أوضح علماء النفس سمات الشخصية الهستيرية، تلك الشخصية صاحبة أكبر معاناة عاطفية بفعل ما تعاني منه من اضطرابات انفعالية واضحة وذلك بسبب إعطائها الأمور أكبر من حجمها وتصرفاتها العاطفية المبالغ فيها. تعرف معنا على أبرز السمات الخاصة بهذه الشخصية وكيفية التعامل معها وكيف يمكن علاج الاضطرابات التي تعاني منها.
سمات الشخصية الهستيرية
صاحب الشخصية الهستيرية هو في احتياج دائم إلى أخذ الاهتمام والحب من كل الأفراد في محيطه الاجتماعي. وبالرغم من ذلك يعاني من سهولة خسارة علاقاته الاجتماعية ويرجع السبب في ذلك إلى تصرفاته المبالغ فيها سواء انفعاليًا أو عاطفيًا كما أنه سريع الغضب ولا يمكنه التحكم في ردود أفعاله.
ومن أبرز سمات الشخصية الهستيرية التي تم رصدها من خلال تصرفات وأفعال الأشخاص الذين يعانون من اضطراب هذه الشخصية ما يلي:.
- حالته العاطفية غير مستقرة بشكل ملحوظ فسرعان ما تتغير بسبب أنه دائم التأثر حتى بأصغر موقف قد يحدث أمامه أو معه.
- لديه قدرة كبيرة على المبالغة في مختلف الأمور خصوصًا العاطفية والتهويل في أحداث أي موقف.
- يشعر بنقص ما وعدم ثقة في النفس خصوصًا إذا لم تكن الأضواء عليه وكذلك الاهتمام.
- يحاول بشتى الطرق إظهار نفسه ودائم الاستعراض والتمثيل، ويعتني بمظهره الخارجي حتى يستحوذ على الأنظار.
- آراء الآخرين به يعطيها أكبر من حجمها ويتأثر بها إلى الحد الذي يصل إلى الإصابة بالاكتئاب أحياناً.
- قراراته غير مدروسة ويتخذها بشكل سطحي وسريع ولا يقبل النقض فلديه حساسية مفرطة منه.
- لا يعترف بوجود عيب لديه، حيث أن الاعتراف أول خطوة نحو الإصلاح.
- غير صبور ومزاجه يتأثر سريعًا بالأجواء المحيطة ويتغير سريعًا كما أن مشاعره يمكن وصفها بالأنانية.
كيفية التعامل مع الشخصية الهستيرية
جميع سمات الشخصية الهستيرية توحي بأن صاحبها مثله مثل الطفل الكبير في التصرفات والمشاعر الأمر الذي يجعل التعامل معه يتم بشكل يختلف عن التعامل مع الأشخاص الآخرين. إذ يحتاج صاحب الشخصية الهستيرية إلى طريقة تعامل تتضمن الآتي:.
- احتواء وإظهار مشاعر الحب والعاطفة له فكلما شعر بذلك كان هذا جيد.
- عدم محاولة نقده بشكل مباشر بل يمكن تقديم النصح له بشكل غير مباشر تمامًا.
- التركيز على كل فعل إيجابي يقوم به ومدحه وشكره عليه مهما كان صغيرًا.
- الاهتمام الدائم به والعمل على تقوية العلاقة الاجتماعية وروابطها معه بشكل مستمر.
العلاج الأمثل للشخصية الهستيرية واضطراباتها
أما عن العلاج الخاص بحالات الإصابة باضطراب الشخصية الهستيرية فإن الأفضل والأمثل هو العلاج النفسي المنتظم. وحالات قليلة فقط هي من تحتاج إلى أدوية طبية وذلك في حال تمكن الاضطراب من الشخص بشكل تام ووصل إلى مرحلة الاكتئاب.
وعند الحديث عن العلاج النفسي نجد أنه يتم عبر بضع جلسات نفسية متتالية يتم تحديد عددها وإلى متى تستمر؟ الطبيب المعالج حسب حالة كل شخص. هذه الجلسات تهدف في البداية إلى فهم أسباب اضطراب الشخصية الهستيرية عند الشخص وما الذي أوصله إلى هذا الوضع.
ومن ثم تتناول الجلسات العلاجية حل المشكلات الدفينة داخله والتي قد يكون هو نفسه يجهل وجودها مثل عدم التمكن من الثقة في النفس ومن ثم توجيه طاقته العاطفية المفرطة إلى فعل آخر مفيد. ومساعدته من أجل التعامل الأمثل مع واقعه الاجتماعي.
وفي النهاية نقول أن هذا النوع من الشخصية منتشر أكثر في الجنس الأنثوي عن الذكور. وصاحبها ذات تصرفات طفولية واضحة في كثير من المواقف. لذا يجب مساندته حتى ينضج على الصعيد العاطفي والانفعالي ويتمكن من مواجهة العالم بمفرده فهو يحتاج فعلًا إلى سند والحب والأمان وسوف يصبح مع الوقت إنسان طبيعي ذات شخصية متزنة.