يسهل في عصر جوجل (Google) وويكيبديا (Wikipedia) نبذ مهارة التذكر الرائعة على اعتبار أنَّها عديمة الفائدة، لكنَّك لن تتمكن من الوصول إلى الإنترنت أحياناً، ويمكن أن تعطي القراءة بصوتٍ عالٍ انطباعاً سيئاً في أحيانٍ أخرى؛ تماماً كما هو الحال عند خضوعك إلى مقابلةٍ أو عند إلقائك خطاباً.
لذلك، وحتى يحين الوقت الذي تصبح فيها خطاباتك مبرمجة في شريحةٍ داخل عقلك، ستبقى الذاكرة الجيدة ميزة عظيمة لنا جميعاً.
لذا نورد هنا 13 حيلة بسيطة لتحسين ذاكرتك:
1. أطبق يدك اليمنى عند التعلم، ثمَّ يدك اليسرى عند التذكر:
قد يبدو الأمر غريباً، إلَّا أنَّ إحدى الدراسات أثبتت فعالية هذه الحيلة في تحسين الذاكرة قصيرة الأمد؛ فعندما تكون في طور التعلم، أغلق قبضة يدك اليمنى؛ وعندما تكون بحاجة إلى التذكر، اضغط على يدك اليسرى.
لقد ثبت أنَّ هذه الحيلة فعالة فقط عند الأفراد الذين يستخدمون اليد اليمنى، على الرغم من أنَّهم قاموا بالاختبار نفسه على الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى.
جرب هذه الحيلة بنفسك ولاحظ ما إذا كنت ستجد أيَّ فارق هام.
2. نسِّق الروائح:
لقد ثبتَ أنَّ الروائح تثير الذكريات أكثر من الأصوات، ولكن قد يكون تطبيق هذه الحقيقة شائكاً للغاية.
تتمثل إحدى الأفكار المطروحة بتنسيق الروائح بدءاً من الوقت الذي تحفظ فيه ذكرى لشيء ما، وحتى الوقت الذي تحتاج فيه إلى تذكره؛ فعلى سبيل المثال: جرب رش عطر ذي رائحة خاصة جداً على ظهر كفِّك عندما تقرأ، ثمَّ رشه مرة أخرى في يوم الاختبار أو العرض.
3. نسِّق الأوضاع:
إذا اتخذت في أثناء محاولة تذكرك شيئاً ما الوضعية نفسها التي كنت عليها عندما تحفظه، فمن المحتمل أنَّ تتذكره بشكل أسهل؛ وفي حين أنَّ الأمر متعلق بذكريات السيرة الذاتية، إلَّا أنَّها قد تكون قابلة للتطبيق على المواقف الأكثر عملية أيضاً.
جرب الدراسة في وضع واحد، ثمَّ جرب تذكر الإجابة في الامتحان أو في أثناء إجراء مقابلة وأنت في الوضعية نفسها.
4. امضغ علكة:
هناك نظريتان تبرران هذا الأمر، إحداها هو أنَّ المضغ يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى منطقة الدماغ، وبالتالي زيادة النشاط الدماغي؛ والأخرى تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ الحيل السابقة حول أنَّ مضغ العلكة يرتبط بالذكريات التي تكوِّنها ويصبح من الأسهل التذكر إذا مضغت العلكة بينما تعيد تذكرها.
بغض النظر عمَّا تعتقده، قد يكون مضغ العلكة قبل الامتحان الكبير التالي أمراً جيداً؛ وفي حالة كان للطعم تأثير الرائحة نفسه، فحافظ في الاختبار على النكهة نفسها التي استخدمتها في أثناء الدراسة.
5. استخدم قوة اللحن:
يكاد يكون السبب في سهولة تذكر كلمات الأغاني مقارنة مع تذكر كلمات مقال لا لحن له غامضاً؛ وهذا ليس شيئاً نتخيله فحسب، فقد أثبتت الدراسات فاعلية اللحن عندما يتعلق الأمر بالتعلم.
في حين يبدو وكأنَّه مزيد من العمل، يمكنك ببساطة ربط الكلمات بألحان تعرفها وتحبها بالفعل؛ ولعلَّ أفضل هذه الألحان هي الألحان الكلاسيكية الشهيرة؛ ذلك لأنَّها لا ترتبط بكلمات قد تتسبب بتشتيت الانتباه في أثناء محاولة الحفظ.
6. لا تسهر للدراسة طوال الليل:
لا يحسِّن النوم ذاكرتك فحسب، بل قد يقلل التكرار المستمر لفعلٍ ما القدرة على التذكر الفوري، ولا يزيده.
لقد ثبت أيضاً أنَّ الممارسة المجزأة لشيءٍ ما تنجح أكثر من الممارسة المركزة؛ لذلك لا تسهر طوال الليل، وتذكر أن تنال قسطك الكافي من النوم بعد يومٍ حافل بالدراسة.
بالطبع، إنَّها لفكرةٌ رائعةٌ أن تدرس جزءاً صغيراً في كلّ مرة، ولعدة دقائق كلّ يوم؛ فعندما تتعلّم لغة جديدة، فإنَّ البطاقات التعليمية أو تطبيقات تعلم اللغة تكون ملائمة جداً لهذا الغرض.
7. تأمَّل:
في إحدى الدراسات زاد التأمل لأربع مرات يومياً لمدة 20 دقيقة نسبة الإدراك من 15٪ إلى 50٪. لذا، إذا كنت قد أُعجِبت يوماً بالتأمل، فابدأ ممارسته، وستحصد نتائج مذهلة.
8. تمرَّن أكثر:
إذا وجدت بعض الاقتراحات السابقة مملة وترغب في اتباع طريقة بدنية أكثر؛ فأنت محظوظ، فقد وُجِدت علاقة واضحة بين ممارسة التمرينات المنتظمة وتحسين الوظائف المعرفية، بما في ذلك: الذاكرة؛ لذا فإنَّ ممارسة مزيد من التمرينات لن تجعلك أكثر صحة فحسب، بل ويمكنها أيضاً تحسين ذاكرتك.
9. ابتعد عن المشروبات الكحولية:
لقد ثبت أنَّ لتعاطي الكحول آثار وخيمة على الذاكرة، بالإضافة إلى آثاره الضارة الأخرى، مثل تأثيره على القدرات المعرفية؛ لذا عليك تجنُّب شرب الكحول، فهو ليس الوسيلة الأفضل للحفاظ على اتزانك وذاكرتك.
10. اربط الذكريات ببعضها:
يبدو أنَّ الحيل التي تعمل على تحسين الذاكرة تتلخص في شيء واحد: الاقتران.
لقد تعاملنا حتى الآن مع الاقتران اللاإرادي، مثل التذكر بطريقة أفضل عند شم الرائحة نفسها أو الجلوس في الوضعية نفسها؛ ولكن حان الوقت الآن للقيام بالاقتران المتعمد.
هناك بعض المجالات التي يكون هذا فيها بسيطاً إلى حد ما، فعلى سبيل المثال: عند تعلم اللغة، هناك خدعة لتذكر المفردات الجديدة تتمثل في ربط الكلمة الجديدة بكلمة تعرفها بالفعل؛ وإذا كنت قد لاحظت كيف أنَّه من الأسهل بكثير أن نتذكر كلمة جديدة تبدو مماثلة تماماً لكلمة أخرى، فأنت تعرف إذاً المقصود هنا.
أحياناً، يجب عليك أن تشدد على النطق قليلاً؛ وحسب التجربة، كلَّما كان الارتباط غريباً أو مضحكاً، كان تذكر الكلمات أسهل.
عند وجود ترافق مرئي مع كلمات جديدة، يصبح التذكر أبسط بكثير في الكتب المدرسية الجديدة التي تساعد في تنفيذ التقنيات البصرية، وربَّما على وجه خاص في الأبجدية الصينية مع طريقة "هيسنج" (Heisig) المعروفة جيداً والمعترف بها في مجتمعات تعلم اللغة.
تستخدم طريقة "هيسنج" الاقتران المرئي لمساعدتك على تذكر كلمات معينة متشابهة بين لغتين باستخدام الصور والأشكال؛ وقد يجد بعض الناس هذا مفيداً للغاية، ويجده آخرون بلا فائدة.
11. تجميع الذكريات معاً:
استفد من ميزة "التعرف على الأنماط"، وجمِّع بعض الذكريات في أحدها.
ربَّما يكون تذكر الأرقام هو أبسط أشكال هذه التقنية، وهذا ما يُسمَّى بـ "تقنية تجزئة المعلومات"؛ فإذا كنت تستطيع جمعها معاً بطريقة ذات مغزى وتعني شيئاً بالنسبة إليك، فسيكون تذكر سلاسل الأرقام أسهل بكثير.
12. اكتب الأشياء التي يجب أن تتذكرها:
ربَّما هذا فعال بسبب التكرار الإضافي، أو ربَّما لأنَّ الكتابة تنشط مناطق مختلفة تماماً من الدماغ وتخزن بطريقة ما المعلومات في أكثر من مكان؛ ولكن في كلتا الحالتين، من السهل تذكر شيءٍ قد كتبناه؛ لذا، إذا كان هناك شيء هام للغاية لا يجب أن تنساه، فاكتبه؛ والأفضل من ذلك، دوِّنه كملاحظة واحملها معك.
13. تحدَّث إلى نفسك:
ليس عليك القيام بمونولوجات درامية طويلة أمام المرآة على اعتبار أنَّها المشاهد الوحيد، بل قل ببساطة ما تريد أن تتذكره بصوت عالٍ؛ فقد أظهرت دراسة أنَّ هذه التقنية تحسِّن دقة الذاكرة بنسبة تصل إلى 10٪، وقد يكون من الأفضل ممارسة هذه العادة عندما تكون لوحدك.
الخلاصة:
هذه مجرد حيل، إلَّا أنَّ بعضها يتعلق بتطوير وتحسين قدراتك المعرفية العامة، ولا داعي للقول أنَّ هذه القدرات ستكمِّل الذاكرة؛ لذا تذكر أن تعتني بنفسك ودماغك إذا كنت ترغب في تحسين ذاكرتك.
كما أنَّ هناك العديد من الحيل التي قد توفر أفضل النتائج، حيث قد يكون إعادة ابتكار بيئة كاملة هو الطريقة الأفضل لتذكر شيء ما.