يلاحظ أيُّ شخص يعمل في الشركات الناشئة أو لديه معرفة عنها أنَّ الأشخاص الذين يستحقون العلاوة أكثر من غيرهم هم الأقل احتمالاً أن يطلبوها.
إذ يبدو أنَّ كلَّ شركة لديها ذلك الموظف الذي ينجز كميات كبيرة من المهام ولا يدرك قيمته، وأحياناً ينسى الشخص أنّه يجب عليه إخبار رب عمله أو عميله أنَّ خبراته الإضافية ومعرفته أعلى قيمة مما كانت عليه قبل أن يكتسب المهارات التي يمتلكها الآن.
في حين أنَّ المفاوضة على راتب أعلى تجربة مخيفة بعض الشيء، لكن ليس هناك من داعٍ لأن تخشاها إذا اتبعتَ الاستراتيجيات الثماني الآتية:
1. الاقتناع باستحقاقك للعلاوة:
قوة التفكير الإيجابي لها تأثيرات كبيرة، تماماً كما يؤثر التأكيد لنفسك أنَّك تستحق جني المزيد من المال؛ فحين تكون مقتنعاً بأنَّك تستحق علاوة، ينعكس هذا على لغة جسدك وعلى ما ستطلبه من رب عملك، وقد يؤثر إيجاباً في إقناعك له، وهو أمر يصبح أسهل مع تحسُّن مهاراتك وقدراتك في العمل وتقديم نتائج أفضل للشركة، لكن إن بدوتَ غير واثق من نفسك فسيظهر ذلك عليك أيضاً، وقد يعرقل مفاوضات الراتب، فاحرِص على دخول المفاوضات بعقلية النقاش مع شريك وليس مع عدو عليك الانتصار عليه، فقد يخفف ذلك من قلقك ويهدئ أعصابك.
2. إجراء البحث عن متوسط الرواتب لتبرير طلبك:
قد تفيدك هنا مواقع مثل: "غلاسدور" (Glassdoor)، و"باي سكيل" (Payscale)، و"سيمبلي هايرد" (Simply Hired)، و"إنديد" (Indeed)، ويمكِن حصر النتائج كي تشمل مدينتك أو محيطك الجغرافي القريب فقط، ويمكِن أن تعزز بها طلبك لزيادة الراتب، كما يمكِنك الاطلاع على مواقع البحث عن وظائف على الإنترنت لتعرف كم الرواتب المعروضة للوظائف المشابهة لوظيفتك، وهي معلومات مفيدة أيضاً في أثناء النقاش.
3. مشاركة سجل أدائك:
هذه الطريقة فعَّالة؛ إذ تبيِّن لمَ تستحق العلاوة؛ إذ يجب عليك أن تذكر إنجازاتك وتربطها بخطة الأداء الموجودة عبر الإشارة إلى الأهداف التي وضعتَها مع مديرك سابقاً وحققتَها؛ فبهذا توضح قيمتك بطريقة تفهمها الشركة، وفي الوقت نفسه تُظهر ما قد يكلفهم البحث عن بديل لك.
4. إعداد قائمة بالراتب والمزايا التي تود الحصول عليها قبل دخول المفاوضات:
فكِّر بالصورة الأشمل وليس فقط بالراتب الأعلى؛ حيث يتضمن ذلك - على سبيل المثال لا الحصر - الإجازات الإضافية، والعمل من المنزل، والترقية، والدورات التدريبية، وجدول العمل المرن، ويمكِنك أن تحصل على علاوة بسهولة إذا اعتقد مديرك أنَّ ذلك كلُّ ما تريده، لكن تأكَّد من دراسة المزايا الإضافية جميعها التي تعتقد أنَّك تستحقها، ثمَّ قرِّر ما الذي ستقبل به وعلى حساب ماذا.
5. عدم تحديد الراتب قبل رب العمل:
دع رب عملك يذكر تفاصيل الراتب أولاً وليس أنت، لأنَّك قد تجحف في حق نفسك؛ إذ قد تتزعزع ثقتك بنفسك للحظة وتطلب راتباً أقل مما أردتَ خشية إزعاج رب عملك، وإذا وافق مباشرة فقد يكون السبب أنَّك بدأتَ المفاوضات برقم منخفض جداً، أما حين يحدد هو الأجر الذي يعتقد أنَّك تستحقه، سيصبح لديك فكرة عن رأيه، وبعدها تستطيع البحث عن مجال للتفاوض لترفع الرقم، فننصحك بطلب بضعة أيام كي يتسنَّى لك التفكير بتمعُّن في العرض قبل اتخاذ القرار؛ فإما أن تقبله أو تعود إلى المفاوضات بعرض بديل.
6. تحديد موعد لمناقشة الموضوع:
قد يبدو ذلك بديهياً، لكن هناك أشخاص يقتحمون مكتب رب عملهم دون سابق إنذار، ويحاولون بدء مفاوضات في لحظتها، فاحذر من فعل ذلك، وحدِّد موعداً مع رب عملك بحيث يكون لديك وقت لتحضير نفسك، وكي تضمن تركيز كامل انتباهه عليك، كما يمكِنك أن تفتح الموضوع خلال اجتماع مراجعة أداء مُحدَّد مسبقاً أو خلال وقت آخر خلال العام تجده مناسباً لطرح فكرة العلاوة، ويُفضَّل أن يكون بعد صدور نتائج مالية ربع سنوية جيدة.
7. التدرب على العرض قبل تقديمه:
حين تنوي تقديم عرض لرب عملك تشرح فيه لمَ تستحق أجراً أعلى، فمن الضروري أن تكون جاهزاً وتبدو واثقاً في أثناء تقديمه، فذلك يتطلب التمرن أمام المرآة، أو أمام صديق أو أحد أفراد عائلتك كي يطرحوا بعض الأسئلة أو يُقدِّموا اعتراضات قد تخطر في بال مديرك خلال العرض الفعلي، وبهذه الطريقة يمكِنك أن تُعِدَّ أكثر من إجابة، وخاصة إذا واجهتَ مقاومةً أو رفضاً فورياً.
8. التصرف باحترافية مهما حصل:
المفاوضات ليست سهلةً وقد لا ينتج عنها شيء، لكن في جميع الأحوال، يجب عليك عزل عواطفك قبل الخوض فيها، فحافِظ على هدوئك مهما حصل، واضبط أعصابك لأنَّ الغضب لن يفيدك بشيء، ولا تقارِن نفسك بزملائك، أو تتهكم بالآخرين، ولا تكن جشعاً أو متعجرفاً في طلباتك، فلن يساعدك التصرف بتعالٍ أو استخدام التهديد في الحصول على مبتغاك، وتصرَّف باحترافية، وأدرِك أنَّ المفاوضات تنطوي دوماً على التسويات.
ليس من السهل التفاوض على راتب أعلى بالطبع، ولكنَّ الاستراتيجيات السابقة أثبتت فاعليتها في حالة موظفين مختلفين، لأنَّها تركز على عرض القيمة التي تُقدِّمها للشركة، وهذا ما يأخذه رواد الأعمال في الحسبان حين يفكرون فيما إذا سيوافقون على منحك علاوة أم لا؛ لذا عند دخول مفاوضات على راتب، استخدِم النقاط التي تهم رب عملك كي تقنعه، وهيِّئ نفسك مسبقاً، وقد تحتفل قريباً بحصولك على علاوة وميزات جديدة أيضاً.