النسيان وأسبابه

وللتعليق على النسيان وأسبابه التقينا الدكتور علي عسكر استشاري نفسي واجتماعي، فأوضح ان الحالات التي ذكرت لها علاقة بالنسيان أو فقدان الذاكرة، لأن الانسان اذا تعلم وأخذ يسترجع ما تعلمه يحفظه، واذا فشل في الاسترجاع يكون 'النسيان'، وقال:

حتى ننقل المعلومات الى الذاكرة يجب ان نكررها، وهذا ما نسميه بالذاكرة 'طويلة المدى' والعكس اذا لم نستوعبها فنسميها 'بقصيرة المدى'.

وأكد عسكر ان العمر له دور كبير في التأثير على الذاكرة:


كلما تقدم بنا العمر، يقل وصول الأوكسجين الى الدماغ، الأمر الذي يؤدي الى ضعف خلاياه ومن ثم ضعف الذاكرة، وهذا ما نسميه بالنسيان.

كما ان هناك أسبابا اخرى تؤدي اليه ومنها: الحوادث النفسية، والذكريات المؤلمة، كما ان للعاطفة دورا في هذا الأمر، وكذلك الحوادث والصدمات المادية، ومرض الزهايمر بالذات الذي يبدأ بعد الخمسين من العمر، وهو مرض منتشر في الولايات المتحدة الأميركية، وقد بلغ عدد المصابين به أكثر من أربعة ملايين شخص.

وهناك اسباب أخرى كضرب المعلم التلميذ على رأسه، أو السقوط أثناء اللعب، والضغوط الحياتية التي يواجهها الانسان، وكلها عوامل تساعد على فقدان الذاكرة لفترة تسمى 'قصيرة المدى'، وأحيانا يصل الشخص المريض بالنسيان الى مستوى ينسى فيه حلمه عندما يصحو من النوم.


اما عدم انتباه صاحب العربانة في الجمعية فيكون بسبب تداخل المعلومات في ذهنه، وهذا سببه قلة الأوكسجين الواصل الى دماغه وهذا يحدث للكبار أكثر من الصغار.

الوراثة.. الثقافة

وأشار عسكر الى ان الانسان اذا اتبع اسلوبا غذائيا صحيحا، ومارس الرياضة بشكل مستمر، وابتعد عن المشاكل فان النسيان يقل عنده، لكنه استطرد قائلا:

على رغم ذلك فان للورثة دورا في الاصابة بالنسيان على رغم اتباعه لهذه الأنظمة في حياته.

وأضاف عسكر:

عملية التثقيف المستمرة لها دور في تنمية المخ والاحتفاظ بالمعلومات، ولكن اذا تعرض المثقف الى حادث أو صدمة نفسية أو عاطفية أو مادية، فمن المؤكد انه سيصاب بفقدان الذاكرة قصيرة المدى، كما ان لكثرة تناول الكحول مع ضعف التغذية الصحيحة تأثيرا على الذاكرة بسبب نقص الفيتامينات التي يتناولها، خاصة اذا تعرض للأشعة المغناطيسية.

الانطواء

وأشار أيضا الى ان الانطواء بدوره يؤثر في الذاكرة. وقال:

الشخص المنطوي على نفسه قد يصاب بالنسيان لأن الانطواء مشكلة من المشاكل النفسية، لأن عدم تحريك الدماغ بالمحادثة أو التفاعل مع الآخرين، وعدم تنشيطه قد يؤدي الى فقدان الذاكرة، وأي خلل في الأوعية الدموية يؤدي الى النسيان، لأن الحركة والتربية الصحيحة السليمة، ونصائح الأسرة وعدم الشدة في العقاب قد تبعد الشخص عن الانطواء وتؤدي هذه الأشياء الى تحريك الدماغ ومن ثم الابتعاد عن النسيان.

المذاكرة

ونصح الدكتور عسكر الطلاب باسترجاع ما درسوه في المدرسة في اليوم نفسه، لأن المذاكرة لها دور كبير في حياة الطالب، والمعلومات التي حصل عليها عليه ان يسترجعها في البيت حتى تستقر بنسبة لا تقل عن 80% في عقله، واذا تركها فقد يفقد بعد يومين من 60 إلى 70% منها وبعد أيام تكون المعلومات في دماغه أقل من 2% وهذا ضرر على الطلاب، وهنا يأتي دور الأسرة في المتابعة اليومية للأبناء ومطالبتهم بمراجعة ما درسوه في المنزل، وقال: لكن الدروس العملية تبقى في الذاكرة أكثر ولمدة أطول لأن متلقيها شاهد وسمع وعمل بيديه.


وأضاف: كما ان النظام في الحياة اليومية له دور في الحفاظ على الذاكرة وتقليل النسيان، فمثلا قبل السفر بأيام عليه ان يستعد حتى لا يفقد أو ينسى بعض حاجياته