ها هي سُنّة الله في خلقه وشؤون الحياة تسير، ولم تتوقف لموت أحد أو ولادة إنسان، وتعاقب الليل والنهار دائمًا لأجل مسمى، تسير الحياة على البشر أجمع بحلوها ومرّها دون أن تبالي للحزين لما حزن وللمتألم لماذا يتألم، وحتى الفرحان تسير ولا تشعر بفرحه، كونها سنة الله في خلقه ما بين الحزن تارة وبين الفرح تارةً أخرى وكيف لا وها نحن نرى الأفراح في بيوت والعزاء في بيوتٍ أخرى، ولله في خلقه شؤون.
ولكن السؤال: هل كل واحدٍ منا يجتهد ويعمل ليحصل على ما يريد وفقًا لقول المصطفى صلى الله وعليه وسلم {اعملوا فكلاً ميسر لما خلق له}، أما أن بعض الناس للأسف لا يعمل حتى تبلغ الأمور منتهاها وهو لا يدري، وها هي أيام قليلة وتدخل كثير من الأسر ساعات الحسم والفرح أو الحزن والندم على ما فات، ولهذا أقول لكل رب وربة بيت حان الموعد للاستعداد المبكر حتى لا يفوت الفوت وبعدها كما يقولون “إذا فات الفوت ما ينفع الصوت” نعم!
الآن الطلاب والطالبات على أبواب الامتحانات وكلٌ سيجني ثمرة تعبه وسيحصد ما زرع إن كان خيرًا فحسن، وإن كان غير ذلك فلا ندم إلا على ما فرّط وفات، ما هي إلا أيام قليلة وتحل الاختبارات على الطلاب والطالبات أيام ربما البعض يراها عصيبة ومتعبة ومرهقة جدًا، حتى يكاد بعض من الطلاب والطالبات هداهم الله يواصلون الليل بالنهار، ويسهرون لساعاتٍ طويلة غير مبالين بالنتائج والآثار المترتبة من السهر المتواصل والشحن النفسي لاجتياز الامتحانات بكل تفوق ونجاح.
أقول لهم الآن الفرصة سانحة لكم للاستعداد المبكر والمراجعة للدروس وسؤال المعلم عما أشكل عليكم، حتى إذا ما جاءت ساعة الصفر والحسم وإلا وأنتم على أكمل استعداد وأفضل حال، حتى أنه لا ينقصكم إلا قبل الاختبار بالمراجعة البسيطة والاستذكار الجيد والمركز حتى يكون التحصيل وفق ما هو مأمول منكم، أضع بين أيديكم أعزائي الطلاب والطالبات بعض الطرق المساعدة للمذاكرة قبل الامتحانات والاستعداد لها.
خطوات تساعد الطلاب في فترة الامتحانات:
-أولاً: استخدم مهارة الحفظ استخداما صحيحا فلكل مادة أسلوب وطريقة للحفظ.
-ثانيًا: تنظيم وإدارة الوقت وتقسيم الأيام تنظيما مناسبا وموزّعا على المواد كل مادة حسب فهمك وصعوبتها عليك، ولا تنس أن تأخذ قسطًا من الراحة خلال المذاكرة.
-ثالثًا: القراءة الفعالة والمسح السريع للكتاب ووضع التساؤلات الصعبة على ورقة الكتاب والبحث عن إجابتها، وبعدها تأتي القراءة المتأنية والمركزة للكتاب.
-رابعًا: اختيار المكان المناسب والبعيد عن الضوضاء والإزعاج، وكذلك الحرص بالابتعاد عن المنبهات والجوالات والقنوات كونها تسرق الوقت وأنت لا تشعر.
-خامسًا: تذكّر أن لكل مجتهد نصيب، فلا نجاح وتفوق مع الإهمال والتراخي والتساهل.
-سادسًا: وهو يعتبر من الأمور المهمة جدًا على الأسرة أن تكون عونًا لأبنائهم على تهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة وإبعاد الأطفال الصغار عمن لديهم اختبارات وكلاً على حسب استطاعته، ولا بد من وضع محفزات لهم كالهدايا القيمة وغيرها، حتى تكون دافعًا لهم لتحصيل أعلى الدرجات.
-سابعًا: ومن الطرق المعينة بإذن الله تعالى للمذاكرة استخدم أسلوب التسميع عما قرأت وفهمته، والحرص على أن يكون التسميع بشكلٍ صحيح.
-ثامنًا: استخدام أسلوب الربط للمعلومات، بمعنى أن تربط بين المعلومات وفهمك لها بحيث عندما تتذكر هذا الشيء تتذكر المعلومة مباشرة.
-تاسعًا: حاول أن تتعلم استخدام أسلوب الخرائط الذهنية فهي من أنفع الأشياء التي من الممكن أن تساعدك على الحفظ واستحضار المعلومات بشكلٍ أسرع ودقيق.
-عاشرًا: وهو الأهم قبل كل شيء التوكل على الله حق توكله وأن التوفيق بيده وأن على المرء الجد والاجتهاد لينال ما يريد، ولا تنسى أن من تعرف على الله في الرخاء عرفه في الشدة؟
وهنا أهمس في أذن كل معلم ومعلمة أن يتقون الله في الطلاب والطالبات في وضع أسئلة الامتحان، وتذكّر أن الاختبار هو مجرد وسيلة للتفرقة بين الطالب المجتهد والكسول، وأن وضع سؤال فقط يوضح لك بين هؤلاء أفضل بكثير من أن تكون الأسئلة شبه تعجيزية على الجميع.
والهمسة الخاصة لأساتذة الجامعة بأن يراعوا المستويات والفوارق بين الطلبة في الفهم والذكاء وعليه يجب وضع الأسئلة التي تكون مناسبة للجميع، فنسمع كثيرًا من الطلبة يشتكون من صعوبة الامتحان وأنه بمثابة خسف للدرجات ورسوب كثيرًا منهم، ولكي أوضّح للمعلمين والمعلمات وأساتذة الجامعة المشهد، لك أن تتخيل نفسك في هذا الموقف وفي حال الطلاب فماذا سيكون حالك وتفكيرك، وماذا ستكون عليه نفسيتك عندما تكون ورقة الاختبار بين أيدي الطلبة.
وختامًا أقول للطلاب والطالبات: تذكروا أن هذا اختبار من الاختبارات فلا تحمّل نفسك مالا تطيق وتتعبها أشد التعب؟ ولا تنسى الأدعية والأذكار اليومية، والحرص على الوجبات الصحية، والنوم الجيد، ومرافقة المتفوقين، وإياك ومراجعة الأجوبة بعد الاختبار فهي محبطة للنفس، ولن تستطيع تعديلها، فلا تضيّع وقتك وجهدك النفسي والبدني فيما مضى من اختبارات واجعل تركيزك على ما هو قادم أفضل لك.
دعواتي للجميع بالتوفيق والنجاح والحصول على أعلى الدرجات في الدنيا والآخرة وأن يوفقكم لكل ما فيه خير وصلاح.