بحث عن

تطوير الذات / التوتر / الانسان /

ما هي تأثيرات التوتر في الجسد والعقل؟

ما هي تأثيرات التوتر في الجسد والعقل؟ - ازدهار ezdehar

لقد أوجدت جائحة كورونا (COVID-19) بيئة مثالية لتفشي الإحساس بالتوتر، فمن الطبيعي أن تشعر بالتوتر نتيجة ذلك؛ إذ تغير العالم كثيراً وانقلب رأساً على عقب، وقد أدت حالات الشك والتهديدات الصحية المستمرة المرتبطة بفيروس كورونا إلى زيادة في مشكلات الصحة العقلية، حيث وجدت دراسة أنَّ 70٪ من سكان الولايات المتحدة أكدوا أنَّهم يعانون من حالة ضيق وانزعاج متوسطة إلى شديدة منذ بداية الوباء؛ ولكن ما علاقة ذلك بالأمر؟

إنَّ التحكم بصحتنا العاطفية بات أكثر أهمية من أي وقت مضى، فقد أظهر لنا وباء كورونا أنَّه في الوقت الذي لا نستطيع فيه السيطرة على العالم الخارجي، نكون قادرين دائماً على التحكم بطريقة استجابتنا له.

نحن نعاني جميعنا من التوتر، لكنَّنا لا نتعامل معه بالطريقة نفسها؛ ولعلَّ الخبر السار هو أنَّك تمتلك القدرة على إدارة التوتر بفاعلية، بحيث لا تشعر بأنَّ العالم من حولك ينهار ويتهاوى في كل مرة تواجه فيها تحدياً؛ وقبل أن تتمكن من القيام بذلك، من الهام أن تفهم طريقة التواصل بين العقل والجسم.

العلاقة بين العقل والجسد والتوتر:



رغم الاعتقادات السائدة، إلَّا أنَّ العقل والجسد لا يشكلان كيانين منفصلين، حيث يؤثر جسدك في عواطفك، والعكس صحيح؛ فإذا وجِدَت حالة من عدم التوافق في الجسم، فسيؤثر ذلك في العقل، والذي يؤثر بدوره في مستويات التوتر لديك.

لقد وجدت إحدى الدراسات أنَّ نوعاً معيناً من أنماط الطاقة المرتبط بكلمات ونوايا معينة، يمكن أن يُسبِّبَ تغييرات فيزيائية في بنية الحمض النووي التي تشكل الوحدات الأساسية لجسمك؛ فهل سبق وشعرت يوماً بغثيان في معدتك عندما كنت قلقاً بشأن شيء ما؟ إذا حدث هذا الأمر معك، فقد اختبرت العلاقة بين العقل والجسم وحالات التوتر؛ لذا في المرة القادمة التي تجد نفسك فيها تتلفظ بأشياء سلبية، تذكَّر أنَّ أفكارك تحدد كيف يتصرف جسمك، حيث تساهم المشاعر السلبية في شعورك بعدم الراحة؛ لذا انتبه إلى الكلمات التي تقولها؛ ذلك لأنَّ جسدك يصغي إليك دائماً، ويحدث بالفعل ما تفكر فيه.

تأثيرات التوتر في العقل والجسد:


إنَّ الحياة أشبه برحلة في قطار مدينة الملاهي، ممَّا يعني أنَّ التوتر سيحدث مهما حصل، ولا يمكنك الاختباء منه، وأفضل شيء يمكنك القيام به هو اتخاذ تدابير وقائية للتأكد من أنَّه لن يضر عقلك وجسمك على الأمد الطويل؛ لذا نقدم لك فيما يأتي 3 تأثيرات غير معروفة كثيراً للتوتر:


1. ضعف جهاز المناعة:


صحتك هي ثروتك، ولن تمتلك دونها شيئاً في الحياة؛ فإذا لم يكن لديك جهاز مناعة قوي، فلن يكون جسمك قادراً على محاربة الأمراض والفيروسات.

لقد علَّمنا فيروس كورونا مدى أهمية رعاية أجهزتنا المناعية، فإذا كنت راغباً في الحفاظ على نظام مناعي قوي، فنم جيداً في الليل، ومارس التمرينات الرياضية بانتظام، وتناول الأطعمة الصحية، وخُذ مكملات تعزيز المناعة، والتزم بممارسات تمرينات الاسترخاء؛ حيث ستُدرِّب بهذه الطريقة جهازك المناعي على العمل من أجلك بدلاً من العمل ضدك.

2. مشكلات هضمية (في الأمعاء):


توجد علاقة قوية بين صحة الجهاز الهضمي والتوتر، حيث تتواصل الأمعاء والدماغ باستمرار وترسل إشارات إلى بعضها بعضاً؛ فهل سبق وشعرت أنَّك تتعرض إلى لكمات وضربات في الأمعاء بعد تلقي أخبارٍ سيئة؟ أو هل شعرت يوماً بالتقلصات في معدتك عندما كنت متوتراً بشأن أمر ما؟


تحدث ردود الفعل هذه لسبب ما؛ فيمكن أن ترسل الأمعاء المضطربة إشارات إلى الدماغ، ويمكن أن يرسل الدماغ المضطرب إشارات إلى القناة الهضمية؛ لهذا السبب يمكن أن تكون آلام المعدة سبباً أو ناتجاً عن القلق أو التوتر أو الاكتئاب؛ لذلك في المرة القادمة التي تعاني فيها من آلام غير مبررة في المعدة، قد يكون التوتر هو السبب؛ لذا تجنب تناول الأطعمة التي يمكن أن تهيج معدتك وتؤدي إلى تفاقم أعراض التوتر، كالسكريات المصنَّعة والأطعمة المقلية.

أخيراً، نشجعك على ممارسة تمرينات يوغا كونداليني يومياً (Kundalini yoga)، فهي رائعة لتحفيز تدفق الطاقة في الجسم؛ كما يوجد ضمنها تمرينات محددة تدعم عملية الهضم الصحي، ويشمل بعضها تمرينات نفس النار أو ما يُسمَّى بتقنية التنفس (Breath of Fire)، وتمرينات التمدد (Stretch Pose and Sat Kriya).

3. الشعور بالكآبة:


التوتر هو استجابة طبيعية لتجارب الحياة الإيجابية والسلبية؛ ومع ذلك، إذا كنت تواجه مشكلة في التعامل مع التوتر على الأمد الطويل، فيمكنك أن تُعرِّض نفسك إلى خطر الإصابة بالاكتئاب، حيث يؤدي التوتر المستمر أو المزمن إلى ارتفاع الهرمونات مثل الكورتيزول وانخفاض السيروتونين والناقلات العصبية الأخرى في الدماغ، بما فيها الدوبامين.


عندما تواجه مستويات عالية من التوتر، فمن المرجح أن تعاني من مزاج سيئ؛ ولسوء الحظ، سيجعلك ذلك أكثر عرضة إلى عدم الانخراط في أنشطة صحية، كممارسة الرياضة وتناول الطعام الصحي على نحو جيد؛ ونتيجة لذلك، يصبح مزاجك سيئاً أكثر.

هذا التأثير المتصاعد السام هو ما يجعل الكثير من الناس يعانون من أعراض الاكتئاب، كالتعب والقلق وفقدان الشهية، والتفكير في الانتحار في بعض الحالات الشديدة.

لقد عرَّض فيروس كورونا الكثير من الناس إلى خطر الإصابة بالاكتئاب؛ ومع كل ما يحدث اليوم في العالم من حولنا، فإنَّ الناس أكثر عرضة إلى مشاعر اليأس والعجز التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور الاكتئاب، وإحدى أفضل الطرائق التي تساعدك لمنع نفسك من الوقوع في دوامة الحزن هي طلب المساعدة من شخص متخصص مثل طبيب نفسي أو مدرب، بحيث يمكنه مساعدتك على تجاوز الأوقات العصيبة وإعطائك بعض الأدوات والوسائل لتقليل التوتر والقلق؛ ثم مارس يوميَّاً تمريناً قائماً على الوعي التام وتأملات اليقظة الذهنية، ولا تتهاون أبداً في ممارسته، حيث تساعدك ممارسة تأملات اليقظة الذهنية على إعادة برمجة الأفكار السلبية، وتقييم التجارب الصعبة بعقل أكثر هدوءاً.


يمكن أن يكون هذا التمرين عبارة عن التأمل أو ممارسة اليوجا أو الرقص أو تاي تشي (عبارة عن فن قتالي داخلي دفاعي صيني قديم) أو تمرينات التحكم بالتنفس، وغيرها.

لا تسمح للتوتر بأن يسيطر على حياتك:


أنت تمتلك خيارين، فإمَّا أن تدع التوتر يؤثر في صحتك وسلامتك، أو أن تحوِّله إلى تجربة تساعدك على البدء من جديد؛ وإذا كنت تشعر بالخوف، فلا بأس، فهذا أمر طبيعي.

اسمح لنفسك بالتعبير عن مشاعرك أيَّاً كانت، ولكن إياك أن تفقد الثقة بنفسك في ظل الفوضى التي تحيط بك، وخُذ نفساً عميقاً، وثق أنَّ قوتك أكبر من أي صراع يواجهك.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

المواضيع المتميزة

احدث المقالات

الاكثر اعجابا