يعد الامتحان جزءًا لا يتجزأ من نظام التعليم، وهو وسيلة لقياس مستوى الطالب ومدى تقدمه المعرفي، فهو عملية لاختبار قدرات وتحصيل الطلاب في أي مجال من مجالات البرنامج الأكاديمي، ولهذا يحرص الأهل على أن يقوم أبناؤهم بالاستعداد الجيد له وبذل الكثير من الوقت والجهد للحصول على أعلى الدرجات لاجتيازه، وعلى الرغم من الاستعداد الجيد له، يحدث أن تكون النتائج على غير ما يأمل الطالب وأهله فيبدأ طرح التساؤلات عن سبب تلك النتائج.
إن تفسير ذلك هو أن النجاح في اجتياز الاختبار أو الحصول على درجاتٍ جيدة فيه قد تتحدد بعدة عوامل أخرى قد تخلق الكثير من العقبات في قياس الأداء الحقيقي للطالب، معظم هذه العوامل يجب القيام بها قبل اللحظة الفعلية لإجراء الاختبار، سنتعرف فيما يلي على هذه العوامل التي يجب وضعها في الاعتبار ونطرح بعض النصائح للطلاب وأهلهم وما يمكن للمدرسين القيام به لمساعدة طلابهم على تحقيق النجاح.
أهم العوامل التي قد تؤثر على درجات الطلاب
عوامل متعلقة بالامتحان في حد ذاته
من أهم العوامل التي قد تؤثر على قدرة الطالب على التركيز والأداء الجيد أثناء الامتحان هو الامتحان نفسه وطريقة إجرائه وتشمل صرامة المعلمين والأساتذة في منح النقاط، أو الفوضى وعدم تنظيم الطلاب لورقة الإجابة والتي قد تساهم بشكلٍ كبير في الحصول على درجةٍ أقل في الاختبارات لعدم فهم المصححين للورقة، وقد تكون أيضًا بسبب أسلوب الأسئلة والمواد التي يمتحن عليها الطلاب.
فقد يقوم الطلاب بأداءٍ غير جيد في الاختبار إذا كانوا لم يفهموا هيكل الاختبار وما يفترض أن يجيبوه أو يكتبوه أو كيف يجب أن يستجيبوا للأسئلة، إنهم ببساطة لا يستطعون التأقلم في مواقف الامتحانات ونتيجة لذلك لا يسجلون نتائج جيدة.
لذا ينصح الطلاب عند إجراء الاختبارات أن يكونوا على درايةٍ بجميع أقسام وأجزاء الدروس وما هو مطلوب منهم في كل درس، فإذا كان التركيز في الفصول الدراسية على بعض عناصر الاختبار التي تشبه تمامًا ما تم حله في الفصل، فسيكون الطلاب أكثر استعدادًا، لكنهم فعليًا لن يحصلوا على المهارات التي يحتاجون إليها في حل مجالاتٍ أخرى، لذا يجب على المدرسين التركيز على تطوير مهارات طلابهم بدل التركيز على تدريسهم للاختبار.
عدم تخصيص وقت للمراجعة يوميًا
وهو أحد أكثر العوامل انتشارًا بين الطلاب، فهم يحضرون للصف وينتبهون ويشاركون بنشاطٍ كبير وعندما يخرجون من الفصل يعتقدون أن عملهم انتهى عند هذا الحد وهذا بعيد جدًا عن الحقيقة، العمل الذي يقوم به الطلاب في المدرسة هو في الحقيقة مجرد بداية لما يجب أن يكون بعده، إنهم بحاجة للمراجعة لتحسين أدائهم وتطوير مهارات التحليل والحل عندهم وترسيخ الدروس في عقولهم وذاكرتهم ولن يحققوا هذا الهدف بمجرد حضور الدروس واستيعابها في الفصل دون ترسيخها بالمراجعة ناهيك عن إجراء الاختبارات وأخذ علامات جيدة.
لذا سواء كنت تلميذًا في الابتدائية والإعدادية أو طالبا في الكلية والثانوية يجب عليك عمل روتين يومي لأداء الواجب المنزلي ولا يُعذر في ذلك من يقول إن ليس لديه وقت للمراجعة، ويجب على الأساتذة والمعلمين المساعدة بتشجيع طلابهم على القيام ببعض الأعمال الإضافية أو المشاريع في المنزل على أساس منتظم وعلى الوالدين تعويد أبنائهم منذ الصغر تخصيص وقت محدد للدراسة وتنظيم جدول زمني للمراجعة طوال العام الدراسي.
كثرة الغياب
يعد هذا هو السبب الأكثر وضوحًا لعدم نجاح بعض الطلاب في الاختبارات. وغالبًا ما تكون هذه مشكلة كبيرة فإن تفويت درس واحد سيجُرُهم الى عدم فهم ما بعده من الدروس فالبرامج الدراسية قد تكون مترابطة فيما بينها والغياب المتكرر لمرات عديدة سيؤثر بلا شك على أدائهم في الاختبارات.
لذا على الوالدين مراقبة غياب أبنائهم وإجبارهم على الذهاب إلى الفصل في حال كان الغياب غير مبرر ومساعدتهم ليتحلوا بروح المسؤولية، وعلى عاتق الأساتذة مسؤولية التأكد من فهم الطلاب للعواقب المترتبة على الغياب وكثرته.
الخوف من الامتحان
هذا عامل يغلُب على الطلاب الذين يقومون بإجراء اختبارات مصيرية كالاعدادية والثانوية العامة وحتى امتحانات الفصول الدراسية بالجامعة فعادة يتحصل هؤلاء الطلاب على علامات جيدة في الاختبارات الفصلية لكنهم لا يقومون بعمل جيد في الاختبار الاساسي، ولا يعود السبب لنقص الاستعداد ولكنهم ببساطة لكونهم متوترين لدرجة أنهم لا يستطيعون القيام بأقصى طاقاتهم فلا يؤدون ماعليهم نتيجة لهذا الضغط.
لذا يجب تحضيرهم وتدريبهم للاختبار وتهدئة أعصابهم وأفضل طريقة لتهدئة قلقهم أو ذعرهم من الامتحان هي توعيتهم بأن كل ما عليهم ببساطة هو التخلص من الضغط ببذل قصارى جهدهم في الدراسة، والتحدث إليهم بشكلٍ إيجابي عن الاختبارات.
يمكن أن تؤثر عوامل عديدة على نتائج وأداء الطلاب في الاختبارات، والحل يكمن في تعزيز الدافع الداخلي للطالب والتركيز على الأداء الجيد في الاختبار ببذل قصارى جهدهم والتأكد من راحة الطالب طوال أيام الدراسة، وخاصةً في أيام الاختبار، وتشجيعهم بشكلٍ إيجابي قبل الاختبار والقيام بدورنا كأهل ومدرسين لإعدادهم للنجاح.
