المبدع -بتعريف مبسط- هو ذلك الخارج عن المألوف، هو ذلك الإنسان الذي يختلف بتفكيره عن الآخرين، هو نفسه من يستطيع رؤية الأشياء من زوايا مختلفة غير التي يراها أغلب البشر، وأن يسلط الضوء على كل ما أهمله باقي الناس، على كل شعور، تفصيلة لم يُعِرْها أحد اهتمام.
وربما أجمل ما في الأمر أنه لا حدود للإبداع، أي أن أفكارك وخيالك له كامل القدرة على أن يتجسد على أرض الواقع، لكن للأسف هناك عادات تطفئ تلك الشعلة التي تجعلك من القلة المميزة في مجتمعاتنا، نذكر من تلك العادات ما يلي

1.الروتين

مما قرأت -وأعجبني- أن الروتين يكسر الإبداع والإبداع يكسر الروتين، وما قيل صحيح جدًّا؛ لأن الروتين يطفئ فينا ذلك الحماس ويخمد بداخلنا ذلك الشغف، فيوم بعد يوم سيتضاءل حجم الإبداع إلى أن يموت، ونحن لا نريد ذلك، أما أن الإبداع يكسر الروتين فهو كذلك بالفعل لأن كل شيء سيتغير بعد قرارك أن تتبع إبداعك: من الأشخاص والأماكن والمهام اليومية إلى التحديات والتجارب الجديدة، احرص دائمًا على أن تعتمد على التجديد والتغيير والابتكار وسلوك الطرق الجديدة حتى في أبسط أمورك اليومية.

2.الخوف من الفشل وما سيقوله الآخرون عنك

هنا وكأنك تدخل المعركة مهزومًا من البداية (بل قبل حتى أن تبدأ)، فطريقة التفكير هذه ستعيقك كثيرًا، فمن الأفضل أن تباشر بالتخلص منها، فآراء الآخرين لم ولن تحدد من ستكون عليه وما سيكون عليه عملك، أما الفشل فمن الطبيعي جدًّا أنك ستفشل بل ويجب ذلك كي تأخذ من التجارب والخبرات ما سيفيدك ويقويك بعدها، وتذكر أن الناس أيضًا يفشلون ويخفقون، ذاك أمر طبيعي.

3.التأجيل

أن تؤجل العمل للغد يعني أنك ستؤجله للأبد، هذه هي الحقيقة حتى وإن كرهتها، لذا باشر الآن العمل ولو بخطوة واحدة، المهم أن تخطوها وتحقق إنجازًا صغيرًا ولا تنتظر، وتوكل على الله فلربما لا تملك الغد، حدِّد ما تريده وقسّمه إلى خطوات صغيرة، ومهما كانت خطواتك صغيرة ستقربك من هدفك بالتأكيد، إن كنت تحب التأجيل فربما عليك أن تعرف كيف تتوقف عن المماطلة والكسل وتصبح شخصًا أكثر إنتاجية

4.افتقادك للشجاعة

قرأت مرّة أنه إذا لم تمتلك الشجاعة فعليك أن تمحو نصف أحلامك، فتحقيق الأهداف وأن تجعل فكرتك واقعا أمر يتطلب الشجاعة، الشجاعة صفة ستساعدك كثيرا في حياتك فتحلّى بها، تخلى عن الخوف والتردد والقلق، وأخبر نفسك أن الدنيا لا تعطي النجاح إلى للقوي الذي يطالب بحقه فيها.

5.لا تؤمن ولا تثق بقدراتك بالقدر الكافي

أريد أن أطرح عليك سؤالًا وبناء عليه ستجد جوابك: كيف سيؤمن الناس بك إذا كنت أنت نفسك لا تؤمن بها؟ كيف سيؤمنون بما تريد أن تحققه؟

لا يمكن ذلك بل هو أقرب للمستحيل، فالثقة والإيمان بالنفس الخطوة الأولى المهمة قبل كل شيء في طريقك للنجاح، فهي ستكون مثل الدعامة لك.

6.البيئة المحيطة بك

كل ما يحيط بك قد يؤثر عليك سلبًا أو إيجابًا، العقول التي تخاطبها، الأفكار، المبادئ، الأماكن….. إلخ.
لذلك حاول أن تخلق لنفسك بيئة داعمة تزيد من إنتاجيتك وإبداعك، تجنب الأمور والأشخاص السلبيين وكن منفتحًا على كل ما يمكنه دفعك للأمام بدلًا من إعادتك إلى الوراء.

7.عدم تقبل النقد

هذه نقطة لا تقل أهمية عما سبق، لا تغلق على نفسك وترفض آراء الآخرين، بل حاول أن تتقبلها؛ لأنها حتى وإن آلمتك ستقويك وتزيدك حبا لعملك، فالنقد السلبي يزيدك إصرارًا والنقد البنّاء يزيدك تقدّما، وكل هذا إن أردت أنت، ولا تكن عدوانيًّا لأيّ رأي يخالفك أو ينتقدك، فربما بعض هذه الآراء توضح لك أمورًا لم تكن لتراها وحدك أبدًا، أو تفتح لك أبوابًا من الخير لم تكن لتطرقها لولا هذا النقد، أما إن كان النقد سلبيًا وهدفه إحباطك فتعلم كيف تتعامل معه بالطريقة الصحيحة وأن تتذكر هذه الأمور (7) أشياء تذكرهم حين يصدر الناس أحكامهم عليك

وكما قال فنان الفيديو الأمريكي بيل فيولا: “الإبداع ليس ملكًا للفنانين وحدهم بل هو عنصر أساسي في شخصية الإنسان بغض النظر عن الثقافة التي أتى منها وبغض النظر عن مكان وجوده على الأرض أو في التاريخ” لذلك اختر المجال الذي تحبه وأبدع فيه بكل ما عندك من طاقة فالإبداع هو ما يجعلك استثنائيًّا ومميزًا رغمًا عن الجميع. فاتبع شغفك وإبداعك فهم سيقودونك في النهاية إلى أجمل مما تتخيل.