نظرة إلى دروس لقنتني إياها الحياة، ووقفة تأمل لما تخبرنا به الأيام، مشاهدات لمواقف تاريخية، وتدبر لما مر بالسابقين
1) البدايات الصعبة:
ضربة الفأس الأولى في الأرض ليست انجازا.
السطر الأول في كتاب ليس نجاحا.
الشهور الأولى في مشروعك ليست مقياسا لتقدمك وهكذا..
العين لا ترى إلا الشيء الكبير
والشيء الكبير لا يتأتى إلا بصبركبير
والصبر الكبير تنتجه الهمة العالية.
أصعب تحدي هو تحمل صعوبات البداية.
إن الصاروخ يحرق في مرحلة الإقلاع المخزون الأكبر من وقوده.
السيارة يجب أن يتم تسخينها قليلا قبل القيادة صباحا.
استعجال النتائج هي آفة البشر منذ فجر التاريخ وحتى الآن.
ان من يضعون أمام أعينهم الغاية الكبيرة يتحملون البدايات البسيطة مستمدين من عظم مطلبهم عونا لهم على ذلك.
قال أفلاطون:" البداية هي اهم جزء في العمل".
2) لا نجاح بلا فلاح:
الدنيا قادرة على إغواء معظم البشر واستعبادهم وجعلهم أجزاء لديها ، يعطونها خالص أيامهم وطموحهم وهمتهم وتعطيهم بعضا من متعها الزائفة الزائلة.
لو كان هناك لائحة كلائحة مجلة (فوربس) المهتمة بمجال المال والاعمال في العصر النبوي، لكان على قمة أغنى أغنياء العالم ، عدد غير قليل من المسلمين المجاهدين والصحابة العظماء.
وذلك لأن المسلم ليس مقطوعا عن الدنيا، أو كارها لها، بل المسلم الحق هو من يملك الدنيا بين يدية ، ويأبى أن يضعها في قلبه، أو يعطيها وزنا أعلى مما تستحقه.
إن ما أطمح أن تنتبه إليه يا صديقي وأنت تسير في الحياة أن تهتم بالنجاح وتعمل من أجل الرقي ولا تتنازل على أن تكون رقما صعبا فيها.
قال رالف ايمرسون:" البعض قد يذهب إلى الجنة بنصف المشقة التي يتكبدها للذهاب إلى الجحيم".
3) أنت ربان حياتك:
إن جميع الناجحين في هذه الحياة قد تحملوا مسؤولية حياتهم كاملة ولم يقفوا لثانية واحدة كي يلوموا شخصا ما على الأشياء السيئة التي علمهم اياها، أو الأبواب الرحبة التي أغلقها دونهم أو العقبات المميتة التي ألقاها في طريقهم.
ما أسهل أن نقف لنشكو جرم الآخرين في حقنا
ما أبسط أن ندلل على عظيم ما جنت يد آبائنا، وكيف انهم لم يعلمونا مبادئ النجاح والطموح، فضلا عن ممارساتهم التربوية الخاطئة في حقنا ، وما أسهل أن نلقي بجميع مشاكلنا وهمومنا على هذا أو ذاك، متخففين من مسؤولية مواجهة الحياة وتحمل اعبائها.
علمتني التجارب أن الحياة بحر مضطرب الأمواج وكل واحد منا ربان على سفينة حياته، يوجهها ذات اليمين وذات الشمال ، وأمر وصوله إلى بر الأمان مرهون بمهاراته وقدراته بعد توفيق الله وفضله.
ولكن معظمنا للأسف لديه شماعة من التبريرات الجاهزة ، فما أن يصاب بكبوة أو مشكلة إلا ويعلقها على هذه الشماعة ويتنصل من مسؤولية تحمل نتيجة أفعاله!
تربيتنا السيئة، مجتمعنا السلبي ، التعليم الفاشل، الظروف الصعبة، تفشي الفساد.
لكن دعي أقول لك ، إذا ما أحببت أن تقبل تحدي الحياة وتكون ندا لها، فلا بد ان تتخلى وفورا عن كل هذه التبريرات التي تعلق عليها مشاكلك وإخفاقاتك، وتقرر أن تتحمل نتيجة حياتك بكل ثقة وشجاعة.
إننا نستسهل الركون إلى الدائرة الأولى (الموقف) لأنها أسهل من الناحية النظرية، فليس هناك أيسر من الشكوى.
وندعي أن الداخل كله خير، ومشاكلنا فقط تأتينا من الآخرين السيئين القاسيين.
وللأسف فإن معظم البشر مبدعون في اختراع المبررات التي تبرئ ساحتهم من التقصير أو الفشل.
النجاح ليس مرهونا بتحسن وضع ما، وأن الفشل لم تكتبه عليك ارادة عليا.
المؤمن القوي هو الذي يمتلك تصميما راسخا على تحدي المصاعب والعوائق، هو الذي يقابل الحياة بهدوء نفس ورحابة صدر، وهدوء جنان، بغض النظر عما تخبئه له أو تظهره.
بوصلة عقله تتجه إلى الحلول لا التبريرات، والرؤية الإيجابية لا الصورة السلبية الباهتة.
4) الصمت قوة:
كم من كلمة ألقاها صاحبها في غفلة من عقله، فذهبت بماله او سمعته ...وربما برأسه بعيدا.
يقول روبرت جرين في كتابه ( كيف تمتلك مقاليد القوة):" أن البشر آلات تفسير وتوضيح،ولديهم شعور قوي بحتمية معرفة ما تفكر به، وأنه كلما كانت كلماتك قليلة ومركزة، فإنك سوف تغلق أمامهم أبوابا كثيرة للتفسير والتحليل، وستجعلهم يتهيبونك بشكل كبير".
الكلمات التي تخرج من الفم لا يتم ارجاعها، والقول الذي يطلق سراحه، لن يمكنك العودة مرة أخرى.
حكمة:" الفم المطبق، لا يدخله الذباب".
5) أشرق كالشمس:
هل من الحكمة أن ندفن كنوزنا الحقيقية في باطن الأرض في الوقت الذي يبيعنا فيه الآخر بضاعته الركيكة على أنها ذهب خالص بالرغم من كون بريقها لا يتعدى القشرة الخارجية؟!
إننا بحاجة أن نتقن فن تسويق ( النفس والدين والقيمة والأخلاق).
إننا مطالبون أن نظهر روعة ما نملك ونخرجه للناس، إن اللؤلؤة تظل شيئا ليس له قيمة ما دامت مخبأة في محارة في عمق البحر، ولا تظهر قيمتها إلا في عنق امرأة وهي تلمع في سحر يخطف الألباب.
حكمة :" قد يشك الناس فيما تقول ولكنهم سوف يؤمنون بما تفعل".
6) فن الشكوى:
معظم البشر لايحبون الشخص دائم الشكوى كثير التبرم من الظروف والحياة.
نحن جميعا ننفر من المرء الذي يحاول أن يصبغ الأيام بفرشاة داكنة قد غمسها في وعاء أفكاره المتشائمة.
لكن الشكوى تكون في كثير من الأحيان نوعا من التفكير المسموع.
خاصة اذا تركنا الشكوى من الأشياء التي ليس لنا يد فيها إلى الأشياء التي نستطييع تغيرها للأفضل.
وانها لمشكلة ان تتحدث إلى شخص لايستطيع عمل أي شيء حيال الشكوى، لأنك سوف لن تستفيد هنا إلا مزيدا من الضجر والتبرم.
والشاكي هنا يتخذ الشكوى ذريعة للهروب من المسؤولية، ولقد كان الافضل له التحلي بالشجاعة، وأن يشتكي لمن يستطيع حل مشكلته، والذي يملك روحا ايجابية ويعطيك حلا ناجعا أو نصيحة مثمرة، أو يريح قلبك من عناء متعب.
7) لاتعش في جلباب أبيك:
أكثر من 97% من أهل الأرض لايعيشون أحلامهم، بل أحلام أشخاص آخرين.
- محمد التحق بكلية الهندسة لأن والده يريد أن يراه مهندسا.
- علي تزوج من الفتاة التي أحضرتها له أمه، ورأت أنها الأقدر على إسعاده.
- مازن قرر العمل في المبيعات رغم كونه لايحبها، نظرا لأنها المتاحة أمامه.
فالشاب الذي عاش حياته مسيّرا إلى أن بلغ حد الرجولة، كيف تتوقع منه أن يعلم أين يمضي ومتى يمضي والأهم كيف يمضي؟!.
إن الأوامر التي تلقاها في حياته لم تترك له مجالا لتحديد مصيره.
من الآن فصاعدا يجب ألا تنظر لأبيك بطرف عينك، لترى هل رضي أم رفض قبل أن تعلن رأيك.
صدقني : إن متعة الخطأ في اختيارك الحر، تفوق سعادة الصواب فيما تم اختياره لك.
للأسف أعرف من الأشخاص من لا يملك القدرة على اختيار ملابسه فأهله وأصدقائه هم من يشيرون عليه، فأنى لمن لا يستطيع اختيار حذاء أن يختار الطريق الذي سيسلكه.
لاتعش أحلام شخص آخر، ولاتسمح لأحد أن يختار لك طريقك، أو يملي عليك ما يجب عمله، لتكن حياتك قائمة على ما تريده وتقرره، ولا ترضى أبدا بالقليل من الطموح.
8) هيء مكانا لسيارتك المرسيدس:
مايكل أنجلو الرسام العبقري قال:" الخطر الأعظم بالنسبة لمعظم البشر ليس في أن يكون هدفنا كبيرا عاليا لدرجة صعوبة تحقيقه، وأنما في أن يكون بسيطا متواضعا من السهل تحقيقه".
نعم إن الخطر أن نرضى بالأحلام والأهداف المتواضعة.
إن المرسيدس لا تعني السيارة في ذاتها، وإنما تعني كل حلم عظيم.
هناك حقيقة لا يدركها كثير من الناس، وهي أن الحلم الكبير لا يحتاج إلى مجهود أكبر بكثير من الحلم الصغير كي يتحقق!!.
من الكتاب من يكتب كتابا رائعا وغاية امله أن يبيع منه ألف نسخة كي يشعر بالسعادة والنجاح، وهناك من لايعترف بالنجاح البسيط ولا يهدأ باله قبل أن يتم توزيع خمسين ألف نسخة أو أكثر، والفارق بينهما ليس في قوة ما يحتويه الكتاب من أفكار وإنما فيما يحتوي عليه صدر كل منهما من طموح وعزيمة واصرار.
النفس يا صديقي تهوى الراحة والركون، والهدف الكبير يستفزها فتحاول ان تثنيك عن تحقيقه. هنا يجب عليك ان تلجمها بلجام همتك وتثيرها بنشيد حماستك.
وستقابل بلا شك يا صاحبي من يحاول اثنائك عن تحقيق هدفك وخلخلة ثقتك في امكانية الوصول اليه، فلا تصغ إلى صوتهم ولا تهتم بأمرهم.
لكل منا مطمح وأمل، فاختر من أحلامك أكبرها، ومن آلامك أعظمها.
9) لا تلتفت لما يقولونه عنك:
هل سمعت من قبل عن قاعدة (18-40-60)؟
هذه القاعدة ببساطة تخبرك عن شيء هام جدا، وهو أنك في سن الثامنة عشرة تكون مهتما للغاية برأي الناس فيك، ومنتبها لما يقولونه عنك، وقلقا بخصوص ما يشعرون به تجاهك.
وعندما تبلغ سن الأربعين، تصبح غير مهتم البتة بما يقوله الناس عنك غير آبه بآرائهم فيك، ولايقلقك ثنائهم أو نقدهم.
بينما وأنت في الستين تدرك الحقيقة الغائبة وهي أنه لا أحد في الحياة كان مهتما بك للدرجة التي كنت تظنها طيلة حياتك!.
إننا كثيرا ما نعطي لرأي الآخرين أكثر مما يستحق، ونزن أفعالنا بانطباعاتهم، وأنى للناس أن يعايشوا ويتفهموا ما نحن بصدد المضي فيه وتحقيقه؟!
إن استقلاليتك العقلية، وتحررك من سيطرة الناس أمر بالغ الأهمية في تحقيق أحلامك وأمانيك.
10) روعة الإخفاق:
هل تخشى الفشل، وترهب الإخفاق، وتتحاشى تجارب قد لا تستطيع أن توفق فيها؟
أن كانت اجابتك بنعم، فلديك ثمة مشكلة، وأغلب الظن أنك لن تستطيع تحقيق أحلامك!
فالفشل يا صديقي هو جناح النجاح، وروحه وجوهر وجوده، ولن ترى ناجحا في الحياة لم يسقط يزما أو يكب.
فالفشل صقل لتجارب الواحد منا، واصلاح لمنحنى حياته ولبنه في صرح نجاحه.
قال وينستون تشرتشل:" النجاح هو أن تنتقل من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماستك".
والحقيقة التي لا يعلمها كثير من هؤلاء الفاشلين ، أن منهم من كان قريبا جدا من من النجاح عندما قرر التوقف والإستسلام للفشل.
والفاشل الحقيقي من أقعدته همته عن تكرار المحاولة بعد اخفاق أو أكثر.
قال جون شارلز سالاك: الفشل نوعين
- نوع يأتي من التفكير بدون فعل
- نوع يأتي من الفعل بدون تفكير.
11) لا تحيى على أطراف أصابعك:
من الطبيعي جدا الشعور بالخوف والقلق إذا ما فكرت تغيير شيء قائم، أو القيام بعمل غير مألوف، وكلما زادت المخاطرة ، كان قلقك أشد، وخوفك أكبر.
من الثابت أن المرء الذي يعمل من أجل تغيير شيء قائم ، يجابه بجيش من المشاعر السلبية والمحبطة التي تحاول اقعاده عن تحقيق مراده.
الواحد منا إما أن يحيا على أطراف أصابعه وجلاً خائفا من المجهول، وإما مقداما شجاعا مؤمنا أنه لن يعيش الحياة سوى مرة واحدة وأنه ليس هناك فرصة ثانية.
الكاتب الأمريكي مارك توين يؤكد أنه عاش حياة طويلة حافلة، وكان يحمل بقلبه الكثير من المخاوف لكنها لم تحدث أبدا!!، وينبهنا بأن معظم المخاوف لا تأتي ، وبأننا نموت دون أن نعيشها!.
إن النفس التي بداخلنا دائما ما تنذر بالويل! والكثير منا يتحركون وفي أذهانهم دائما وفي أذهانهم السيناريو الأسوأ للأحداث، مما يؤثر على قراراتهم الحياتية ، ويقعدهم عن اجراءات هامة ومصيرية.
قاعدة هامة: النجاح لا يوهب....بل ينتزع انتزاعا!
روبرت كيوساكي يقول في كتابه الرائع الأب الغني والأب الفقير:" إن أهم قاعدة كي تنتقل من فئة الفقراء إلى مصاف الأغنياء هو أن تطلق ذهن الفقير وطريقة تفكيره وتعامله مع الحياه، وتبدأ في تبني أفكار الأغنياء وسلوكهم، والأهم هو التخلي عن الخوف الذي يمنعك من المخاطرة).
12) ادفع ثمن النجاح:
إن الصحابي الجليل صهيب الرومي اشترى ايمانه بكل ماله، ولم يجعله غلاء الثمن يتشكك لثانية في قيمة الصفقة التي يريدها.
والمرء منا يجب أن يؤمن بأن للنجاح ثمنا يجب أن يدفعه، سواء كان هذا النجاح ماديا أو أدبيا أو اجتماعيا أو حتى أخرويا.
ولو كان النجاح مجانيا، لتجرأ كل خامل كسول على طلبه والوصول اليه.
ثم تحدث الكاتب عن أسرار بعض الناجحين مثل ( مايكل أنجلو الرسام الشهير، اللاعب المصري محمد أبو تريكه، عمر سمرة - أول مصري يصعد قمة افيريست-، الدكتور نبيل فاروق).
يؤكد هذا الأمر استاذ الإدارة الشهير، ستيفن كوفي بقوله:( كل من حقق نجاحا ماليا وعمليا سيخبرك أنه عليك في بداية حياتك العملية أن تعمل بذكاء وشقاء، عليك أن تدفع ثمن النجاح وقدما وكاملا، وليس هناك طريق مختصر).
الخائفون يا صديقي لا يحصلون على شيء.
13) أتقن معادلات الربح المشترك:
هل الحياة كمباراة الكرة أو ساحة المحكمة لا تعترف في معادلاتها سوى بربح طرف وخسارة الآخر؟
هل على المرء أن يعمل بمبدأ ( أنا وليذهب الجميع إلى الجحيم) نظرا لأن فوز الآخرين يعد هزيمة له.
ينقل الكاتب من كتاب (العادات السبع للأشخاص الأكثر فعالية) قوانين الربح والخسارة:
أنا أربح / أنت تخسر: أصحاب هذا المنهج لا يحققون النجاح بالشكل المرضي إلا بخسارة الطرف الآخر.
أنا أخسر / أنت تكسب : هنا أشخاص يعملون على خسارتهم مقابل ربح الآخرين ( هؤلاء المحبطون المفتقرون للإيجابية والمتصفون بالسلبية وقلة الحيلة).
أنا أخسر/ أنت تخسر: هؤلاء من يتبنون قاعد ة شمشون (عليّ وعلى أعدائي).
أنا أربح / أنت لك الله: هنا يهتم أن يربح دون النظر إلى منافسه.
لا أخسر /لا تخسر: المهم هنا التسوية السليمة وليذهب كل منا في طريقه.
أنا أكسب /أنت تكسب: كلنا نربح ، كلنا نبحث عن المصلحة المشتركة.
يظل الخيار الأخير هو أفضل الخيارات .
( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
التحدي الأكبر لا يكون في الإنتصار الشخصي المجرد بغض النظر عن أي اعتبارت أخرى سوى الفوز، بل يكون في الإنتصار الشريف الذي يحقق معادلة ( أنا أربح/أنت تربح).
والخلاصة هنا أن الربح لا يعني أن نهمل الآخرين، بل يجب أن نعمل على أن يشاركونا الربح، ويقاسموننا الفوز.
14) انشر ثقافة الخير:
عندما تواجه احدنا مشكلة أو كبوة ما، يصرخ معلنا أن الحياة كلها تعب ونصب وهموم.
عندما يتعرض واحد منا لفخ أو عملية نصب، يخرج مؤكدا أن لا أمان للبشر.
يجب أن تنشر ثقافة الخير والمحبة وألا تُيئس الناس في الدنيا، أو تكون ممن يردد الأخبار السيئة الكئيبة!.
أهيب بك ألا تكون مرآة تعكس السوء الذي في نفوس الناس.
يذكر الكاتب قصة الرجل الصالح الذي غدر به لص بالصحراء وأخذ فرسه فتوسل اليه الرجل الصالح ألا يخبر أحدا بالقصة كيلا تضيع المروءة بين الناس.
اليوم للأسف الرؤية السوداوية منتشرة ( اتق شر من احسنت اليه) ( لا تعط الأمان لاحد) (كلهم خبثاء حتى يثبت العكس).
حينما أسأل من أعرفه من الناس عن حاله ، أراه يتنهد في حرارة شاكيا سائق التاكسي الذي سرقه، وجاره الذي يضمر له الشر والحالة الإقتصادية التي لا تنذر بخير.
الخلاصة: كن كإشراقة الشمس، تزيح بنورها المتفائل غيوم التشاؤم، حدث الناس بنعم الله وأعطياته، خفف عنهم ألم الحياة بتوجيه أنظارهم إلى وجهها المشرق.
15) تعلم الإنتقام:
إذا ما هزمت يوما في معركة من معارك الحياة...فيجب أن تنتقم.
إذا ما سبقك احدهم نحو غاية كنت ترنو اليها ....فأنصحك أن تنتقم.
إذا ما تعثرت أو كبوت أو أخفقت..... فلملم جناحك كي تنتقم.
لا تنس إخفاقاتك أبداً ، إجعلها كوخز الإبر ، تهيجك لتنتقم.
يقول عبد الوهاب مطاوع رحمه الله:( أفضل وسيلة للإنتقام ممن يسيؤون اليك هو ألا تكون مثلهم، تجنب أن تسلك نفس سلوكياتهم المريضة في حياتك، ترفع عن الرد عليهم ليزدد شعورهم بحقارتهم وتفاهة شأنهم وانحراف أخلاقياتهم).
هذا هو الإنتقام الذي أريده ، وليس الإنتقام السلبي الذي يقضي على قلبك ويأكل من روحك بشراهة.
أنواع الإنتقام الذي أريده:
1) إذا اضطربت حياتك العاطفية، فيجب عليك أن تبدأ في الإنتقام بأن تكون أفضل مما يتوقع الجميع.
2) إذا جفاك صديق أو خانك رفيق، أو ساء اليك أحدهم فانتقم بأن تكون أفضل خلقا، واطمس أي مشاعر سلبية تدفعك للإساءة اليه.
3) إذا ما تعثر مشروعك الخاص، او خسرت اموالك كلها في صفقة، انتقم من الظرف الحاصل بمعاودة الكرة ، وأعلن للعالم أن ماحدث كبوة جواد ، وأنك قادم بقوة.
4) اذا ما عاندك مديرك في العمل، أو استاذك في الجامعة
، فكن فوق ما يظنون ، وتفوق بشكل يسحق اي دعاوى يدللون بها على فشلك.
5) اذا ما غلبك شيطانك، فأسأت الأدب مع شخص ما، أو وقعت في عرض أخ لك، فانتقم من شيطانك بسيف الإعتذار .
6) إذا ما اسرك هواك، وغلبتك نفسك، وطالت غفلتك، فانتقم منها بالرجوع إلى حضيرة الإيمان.
16) ذلاً يورث عزا:
البحث عن حكمة الاشياء هي مهنة الفلاسفة والحكماء والعلماء وكذلك العباد الصالحون.
يذكر الكاتب قصة العابد الزاهد ( ابراهيم ابن أدهم) والراهب. الذي يسكن الصومعة ولا يغادرها أبدا متحملا صبر أحد عشر شهرا وحيدا من اجل شهر واحد يحج فيه الناس اليه.
ما بال الصالحين والصفوة من الأمة يفتقرون - وهم يمتلكون الحق- أن يصبروا قليلا على ضرائب الحق، وثمن الكفاح.
17) ركز على دائرة أولوياتك:
في حياتنا نحتاج كثيرا أن نتمتع بفطنة وذكاء كي نفرق بين المهم والاهم !
نحتاج أن نميز بدقة بين خير الخيرين وشر الشرين !!.
ذلك للأسف لأننا كثيرا ما ننخدع، ونجد أنفسنا سعداء بجني الأقل بينما يمكننا أن نجني الأكثر!.
التواصل الإجتماعي مهم وضروري ولكن ليس على حساب أهدافك وطموحاتك، وعلى هذا المثال فقس!.
يذكر المؤلف قصة عامل المنارة طيب القلب الذي تسبب في خسارة كبيرة أودت بحياة الكثيرين وتسبب في خسائر مادية فادحة ، والسبب أنه لم يركز على أولوياته جيدا.
يعلمنا هذا الموقف أن الشيء الجيد ليس كذلك، إذا ما جعلنا نقصر في الأجود.
الخلاصة: لا تقس الامور هل هي مهمة ام لا ....وإنما قسها حسب أولوياتها، فلرب أمر مهم يتأجل من اجل انهاء ما هم أهم منه,
18) عندما تنزلق الأقدام:
يذكر المؤلف قصة أبي بكر الصديق حينما ذهب لرسول الله ليشكو له أن صديقه قد بخل عليه برد الإساءة.
يا صديقي، لن انصحك بألا تخطئ فتلك نصيحة قد لقنك اياها قبلي الكثيرون ، لكن آمل أن تتعلم التوبة والإنابة.
19) هلك المتنطعون:
من أهم مفردات الرفعة، أن ترى نفسك تلميذا في مدرسة الحياة، وأول صفات العظماء أنهم يقفون على الحدود الحقيقية لمعرفتهم، ويستطيعون قراءة أبعاد مداركهم واستيعابهم.
إن من يفخرون بما لديهم، ويشمخون بأنوفهم عاليا، وذكرين الآخرين بين الحين والآخر بما يملكون، وبما يدركون، وبما يعرفون، هم في الحقيقة يعانون من خلل ما في تكوينهم النفسي وعدم ثقة بقدرتهم على الإرتقاء الدائم.
يذكر المؤلف قصة الطفل الصغير وصاحب محل الحلاقة الذي يصفه دائما بالغبي.
إن التواضع رزق من الله، والكبر والغرور استدراج ، وما أكثر من وقعوا في فخ الانا ، ملؤوا الدنيا بأحاديث عن انفسهم ، وفوق كل هذا سفهوا الآخر، واستهتروا به.
بينما من يطويهم التواضع بين جناحيه هم العظماء حقا...
فلا تكن يا صديقي كذلك الحلاق الاحمق الذي يعتز بذكائه الموهوم، ويضحك على أخطاء الآخرين .
20) عندها فتش عن حيلة:
أصحاب الرسالات الكبيرة ، والأهداف العظيمة والأفكار الجريئة دائما ما تواجههم مشكلة ليست بالهينة ! وهي اصطدامهم بعقول لا تقبل الإعتراف بالحق، وتسفه ما يملكونه أو يدعون إليه!
يذكر المؤلف هنا قصة ( كريستوفر فرين) المهندس الفذ الذي تم كلفته البلدية ببناء دار فخمة لها وعمدة البلدة الذي كان يعترض على الطوابق العالية ويرى أن نسبة وقوعها عالية.
لا تقف كثيرا أمام صلابة موقف محدث، ولا تنحت في الصخر.
فكر ودبر، وحاول أن تلتف حول الامر من جميع الإتجاهات وتخترع الحيل والحلول.
حكمة: من المعضلات توضيح الواضحات.
21) ربما تنتهي الرواية في منتصفها:
ما الذي يمكن أن نستفيده من فكرة الموت؟!
فمما لا شك فيه أن كاتب هذه الكلمات وقارئها ستنتهي رحلتهم على سطح الأرض.
ربما تقرأها أنت الآن، بينما انا هناك يضمني قبر موحش.
جوته ، الفيلسوف الألماني الشهير عاش حياة بائسة وحزينة حتى أنه كان ينام وتحت وسادته خنجر لعله يستيقظ يوما ويستجمع ارادته ويغمسه في قلبه، وعندما فشل في الإنتحار قرر أن يكتب مأساته في رواية ، ويقتل البطل في نهايتها.
يتحدث جوته عن الموت فيقول: حين أراجع حياتي من الشباب إلى الشيخوخة وأتذكر قلة الباقين على قيد الحياة من أصدقاء الشباب، تبدو لي الحياة كفندق صغير، حين نصل اليه فإننا نثادق من وجدناه فيه قبلنا، وهؤلاء لا يلبثون قليلا ثم يرحلون، فيؤلمنا رحيلهم، ويتركوننا مع جيل جديد، يأتي ونحن نهم بالرحيل، فلا تكون بيننا وبينهم أي صلة!.
إن الموت وإن كان يهوى حصد المسنين إلا أنه لا يتوانى بين الحين والآخر عن قطف بعض الثمار التي لم تنضج بعد، ومن ظن انه بعيد عن يد الموت، فهو واهم مخدوع.
فيكتور هوجو الأديب الفرنسي، له تشبيه بليغ يصف فيه صفعات الموت:
فيرى أن موت الشخص المسن يشبه سفينة وصلت إلى الشاطئ.
بينما موت الشباب أشبه بسفينة ضربتها الرياح وسط البحر وحطمتها ، كما أن موت الشباب يشبه إلى حد كبير رواية مثيرة انتهت في منتصفها.
بما تمثله تلك النهاية من مفاجأة وفاجعة ، وصدمة لكل من قرأ سطر فيها أو اكثر.
22) تسعون يوما قبل دخول القبر:
أمامك ثلاثة أشهر قبل أن تموت، أقسى تصريح ممكن أن يواجهك به شخص ما، لكن تخيل أنها قيلت لك، فماذا أنت فاعل آنذاك.
سأحكي لك قصة رجل قيلت له هذه العبارة، فقدم بعدها أجمل وأروع وأبلغ خطاباته، وأثر في الملايين على سطح الأرض، إنه راندي باوش أستاذ علوم الحاسوب في جامعة كارنجي ميلون، هذا الرجل أخبروه وهو في السابعة والأربعين من عمره أن أمامه ثلاثة أشهر قبل أن يموت لتأخر حالته، فقد كان يعاني من سرطتن البنكرياس.
ثم ذكر المؤلف قصة رائعة لهذا الرجل.
قياس الحياة ليست في طول بقائها...ولكن في قوة عطائها.
23) دع روحك تلحق بك:
اليوم يرتدي المرء منا ملابسه وهو يرشف بعض رشفات من الشاي مكملا اصلاح هندامه على الدرج أو في المصعد، كي يلحق بموعد هام، وفي الغالب لا ينتبه إلى أنه نسي شيئا هاما إلا بعدما يجلس على المكتب ظانا أن كل شيء على ما يرام.
يوم الجمعة لم يعد يوم إجازة!
كيف يستمتع المرء وينسى تعبه، وهاتفه المتحرك وبريده الإلكتروني يناديان عليه ويأمرانه...فيطيع.
ببساطة...ركض وسعي وعمل متواصل، وما باليد حيلة كما ندعي دائما ونردد.
إننا يا أصدقائي أشبه بعبيد لهذه الحياة التي كثرة فيها الرفاهية وأصبح جشعنا لإمتلاك المزيد دافعا للتضحية بأشياء كثيرة.
إن أرواحنا تلهث من التعب...السعي الدؤوب أرهقها، ونواصل الركض بشكل لا نهائي.
الخلاصة:
لا تركض خلف الحياة، فلن تسبق رغباتك، إن الأيام يا صاحبي لم تحدثنا بنبأ أحد نال كل مطالبه، ستنتهي الحياة وهناك ثمة أشياء لم نحققها بعد...فمهلا!
24) من أكون في آخر الأمر:
عن الغرور أحدثكم يا أصدقائي..!
فمرات قليلة أضبط نفسي معجبا بشيء فعلته، أو رأيا صائبا أطلقته، أو مقالا حاز اعجاب الآخرين.
ولكن يا ترى: كم شخصا وطأ ظهر هذه الأرض قبلي قبل أن يحتوية باطنها؟
فما الداعي للغرور وباطن الأرض ينتظر المرء منا ليبلعه؟!
وفي الأرض يا صاحبي تتساوى العظام..
ثم حكى قصة نباش للقبور لا يعرف أن يفرق بين عظام جمعها، هل هي عظام أمير أم فقير، عظام غني أو شجاذ، عظام قائد في الصدارة وجندي بسيط.
العظام واحدة، حيث جعلتهم الأرض سواسية.
حكمة: لم يكن عجيبا أن يعبد المصريون فرعون، ولكن العجيب آمن حقا بأنه إله.
25) كن عصيّا على الهزيمة:
على قدر طموح المرء يتشكل وعيه، فلا يعقل أن يطمح المرء في نيل مطمح كبير، وتراه يعيش عيشا عاديا، فوقته ممزق، وذهنه فارغ وحياته فوضى.
على المرء صاحب التطلعات المستقبلية أن يؤهل نفسه لتحديات ومصاعب وتحديات توازي أهدافه وتطلعاته.
وأهم وأشد وأقصى هذه التحديات هو النقد الجائر.
والذي يصدر من شخص غاية أمله أن يبادرك بضربة قاضية تسقطك فلا تقوم لك قائمة.
يجب ألا يصرخ الواحد منا شاكيا من سهام النقد والتجريح طالما قرر أن يشق طريقه نحو المجد والعلياء، خاصة وأن النجاح مستفز لبعض الأشخاص.
وأصحاب النفوس الضعيفة كثيرا ما يسهرون الليل من أجل التفكير فقط كيف يقضون عليك.
حقيقة احتاجت مني الوقت غير القليل قبل ادراكها هي أن نقدك على قدرك، وأننا لا يجب أن نسأل عن دوافع النقد الجائر لأن السبب هو اخترت الطريق الصعب، وقررت أن تعلو فوق المستوى، فرآك أحدهم عاليا فاستفززته، فرماك بنباله بغية ردك إلى الأرض كي تتساوى الرؤوس والهامات.
أن تقرأ النقد أو تسمعه على ما به من تجريح، فتبتسم بهدوء مخفيا غضبك أو ألمك.
وبهذا فقط يمكنني أن أطمئنك أنك لن تُصرع أبدا.
26) بناء الرأي:
نحن أمة عاطفية، يؤثر فينا الكلام الجميل، وتلهب خماستنا الخطب الرنانة.
وهي ليست عيبا، لكن إذا لم يتم إحاطتها بقيد العقل والمنطق ستخرج عن مسارها وتصيبنا ببعض العيوب، وأهمها عدم وجود معايير واضحة للنقد وإبداء الرأي.
فالمرأ منا يأخذ موقفا بناء على عاطفة، ويحابي ويعادي بناء على عاطفة، وينقد ويثني بناء على عاطفة.
نحن نفتقر إلى أبسط الأسس والمعاير في النقد وإبداء الرأي.
لسان حالنا ..من معي فهو قديس، ومن ضدي فهو إبليس!.
في فترة ما من حياتي كنت متعصبا في آرائي، إذا وافقتني أسكنتك زاوية القلب، وإذا خالفتني أعلنت عليك الحرب!
ويا الله كم خسرت من جراء هذا الأمر، وأصبح أعدائي -دون معارك حقيقية-لا يعدهم عاد.
كان الواحد يخالفني في شيء، ويوافقني في أشياء، وعندما نلتقي أصر بشكل غريب على الحديث والكلام في الشيء المختلف فيه فإما نصرا مؤزرا، وإما خصاماً وشقاقاً.
ووجدتني بهذا الشكل ماضياً إلى الهاوية.
وتعلمت - بعد كثير خسائر- أن الآراء يجب ألا تكون عاطفية.
وأننا لا يجب أن نسجن شخصا في صفة.
وكذلك تعلمت ألا أصدر على امرئ حكما نهائيا.
وفوق كل هذا تأكدت من أنني لست دائما على صواب، وأن احتمالية خطئي كبيرة، ولذا يجب ان أتسم بالتواضع.
حكمة : العنيد لا يملك آراءه، بل الآراء هي التي تملكه
27) آينشتاين يحدثنا عن الجنون:
خمسة عشر عاما وأحمد صديقي يفعل الشيء نفسه.
أرى حال صديقي فأتذكر مقولة آينشتين ( الجنون هو أن نفعل الأشياء نفسها، ونتوقع نتيجة مختلفة!).
أحمد صديقي وآلاف من أصدقائي وأصدقائكم لا يفعلون شيئا سوى انتظار الغد.
السبت كالأحد ، مارس كإبريل، الأيام لها نفس الطعم، فلا تحدي في حياتهم، ولا تحدي أو مخاطرة يتدفعون اليها.
كم مرة من حياتك اتخذت قرار مصيريا غيّر خط حياتك من يومها حتى الآن؟
مارك توين الكاتب الأمريكي يقول: "بعد عشرين سنة من الآن ستشعر بالإحباط وخيبة الأمل تجاه الأشياء التي لم تفعلها أكثر مما تشعر تجاه الأشياء التي فعلتها".
لن تندم على خطأ اجتهادك ، بقدر الندم على ترددك وخوفك وإحجامك على المحاولة.
الخلاصة: المخاطرة الكبيرة هي الحياة بلا مخاطر!
الخوف الأكبر هو العيش بلا خوف.
الفشب الحقيقي الوقوف خوفا من الفشل.
28) العظمة صنعة:
يذكر المؤلف قصة حدثت مع بيكاسو حينما قابلته أحد معجباته وقال لها بعد أن رسم لها لوحة خلال 30 ثانية أنها ستبيع يوما هذه اللوحة بمليون دينار.
رسالة بالغة يعطيها هذا الفنان وهو أن الإبداع قد لا يستغرق وقتا في انشائه ، لكن هذا لا يعني أبدا أنه عمل ناقص التميز ، أو سهل يمكن تقليده.
لا يوجد حصاد يأتي قبل الغرس، ولا حساب يسبق العمل، ولا منتصر يمكن تتويجه قبل انتهاء المعركة.
إن العظماء والعلماء والمفكرين الذيت نجلس اليوم لنتعلم منهم قد وقفوا على أبواب المعرفة يطرقونها بلا كلل، وتحملوا المشاق في سبيل طلب العلم.
قال محمد الغزالي: إحذر على نفسك أمرين
1) أن تنزع إلى البروز قبل استكمال المؤهلات.
2) أن تستكمل هذه المؤهلات لتلفت بها انظار الناس اليك.
29) الإنتحار:
لا يوجد في الكون دين سماوي، او فكر فلسفي يرى في الإنتحار ثمة حل أو طريقة لتصحيح شيء.
لكني أريد أن اتحدث عن الإنتحار المعنوي.
فمن الناس من يمشون بيننا بأجساد خاملة، مات بداخلهم كل ما يدعو للتحدي والعطاء.
جورج برنارد شو يقول:(طالما لدي طموح فلدي سبب للحياة، القناعة تعني الموت).
والقناعة هنا ليست الرضى وإنما هي التوقف عن النظر للأمام.
أديب العربية الكبير مصطفى صادق الرافعي يقول:" من لم يزد شيئا على الحياة فهو زائد عليها).
30) الإمتحان:
جلست مع نفسي لبعض الوقت، وهي تسألني لماذا لم تحدث الناس عن معاركك الداخلية؟ عن المنتصر في معركة إثبات الوجود بيني وبين نفسي، بين هوى وطمع النفس من جهة، وثبات ورسوخ معاني الرضا واليقين من جهة اخرى.
وتاالله ما معاركنا الداخلية إلا معاركنا الحقيقية!
إن بيننا هامات عالية مرتفعة، لكنها حينما يغيب نظر الناظرين تركع لشهوة، وتسجد لرغبة ملكتها، وقيدتها منذ زمن.
31) فعل كل شيء لكنه لم ينتظر للمرآة:
أراه كثيرا في الحياة...
شامخا بأنفه، مليئا بالكبرياء والفخر الموهوم، يحدثك عن مواهب بداخله دفينة، وأفكار بعقله جاهزة لتغيير وجه الأرض.
أراه كل يوم وكل مكان.
ذلك الشخص الذي يرى في نفسه ما لا يراه الآخرين، ولا يتورع عن الصاق التهم بالغير كي يبرأ ساحته من أي نقص أو عيب.
فزوجته موهوبة في اجهاض الأحلام، وقائمته مليئة بالمبررات التي تقف عائق أمام تميزه المزعوم.
جذار بأن تتهم الحياة بأنها تضطهدك، أو الأيام بأنها تعبث معك، أو الكون بأنه يتحداك.
ستراه يحدثك يحدثك أنه كان على بعد خطوة من النجاح العظيم لولا الحظ، ويقسم أن هذه الحياة الدنيئة أقتسمها اللصوص وأصحاب الحيل منذ زمن.
العظماء الحقيقيون ينظرون إلى أنفسهم، يطالعون المرآة يكاشفون النفس ويعاتبونها.
حكمة: كثيرا ما رأيت عصفورا يطير وراء نسر وفي اعتقاده أن النسر يفر منه (فولتير).
32) القضاة!:
يحكي المؤلف قصة الرجل التقي الكريم والذي أطعم المسكين والذي اعترض على الله لأنه تركه فقير معدم، فطرده الكريم، حيث زاره ملك في منامه وعاتبه قائلا: من قال لك أن صدك لهذا الفقير قربان لله؟!.
ستون عاما والله يتحمله، وأنت لم تتحمله لدقائق معدودة.
إن في الحياة بشرايتألهون، فيصدرون القوانين، وينزلون العقاب، ويقومون بدور القاضي والجلاد.
نحن-حملة المبادئ- بحاجة إلى أن نعي جيدا أننا دعاة لا قضاة وحملة مشعل لا منفذي أحكام.
يقول فولتير: إنني مستعد أن أموت من أجل أن أدعك تتكلم بحرية مع مخالفتي الكاملة لما تقول. (فولتير)
33) ببطأ كي تكون الأسرع:
ربما يكون هذا غريبا من الناحية المنطقة، لكن كلما كنا أهدأ، كنا أسرع.
بلغة الإدارة: كلما أعطيت لنفسك وقتا أكثر في التفكير الهادئ، قلت حاجتك للعمل المحموم، والضغوط المستمرة، وفوق هذا أنجزت بشكل أسرع.
الواحد منا يظن أن معرفة قيمة الوقت ومحاولة استغلاله تتأتي بتسريع ايقاع الحياة، وهذا ليس صحيحا، فاستغلال الوقت يأتي من التخطيط الأمثل.
34) استمتع بما تملك:
هادة اقتنعتها في الحياة، هي ألا أنظر إلى شيء ليس لي، وألا أشتهي ما لا ينكنني أمتلاكه. دائما أعيش في الثوب الذي يلائمني، ولا أستمتع بطفرة قد تحملني معها عاليا لفترة، ثم تردني إلى أصل طبيعتي.
إن من اعظم الإستراتيجيات التي ينتهجها العقلاء هي استراتيجة (الإستناء)، فإذا ما اشتهيت ما لا تستطيع امتلاكه فأخرجه من قلبك وتفكيرك، وبهذا فقط تتغلب على شهوة امتلاكه وسحر تأثيره عليك.
35) لا تترك ما تملكه...يملكك:
يذكر المؤلف قصة صاحب السبيكة الذهبية....
حيث توضح هذه القصة حجم المأساة التي يعانيها بعضنا ممن يملكون شيئا غاليا، فيملكهم هذا الشيء، ويصبحون أسراه.
إن المعنى الحقيقي لإمتلاك الأشياء يأتي من استخدام هذه الأشياء في خدمة مالكيها، وليس في المعنى العقيم لوقوعها تحت تصرفه وسيطرته.
ما قيمة كنوز لايعدها عاد وهي في خزانة مغلقة، وصاحبها يعاني من الفقر والحاجة.
36) العصمة لله فقط:
البشر - كل البشر - ذوو أخطاء، فإذا ما حصرنا المرء في دائرة ضيقة وحكمنا عليه من زاوية واحدة، وجعلناه سجين خطيئته، نكون قد جحدناه وظلمناه ظلما بيّنا.
37) غربة:
في عالم مادي كالذي نحياه، صار الشرف غريبا، وصارت كلمة الشرف والذمة والعهد بضلعة راكدة ليس لها فائدة.
38) الأغبياء الأذكياء:
يذكر المؤلف صاحب العملات النقدية المزيفة، والذي قال حينما سئل عن جرمه: إني أستحق ما يحدث لي لأنني ببساطة سرقت نفسي قبل أن أسرق أي شخص آخر.
هذه القصة تجعلنا نقف مليا لنتدبر في أن كثيرين منا في الحقيقة يجنون على أنفسهم ويسرقونها ويجهضون طموحها، أكثر مما يفعله الأعداء والحاقدون!
كم عبقري أتت على عبقريته دناءة الهمة وخسة الطموح وانتهت أحلامه عند حدود رغباته
قال نيتشه: "أكثر الأكاذيب شيوعا هي أكاذيبنا على أنفسنا ...أما الكذب على الآخرين فهو عادة استثنائية".
39) فخ الشعور بالأمان:
من المنطقي أن نبحث جميعا عن الأمان والسكينة.
فالشعور بالأمان كان وسيظل حاجة بشرية أصيلة.
كثيرون من البشر عندما يرتاحون يتوقفون عن العمل، والبذل والعطاء.
فطن لذلك الأديب الروسي (دستويفسكي) إلى هذا الأمر، فلقد أقلقه هذا الإطمئنان المالي الذي يأتيه كلما كتب قصة ناجحة، حتى بات يفكر كيف يتخلص من شعوره بالإطمئنان المادي، فلجأ إلى حيلة غريبة وهي ذهابه المتكرر للحانات فلا يبرحها حتى يبدد كل ما يملك. (ولا شك أنها حيلة سيئة خاسرة).
إن النجاح نعمة تستحق الشكر، لكنها إذا لم تدفعنا للمزيد من النجاح تصبح نقمة.
ضرب المؤلف أمثلة:
( من يقومون بالحمية الغذائية ثم يعودون لما كانوا، وفي كرة القدم الفرق التي تفوز في مباريات حساسة، كثيرا ما يهزمون في المباراة التالية، لأنهم ركنوا واستهانوا بالخصم، وكذلك المرأة التي تهتم بزينتها وقوامها وتحافظ على وزنها وشعرها تراها بعد الزواج قد أهملت هذا كله.
40) المخرج الأخير:
للأسف يظن الواحد منا أن مجرد تغلاق بابه عليه، وبعده عن الإنخراط في العمل المجتمعي، سيجنبه المخاطر والضغوط..ولكن هيهات....لأن الخطر حينما يأتي يلتهم الجميع.
المصلحون والشرفاء في كل زمان ومكان كانوا وسيظلون، صمام أمان لمجتمعاتهم حتى وإن لم يشعر العامة بحجم ما قدموه لخدمة المجتمع والإنسانية.
ثم يحكي الكاتب قصة أثينا والعقلاء فيها في نهاية القرن السادس قبل الميلاد.
حكمة: نتيجة اللامبالاة تجاه القضايا العامة هو أن يحكمنا رجال سيؤون.
41) ضرائب القيادة:
الطموح حق مشروع لجميع البشر، بشرط دفع تكاليفه!
والقيادة تداعب الجميع، ولكن من يؤدي ضرائبها.
سهل جدا أن يستلقي الواحد منا على أريكته، ويرفع عقيرته عاليا وهو يؤكد أنه قادر على تغيير العالم لو ملك زمامه، ويستطيع اصلاح المجتمع لو أطلقوا يده.
كلنا نستطيع أن يمارس دور النقاد الذين يقومون بعمل تشريح لجثة الإنجازات مع افتقاد معظمهم للأهلية والقدرة التي تمكنهم من اتمام نصف أو حتى جزءا ضئيلا من العمل الذي أشبعوه نقدا وتقطيعا!.
إن الرواد والقادة والرموز الحقيقيين، قبل أن يطلبوا المنصب، يكون لديهم قناعة تامة بقدرتهم على الوفاء بأي التزام سيفرضه هذا المنصب عليهم، واستعداد للتضحية قبل غيرهم من الأتباع ودفع التكاليف كاملة دون نقص وبلا تردد.
يروي الكاتب قصة عن الإسكندر الأكبر أثناء مطاردته للملك دارا.
حديث أن هذه المتاعب الت لا يلقي لها كثير من الأدعياء بالا، أن القائد يشعر أنه ليس بمعزل عن هموم أتباعه، فيشقى قبل شقائهم، ويعاني معهم، ولا يطالبهم بشيء لا يقوم هو به.
لقد ابتلانا الزمان برؤية زعماء يعيشون في بروج عاجية فأصيبت ممالكهم بالوهن والضعف، وخسروا ثقة أتباعهم ومن تخت إمرتهم وصار كلامهم وأفعالهم محل شك وريبة للجميع.
سل نفسك قبل أن تتطلع لترقيه وظيفية، هل أنت ملائم لها؟
قبل أن تتزوج توقف قليلا لتتأكد من قدرتك على قيادة البيت والقيام بمهام زوجك وأبنائك على أفضل شكل.
والخلاصة: إذا ما طلبت الزعامة، وتاقت نفسك إلى القيادة فاسأل نفسك عن قدرتك على دفع الضرائب، فإما أن تكون قادرا فتطلبها، وإما أن تقف على حدود قدراتك، وتعيش في الثوب الذي يصلح لك.
42) بين هتاف المجد وبريق الشهرة:
أسوأ ما يمكن أن يفعله شخص معني بمواجهة الجماهير، أن يضع صوب عينيه الشهرة والأضواء.
فيؤلف كتابا من أجل الشهرة.
ويلقي كلمة أمام الجماهير من أجل الظهور.
ويتصدر المحافل من أجل الأضواء وفلاشات الكاميرات.
إنه بذلك يكتب شهادة وفاته، ويوقعها بدم بارد...!
أما العظماء فليس هذا سبيلهم، العظيم إذا يتصدر المجلس فإنما يتصدره بحثا عن مقارعة العقول، وغزوها بالحق والجمال والخير.
عندما يحني ظهره على الورق تكون غايته اجلاء ما أشكل على العقل، وتبيان ما ألبس على الفهم.
لا يبحث عن الأضواء، وإنما هي التي تبحث عنه.
الفارق بين طلب الشهرة، وطالب المجد أن طالب الشهرة معه ترمومتر يقيس به مستوى الثناء الذي قيل في حقه.
بينما طالب المجد لا يهمه مديح الناس له، فهو عارف لنفسه، واقف على حقيقتها، لا يغلب جهل الناس به، علمه بحقيقته.
إن الشهرة ليس لها أمان، فهي كالنحله تعطينا شهدا مصفى جميل المذاق، لكن لها في نفس الوقت لدغ يدمي.
يا أصدقائي كلنا يشتهي التصفيق، انها نزعة انسانية تروي لدينا عطشا طبيعيا إلى اثبات الوجود.
ثم يحكي المؤلف عن الفيلسوف الألماني (شوبنهور).
ثم يتحدث عن الرسام العالمي (فان كوخ)
إن الشهرة ليست شرا خالصا لكنها اذا كانت هدفا في حد ذاتها وغاية، كانت هي الشر بعينه.
43) اهرب من الفقر ما استطعت:
ليس العوز ولا الفاقة ولانقص المال ما أقصده بالفقر فهذا مما نهرب منه دون نصيحة أو توجيه، وإنما فقر الثقافة والمعرفة ما أقصده.
لا تكن قنوعا أبدا بالبسيط منها، ولا تكسل عن زيادة رصيدك من المعلومات، فتش في بطون الكتب والمجلدات والصحف وشبكات الإنترنت، عما يزيد من معلوماتك، وبالتالي من حجم أفكارك وفهمك ووعيك.
بعض الناس لا يهتم أبدا بتطوير ما لديه، تراه دائما محصور في منطقة ضيقة ، لا تتسع أفكاره ولا أفقه لحوار مبدع فبناؤه الفكري لا يسمح بذلك.
وأنى له أن يماشى تطور الحياة من حوله أو يتجاوب مع الآخرين وثقافته كلها مستقاه من أحاديث المقاهي، ودردشات الأصدقاء، ولم يُر يوما وفي يده كتب ، أو يضبط نفسه ذات يوم وهو يفكر!
هناك أشخاص لا يقبلون النقد أبداً، ولا يرى فيه سوى أنه تعد على ذاته واتهام له بالجهل وعدم المعرفة، يتعصب لرأيه ويعلو صوته في توتر وهو يأكد أنه على حق، يدفعك إلى الحديث معه فقط في المساحة التي يتقن الجدال والحور فيها.
أما أنت يا صديقي فلا تقع في هذا الفخ، فنجاتك منه تكون بالمعرفة والثقافة والتأمل، فعندما تجلس بين يدي العظماء والعلماء، فأنت تضيف لأيام عمرك أياما أخرى، وترفع من مستوى استيعابك وقدراتك.
كل معلومة - مهما كانت تافهة أو غير مهمة- ستفيدك وتنفعك
44) كيمياء الوهم:
في حالات الإنكسارات النفسية، يكون المرء فريسة سهلة للجهل والدجل والشعوذة.
حتى الدول والمجتمعات، حينما تلحق بها الهزائم- خاصة بعد عز وأنفة- تكون تربة خصبة للخرافة، ولديها قبول سريع للوقوع في دائرة النصب.
يحكي الكاتب عن قصة مدينة البندقية وتعلقهم بشخص يسمى (إل براغادينو) والذي زعم أن بقدرته تحويل أي معدن مهما كان رخيصا إلى ذهب خالص!.
حكمة: قد تخدع كل الناس بعض الوقت، وقد تخدع بعض الناس كل الوقت وهذا أكثر من كافي لتحقيق معظم أغراضك...!!!
45) معنى ان ينحني العالم احتراما لك:
يذكر المؤلف قصة محمد رشوان البطل المصري صاحب الأخلاق العالية.
حيث أعطى محمد للعالم في تلك اللحظة أحد أروع وأبلغ الدروس وهو أن الحياة بها ما هو اهم من الفوز في مباراة رياضية
46) إنها القوانين:
يروي المؤلف قصة الحصانان اللذان كانا يعملان عند رجل أحدهما كسول والآخر نشيط.
كثير من التعساء لا يدركون أن للحياة قوانين لا تحيد، حتى وإن غامت قليلا لظروف ما.
هل حزنت مثلي عندما وجدت أن هناك من هم أقل منك ونالوا من الحياة قسطا أكبر مما نلته!!؟؟.، لا تحزن فالله لا يظلم مثقال ذرة.
دروس لم نتعلمها في المدرسة...
صديقي:
- ليس كل ما يلمع ذهبا، ولا معظم من يبتسم سعيداً، ولا غالب من يدعو لك يؤمن قلبه على دعواه!!
- لا يصعقك الموقف.
- في الحياة ستقف كثيرا في حيرة.
- كل البشر صالحين أمناء شرفاء ما لم يُختبروا.
- لا تندم على خير فعلته ولم تجد له صدى على ألسنة الناس.
- قد ينقدك الناس لعدم فهمهم لما تقول.
- من الممكن أن تشتري وجبة سريعة تسد بها جوع بطنك، لكنها لن تفيد جسمك أو ذهنك.
- أفصح الألسنة هو لسان الإنجاز، لا تتحدث كثيرا عن نفسك، دع أفعالك العظيمة تتحدث عنك.
- اكتب مبادئك بقلم جاف، حيث الرسوخ والثبات والوضوح، واكتب آرائك بقلم الرصاص، حيث التعديل والتصحيح والمراجعة!.
- من حقائق الحياة، أن المرء لا يحصل على ما يريده، وإنما على ما يستحقه.
- لا تحب أكثر من اللازم، كي لا تتألم أكثر مما تحتمل.
- أنت أكثر شخص على وجه الأرض تستطيع قراءة نفسك.
- كل بلائنا نابع من الجهل.
وفي الأخير...لقد انتصرنا
يقول كاتب هذا الكتاب:" التنفس يعطيني عامل البقاء في الحياة، بينما القراءة تعطيني المبرر..
موجز الأفكار والمقولات
أهم المراجع:
- كيف تمسك مقاليد القوة/روبرت جرين.
- مكتوب/باولو كويلو.
- مبادئ النجاح/ جاك كانفيلد.
- المحاضرة الأخيرة/ راندي باوتش.
- دعونا نتغير، ابراهيم العسعس.
- وجهتي في الحياة/عبد الكريم بكار.