقظة، أما خلال النوم ليلًا يقوم بتفصيلها وتجهيزها لإيداعها في الذاكرة الطويلة التي تقوم بدورها في تنسيق المعلومات وربطها مع معلومات أخرى سابقة وهذا ما يساعد في تيسير حفظ المعلومات واسترجاعها بسهولة، لذلك يوصي الأطباء بضرورة الحصول على أن النوم الكافي والمريح.

4- الاعتماد على التمارين الذهنية: أهم ما يجب أن تقوم به حتى تحافظ على قوة الذاكرة ممارسة التمرينات الذهنيّة يوميًا مثل حل الكلمات المتقاطعة، وحل المسائل الحسابية البسيطة والمعقدة، حل الألغاز والأحاجي، قراءة الكتب والروايات، الشطرنج، السودوكو، فهي تنشط الذهن وتزيد من قدرة الذاكرة على حفظ المعلومات بسرعة واسترجاعها بسهولة.


5- ممارسة الأنشطة الرياضية: في الحقيقة للرياضة فوائد عديدة فهي تقوّي الجهاز المناعي، وتحمي من الإصابة بالأمراض، وتطرد الشحنات السلبية، وتخلص الجسم من السموم، كما أنها تعمل على تنشيط الدورة الدموية ما يسمح بوصول الدم المحمل بالغذاء للدماغ فيتسبب هذا في تنشيطه وتقوية الذاكرة، ومن أجل هذا يوصي الأطباء بضرورة ممارسة الرياضة بانتظام.

6- القيام بتمارين نيروبيه: تعتبر تمارين نيروبيه من أهم أنواع التمارين التي تساعد في الحفاظ على قدرات الذاكرة، وتتمثل في ارتداء الملابس والأحذية بعيون مغمضة، أو التجول في المنزل والعيون مغمضة، أو وضع سدادات الأذن أثناء الاجتماعات العائلية لاكتشاف ما يتم قوله من حركات الفم، كما يفضل الذهاب إلى العمل كل يوم من طريق مختلف.

7- الاستعانة باليوغا والتأمل: أكّدت الدراسات العلمية الحديثة أن الممارسة الدورية لليوغا تعمل على تقوية الذاكرة، وزيادة القدرة على التركيز، وحفظ واسترجاع المعلومات، وأكّدت نفس الدراسات أنّ ممارسة اليوغا تحمي من الإصابة بمرض الزهايمر الذي يعتبر أحد الأسباب الرئيسية لفقدان الذاكرة.


8- الابتعاد عن المشتّتات تمامًا: يؤكد الخبراء على ضرورة الابتعاد عن المشتتات كالتحدث على الهاتف، أو الاستماع لنشرات الأخبار والأغاني الصاخبة، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي أثناء حفظ الدروس أو العمل، فجميعها يمنعك من التركيز ما يعيق عملية تخزين المعلومات لذلك ابتعد عنها حتى تحافظ على قدرات ذاكرتك.


أطعمة يوصى بها لتقوية الذاكرة:


يلعب الغذاء دورًا أساسيًا في تقوية الذاكرة وتحسين قدراتها على الحفظ، والاستيعاب، والاسترجاع، والتحليل، والمقارنة، وغيرها ومن أجل هذا يوصي الأطباء بضرورة إدراج أنواع معينة من الأطعمة إلى قائمة النظام الغذائي اليومي.



- الأسماك الزيتية: السلمون، والماكريل، والرنجة، والتونة جميعها أسماك زيتية يفضل تناولها مرتين في الأسبوع فهي تحمي من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وتعمل أيضًا على تعزيز قدرات الذاكرة بفضل احتوائها على الأحماض الدهنية ال أوميجا3.
- المسكرات: الجوز، والكاجو، واللوز، والبندق، والصنوبر، والكستناء جميعها غنية بفيتامينات E و B6 إضافة إلى الأحماض الدهنية أوميجا 3، وأوميجا6، ومضادات الأكسدة التي تلعب دورًا هامًا في تقوية الذاكرة والحماية من مرض الزهايمر.
- الخضروات الورقية الداكنة: تعتبر الخضراوات الورقية الداكنة مصدرًا مهمًا لمختلف أنواع المعادن مثل الحديد، الكالسيوم، البوتاسيوم، الماغنسيوم وفيتامينات K، C، E، B، والكاروتين واللوتين التي يسهم جميعها في تقوية الذاكرة.
- الفاكهة: هناك أنواع معينة من الفاكهة تسهم في الحماية من التعرّض للنسيان وتقوّي الذاكرة بفضل غناها بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن مثل التوت البري، التفاح، العنب، الطماطم، الأفوكادو، الكرز لذلك يوصى بتناولها يوميًا.
- الحبوب الكاملة: يقصد بالحبوب الكاملة الشعير، الشوفان، القمح الكامل، الأرز البني حيث يوصى بإدخالها إلى النظام الغذائي اليومي لما لها من فوائد في تسهيل عملية الهضم وخسارة الوزن، كما أنّ الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الموجودة بها تسهم في تقوية الذاكرة.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

المواضيع المتميزة

احدث المقالات

الاكثر اعجابا