هل يمكن للتعثُّر أن يترافق مع الوصول إلى أفكار عمل جديدة؟ سنناقش في هذا المقال كيف يمكن لهذه الطرائق الست أن تجعل عجلاتك تبدأ بالدوران.
قد يكون بعض الأشخاص سعيدين بالنجاح الذي حققوه، ولكنَّ معظم رواد الأعمال الذين أعرفهم وُلدِوا مبدعين، فهُم يبحثون دائماً عن الفكرة الآتية التي ستُغيّر المشهد العام بالنسبة لهم، إذ إنَّ الأفكار الجريئة والتفاصيل الغنية هي ما يجعلهم يستمرون في المضي قُدُماً ويدفعهم يوماً بعد يوم نحو القمّة.
ولكنَّ روَّاد الأعمال الناجحين يفقدون ذاك الزخم في بعض الأحيان ولا يكون لديهم أدنى فكرة عمَّا سيحدث لاحقاً فجميعنا نفقد الإلهام في لحظةٍ ما. إلَّا أنَّهم يلتزمون بالمسار، ويعثرون على النجاح، ويستعدون للبدء بعملٍ جديد يكون مثيراً، ولكن ما هو هذا العمل؟ كيف سيكون جذَّاباً، ومسلياً، وقابلاً للتطور، ومربحاً من الناحية المثالية؟
سواء أكنت رائد أعمالٍ تبدأ بالعمل أول مرة أم كنت شخصاً بدأ توَّاً رحلةً نحو امتلاك شركة خاصة به فإنَّ السر يكمن في معرفة كيفية تفعيل عقلك. فاكتشف قدراتك الكامنة ثمَّ تعامل بجرأةٍ مع مجموعة المهارات الموجودة بالفعل لديك. وإليك هذه الأدوات الست التي ستساعدك مجتمعةً على إطلاق العنان للروائع الموجودة في عقلك والعثور على الفكرة العظيمة التي يمكنك أن تحولها إلى نجاحٍ كبير:
1- ابحث عن الشغف:
إحدى النصائح الرائعة التي تبقى معي كلما أشعر بأنَّني أفتقر إلى الإلهام هي النظر إلى الكتب الموجودة على الرفّ لدي: فما الموضوع الأكثر شيوعاً بينها؟ وعن ماذا أقرأ في أوقات الفراغ لتتوهج مخيلتي ويتّقد ذهني؟ هذه المواضيع هي التي تثير شغفك ويجب عليك أن تركز اهتمامك عليها، فشغفك هو الذي سيوجهك دائماً نحو النجاح، و حينما يسيطر عليك الشغف لن تشعر أبداً بالتعب، وحينما تشع بالإلهام والحماسة ستستطيع العمل ساعاتٍ دون أن تشعر نهائياً بأنَّك تعمل.
2- ابحث عن مجموعة مهاراتك:
ضع قائمة بجميع الأشياء التي تستطيع القيام بها بأسلوب أفضل من معظم الناس الآخرين سواءٌ أكانت تلك الأشياء لها علاقة بالعمل أم كانت هوايةً ما، فالمهم هو أن تُفكّر في أشياء مبتكرة. ثمَّ انظر مُجدّداً إلى تلك القائمة وحدد الأمور التي تستمتع بالقيام بها. إذ تُعَدُّ هذه القائمة نقطةً مثالية للانطلاق نحو الخطوة الآتية التي ستقوم بها. ففي كثيرٍ من الأحيان تكون تلك المجالات التي تستمتع بها هي المهارات التي حققت من خلالها النجاح في عملك إلى حد الآن لأنَّها تبدو أسهل بالنسبة لك وتلفت انتباهك مدةً أطول من الزمن. فإذا استخدمت إحدى تلك المهارات لإنشاء عمل فقد يحقق لك ذلك قدراً كبيراً من الرضا والربح.
3- قم بدمج الأداة الأولى مع الثانية:
لن يجعلنا الشغف وحده من الناحية الواقعية نجني الملايين، فالقليل جداً من عازفي الجيتار الكلاسيكيين أو الأشخاص الذين يعملون في العناية بالحدائق يحصلون على التمويل للاستمرار في عملهم، بيد أنَّ المكان الذي تجتمع عندك فيه الرغبة مع المهارات العملية هو أفضل مكان بالنسبة لك حيث تجتمع الأمور التي تستطيع القيام بها بأسلوب أفضل من معظم الأشخاص مع الحماسة التي تشعر بها حينما تقوم بأمرٍ تحبه، وهنا يمكن لريادة الأعمال أن تصنع العجائب. فهل أنت بارعٌ في ترميز الواجهات الأمامية على سبيل المثال؟ وإذا كنت تحب البستنة فإنَّ هذا الحب يمكن أن يتحول إلى خدمة بستنة متنقلة مترافقة مع تطبيق للحجز الفوري. فابحث عن تلك البقعة الجميلة التي تجتمع لديك فيها الرغبة مع المهارة لتؤسس عملاً مميزاً إلى أبعد الحدود.
4- ليس من الضروري أن تكون الأفكار غريبة:
يمكنك أن تقضي وقتك في ابتكار أفكارٍ غريبة حول أمرٍ لم يسبق لأحدٍ أن سمعه به قط – وهو الأمر الذي يُعَدُّ رائعاً إذا كنت تستطيع دفع تلك الفكرة نحو الأمام – ولكنَّك تضيع وقتك على الأرجح. فحتى تكون ناجحاً فإنَّك لا تحتاج إلَّا إلى فكرةٍ تكون أفضل من النماذج الموجودة حالياً، فشركة "ليفت" (Lyft)، على سبيل المثال، لم تعيد ابتكار مفهوم "التشارك في ركوب وسائل النقل" ولكنَّها جعلت التنقل أسهل، وأكثر أمناً وفعاليةً من الناحية التكنولوجية، وعصرياً على نحوٍ أكبر، فأنت لا تحتاج إلى إحداث ثورة بل إلى إضفاء لمستك الخاصة فقط.
5- ألقِ نظرةً على السوق:
تُعَدُّ التوجهات السائدة في السوق مصدراً للحصول على الإلهام حصولاً فورياً فحينما تراقب عن كثب يكون ثمَّة عدد هائل من الفرص: ما الذي يسير سيراً جيداً جداً في السوق في الوقت الراهن؟ وهل بإمكانك العثور على مكانٍ ملائمٍ لك في السوق وإضافة قيمة إلى ذاك المجال المتنامي؟ وهل ثمَّة مجال لجعل أفكارك تعمل عبر الإنترنت – وهو فضاء ذو نموٍّ متسارع ولا يحتاج إلَّا إلى قدرٍ قليل من النفقات؟ أو هل ثمَّة أشخاص ناجحون يمكنك التعاون معهم في المجال الذي ترغب في دخوله والانتقال بفكرتك إلى المستوى الآتي؟ ومهما كان الفضاء الذي ترغب إلى دخول سوق العمل من خلاله انظر من كثب إلى التوجهات السائدة في السوق وليكن عملك متماشياً مع ما هو موجود على الأرض للوصول إلى النتائج التي تعود عليك بأكبر قدر ممكن من الأرباح.
6- فكّر في المستقبل:
يبدأ كل شيءٍ من حلم، ولكن أعظم مفتاحٍ لتحقيق النجاح يكمن في متابعة ذاك الحلم. وإذا لم تتضمن رؤيتك خطةً للنجاح على المدى البعيد فإنَّه لن يُكتَب لها الاستمرار، والاستمرارية تُعَدُّ من أكبر العوامل الحاسمة حينما يبحث المستثمرون عن عميلٍ جديدٍ مُحتمل. وحينما تكرر البحث عن التوجهات السائدة في السوق تأكَّد من أنَّك تعير اهتمامك لما سيكون قابلاً للاستمرار خلال السنتين، والعشر سنوات، والعشرين سنة المقبلة وليكن عملك مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بما تصل إليه من نتائج.
تُعَدّ خبرتك الشخصية ومهاراتك أموراً فريدةً من نوعها، وأي عملٍ تبدأه يجب عليه أن يحمل – وسيحمل – نفس السمة الفريدة التي تحملها أنت، فلا تتردد في البحث في أعماقك عن الأمور التي تثير الدافع لديك وفي البحث حولك عن الأمور التي تحرك السوق إذ من المؤكد أنَّك ستجد فكرة عملٍ رائعة ستأخذك إلى المرحلة الآتية.