بحث عن

ريادة الاعمال / المال والاعمال / النجاح / الانتاجية / تحقيق الأهداف / العمل / العمل عن بعد / العمل من المنزل /

استراتيجية النجاح في عمل من البيت وتحقيق الإنتاجية المطلوبة

استراتيجية النجاح في عمل من البيت وتحقيق الإنتاجية المطلوبة  - ازدهار ezdehar

تعتمد الكثير من الجهات على العمل عن بعد مع بعض موظفيها، وذلك أن الوجود الدائم لبعض الموظفين في مكان العمل لا يعد ضرورة، خاصة وإن العمل عن بعد يوفر إيجابيات للجهتين أي الموظف ورب العمل، حيث يجد الموظف سلاسة في إنهاء مهامه ومرونة في إدارة ساعات عمله، كما يوفر هذا الأمر سببا منطقيا لتقليص مكان العمل، فليس من الضروري حصول الجميع على مكاتب ومساحات عمل داخل الشركة.

وقد انتشرت هذه الظاهرة خاصة مع انتشار مواقع ومنصات تمكن فريق عمل كبير على العمل والتواصل بشكل سهل وسلس.

وعلى الرغم من هذا، يبقى انتشار العمل عن بعد حلا ثانويا لا دائما، تعتمده الشركات عند الضرورة وفي أوقات استثنائية، وهناك مناطق مازال فيها العمل عن بعد مجرد فكرة لا يتم تطبيقها على أرض الواقع إلا نادرا كالدول العربية وأخص بذلك دول شمال افريقيا، ذلك أن اعتماد العمل عن بعد بشكل رسمي قد يشكل مخاطرة يصعب الإيمان بها في بعض المجتمعات، خشية عدم نجاحها، فعدم الالتزام والمماطلة في العمل هما أكبر التحديات التي قد تواجهها جهة عمل مع موظفيها الذين يعملون عن بعد.

إلا إن جائحة كورونا فرضت على الجميع نمط حياة معين، وبذلك تم فرض العمل عن بعد على كل الجهات التي قد آمنت بالفكرة والتي لم تؤمن بها من قبل على حدّ سواء، فالعمل عن بعد صار ضرورة على الجميع التكيف معها والتعامل معها باحترافية قدر الإمكان.


ولا يمكننا في الحقيقة مقارنة العمل عن بعد قبل جائحة كورونا ونحن في خضم الجائحة، فلا يمكن مقارنة العمل في مكتبة أو حديقة هادئة وبين العمل من البيت وسط فوضى العائلة التي يصعب التحكم بها، فأهم ما يهدد إنتاجية العمل عن بعد هذه الفترة هي القدرة على تكييف نمط الحياة المنزلية مع طبيعة العمل، فالجميع يشترك في بيته مع عائلة وأطفال، أي مسؤوليات دائمة وروتين يومي يكرر نفسه.

ويبقى السؤال المطروح كيف يمكن النجاح في ظل هذه الظروف؟
تنبأ الجميع بعراقيل كثيرة ستحد من إنتاجية العمل من المنزل، إلا إن الأضرار لم تكن كما تم توقُّعها، بحيث صرح الكثيرون على منصات التواصل الاجتماعي أن العمل من البيت لم يكن كارثيا كما توقعوا، ولم تكن تجربة سيئة، تماما كما أشاد بها رائد الأعمال غاري فاينرتشوك حيث أكد انه لم يؤمن من قبل بقدرة العمل عن بعد، إلا إنه بعد تجريبها مع فريق عمله فهو يجد أنه استطاع العمل لساعات من البيت واستطاع ضبط نفسه والالتزام بساعات محددة، لذلك هو يفكر في المواصلة بهذه الطريقة إذا اضطر لها مستقبلا.

لذلك من المؤكد أن هناك ثوابت و مبادئ للعمل عن بعد حتى يستطيع أن يقدم أعلى مستوياته من الإنتاجية الممكنة خاصة ان كان من البيت، و تماما كما نجح مع هؤلاء، نذكر منها و على رأسها:




الالتزام بساعات عمل محددة


وتعدّ أكثر التحديات رعبا لكل من يعمل عن بعد، فالجميع يجد ضرورة الذهاب للعمل والعمل لساعات محددة، وذلك لأن نظام الشركة يفرض عليه ذلك وعدم حضوره يعد غيابا، والغياب يكلفه اقتطاع مبالغ من الراتب.

لكن لا أحد يفرض عليه ساعات عمل محددة وحضورا إجباريا، اعمل متى ما أردت بالطريقة التي تريد، وهنا يقع الكثيرون في فخ التسويف وعدم القدرة على تنظيم قائمة مهامهم فيجدون صعوبة في التفريق بين الأهم والمهم.

لذلك يعتبر أفضل الحلول هو وضع ساعات عمل محددة، يفرضها كل واحد على نفسه مهما كانت الظروف وكيفما كان المشروع الذي يعمل عليه، فإعداد روتين عمل واضح يسهل عملية التركيز، ويرفع نسبة الإنتاجية، لأنه وعلى الرغم من أننا دائما ما نحتاج إلى التجديد، وهذا أمر ضروري من حين إلى آخر، فهو ينعكس بشكل مباشر على رفع قدرات الإبداع في العمل، إلا أن الفوضى في توقيت العمل وعدم ضبطها سيشكلان تهديد استحضار التركيز كل مرة، ويهدد ذلك الإنتاجية المطلوبة.


باقتطاع ساعات التنقل الطويلة للوصول إلى مكان العمل، الاجتماعات الكثيرة التي يتم تقليصها في حالة العمل عن بعد، فإن ساعات العمل تصير أقل نسبيا، ويمكن ضبطها وتنظيمها بالطريقة المثلى التي يراها صاحبها أنها تناسب حياته.

مكان العمل يبقى من أهم ما يجب توفيره


إن العمل من البيت يجعلنا نفكر في أي مكان عليّ أن أعمل، وهرجة الأطفال تصدح في الأرجاء، وكيف يمكن الحصول على مكان وسط كل هذا ليساعد على التركيز.

لذلك من المهم توفير مكان محدد للعمل فيه، و محاولة تنظيمه كل مرة لتستطيع العمل عليه، من الضروري أن يكون هذا المكان ليس سرير نومك ، و لا أريكة الصالون التي تقابل التلفزيون، فالمشتتات في البيت كثيرة و وجب إيجاد حلول للابتعاد عنها. يكفيك طاولة صغيرة تضع عليها أوراقك و حاسوبك و لا يكون عليها شيء آخر يشتتك، قد تجعلها تقابل الحائط حتى لا يشتتك وجود آخرين معك، أو تجعلها تقابل منظرا في الخارج، المهم أن تحاول جعل المنظر الذي تراه عند رفع رأسك من أوراقك و حاسوبك لا يشتت تفكيرك، فلا تجد نفسك تخبر طفلك أن يبتعد ، أو يغلق التلفزيون، أو يجلس بدل الوقوف. إما إن كنت تعيش في مكان لا يوجد فيه أطفال، فالأمر سيكون أسهل بكثير.


استمع إلى ما يزيد تركيزك


أن تضع سماعات جيدة تعزلك عمن حولك، تعد ضرورة لا تقل أهمية عن إيجاد عمل جيد او الالتزام بساعات العمل المحددة. يُقال أن الموسيقى قد تساعد على التركيز، من المؤكد أن نوع الموسيقى واعتيادك عليها سيشكلان فرقا، لكن ما أركز عليه في كلامي أنه من الضروري ان تعزل نفسك عن المشتتات السمعية كما تعزل نفسك عن المشتتات البصرية.

اصنع روتينا يضبط إيقاع الحياة في البيت


من المؤكد أن فكرتنا حول البيت أنه ليس للعمل، لذلك نحن نعرف جميعا أن العمل منه صعب ونحاول إيجاد حلول له، كما أفعل أنا في هذا المقال.


أن تفرض على من يعيش معك في البيت احترام ساعات عملك لا ينفع إذا لم تحاول المساعدة في تنظيم رويتن مشترك يساعدك ويساعدهم جميعا، فتساعد زوجتك في العمل أيضا وتساعد أطفالك على الخروج من كابوس الروتينية الممل الذي فرض عليهم، [ولا بأس أن تجعلهم يشعرون بالملل من جديد!]

حاول أن تصنع روتينا مشتركا، يضبط الجميع ويساعد الجميع، لذلك ضبط ساعات العمل عليه أن يقترن بضبط ساعات تقضيها رفقة أطفالك أو أفراد عائلتك.

و الأهم من كل هذا هو أن تضبط ساعات العمل رفقة زوجتك، خاصة إن كان هناك أطفال، فلا يمكن نسيانهم لأنه من الضروري مراقبتهم و توفير ما يطلبونه، لذلك عليك أن تجد خطة جيدة للعمل، حيث تتبادل المهام المنزلية أنت و زوجتك، فكلما كانت هي تراقب الأطفال و توفر احتياجاتهم و حاجات البيت، تكون أنت في عزلتك تعمل و تجتهد في عملك، و حين تنتهي أنت، تنقلب الأدوار، تعمل هي في عزلتها بينما تراقب أنت الأطفال و توفر احتياجات العائلة. إن احترام ساعات العمل بين الشريكين يجعل الأمر أكثر سهولة و أقل حدّة، فالاحترام المتبادل يجعل الطرفين يقدران اهتمام الآخر بحياتهم العملية و نجاحاتهم الشخصية، وهذا يصنع جوا عائليا مريحا للعمل و الاسترخاء على حد سواء.

تعطر بعطر العمل وارتدِ ملابسه



قد تكون هذه النصيحة الأكثر غرابة، ولكنها كثيرا ما تساعدني لذلك أستعرضها هنا، من المؤكد أنك تمتلك عطرا تتعطر به لذهابك للعمل، لا تنسَ أن الشم له ذاكرته وشمّ عطر من المألوف شمه في العمل سيساعدك على التركيز، أيضا هناك من يضبطهم لباس العمل ويساعدهم على الإنتاج والتركيز.

من المؤكد أنك ستكتشف أسلوبك الخاص بعد مرور بعض الوقت، حيث ستعرف أي الأماكن أكثر إنتاجية بالنسبة لك، هل تجد أن العمل في الصباح الباكر هو الحل الأمثل، أم العمل مساء؟ طريقة توزيع الوجبات؟ أين يمكن ترك الأطفال مع لعبهم ومتى يمكن السماح لهم بمشاهدة التلفاز؟

كل هذا ستجد له حلا يناسبك ويناسب أفراد عائلتك بعد بعض التجريب.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

المواضيع المتميزة

احدث المقالات

الاكثر اعجابا