دفعت الظروف الاقتصاديّة غير الثابتة، على صعيد العالم، بروّاد الأعمال إلى إعادة النظر في عملية التوظيف... في إطار السعي المتواصل للعثور على أفضل المرشحين، وجدت مجموعة من الشركات والمنظمات أنّه ينبغي عليها النظر إلى ما هو أبعد من المؤهّلات الأكاديميّة والخبرات أي جذب الأفراد الذين لا يقومون بإكمال وظائفهم من أجل الحصول على الأجور فحسب، بل أفضل المواهب التي تُساعد في تحسين سير العمل، وتمتلك عقولًا ابداعيّةً.
صفات الموظّفين المبدعين
الموظّف المبدع يُساهم في التوصّل إلى حلول مبتكرة للتحدّيات في مكان العمل
كانت شركة Work it daily الأميركيّة المتخصّصة في التدريب والتطوير المهني، تطرّقت إلى بعض الصفات، التي تُميّز الموظّفين المبدعين في إحدى مقالاتها المنشورة عبر موقعها الإلكتروني، فعدّدت الآتي:
- حلّ المشكلات الصعبة: في المشهد الراهن شديد التنافسيّة، تحتاج الشركة إلى أن تظل متقدّمةً، ولو بخطوة واحدة عن المنافسين، حتّى تتمكّن من كسب ثقة الجمهور المستهدف. مع زيادة متطلبات العملاء، تظهر مجموعة من المشكلات، أثناء سير العمل وأداء الأنشطة التجاريّة، ليواجه الموظّفون بعض المشكلات المعقّدة... هنا، يأتي دور الموظّفين المبدعين، الذين يساهمون في التوصّل إلى حلول إبداعيّة ومبتكرة للتحدّيات والتعقيدات، في مكان العمل.
- الفرص الجديدة: من خلال التفكير بشكل "مختلف"، يساعد الموظّفون المبدعون الشركات أو المؤسّسات التي يعملون فيها في إيجاد فرص جديدة للنموّ، مع الإفادة منها في تحقيق العوائد، وذلك لأنّهم يظهرون المزيد من الالتزام والاستباقيّة في استكشاف كلّ جديد. فهم يعملون بشغف، ويُشكّلون "رصيد" المؤسّسة أو الشركة، ويساعدونها في اقتناص الفرص واستكشاف مجالات النموّ المحتملة في مكان العمل.
- طرح الأسئلة قبل أن يفعل العملاء ذلك... يتمثّل التحدّي الأكبر في صفوف معظم رؤساء الأقسام والمدراء في الحصول على استجابة صادقة ودقيقة من أعضاء الفريق، لدى تقييمهم للخدمات أو المنتجات التي يقومون بتقديمها للعملاء. في هذا الإطار، يلاحظ الموظّفون المبدعون التحوّلات النموذجيّة التي تستطيع الشركة القيام بها، والمتعلّقة بالعمليّات وآلية سير العمل، كما يطرح المبدعون الأسئلة ذات الصلة الوثيقة بوجهات نظر العملات، مع الإشارة إلى أن الإجابات على هذه الأسئلة أمر مهمّ لإرضاء العملاء وتحسين عمل الشركة.
- الرؤية الواسعة: على النقيض من الموظّفين، الذين يتبعون طريقةً مُحدّدةً في القيام بالمهام، فإن الموظّفين المبدعين لديهم نهج أوسع. في هذا الإطار، لن يتفاعل موظفّان مبدعان مع الموقف عينه بنفس الطريقة، لأن منهج كلّ منهما ورؤيته للحدث مختلفان عن الآخر. من هنا، تُمثّل الأساليب المختلفة حلولًا جديدة للمشكلات، وتعمل على تمكين الشركات من الاستجابة للمواقف الصعبة، بإيجابيّة.
الموظّفون المبدعون يستجيبون للتغيير، كما يتوقون لتعلّم الأمور الجديدة
- الحماسة للتعلّم: تحتاج الشركات إلى موظّفين تحركّهم الحماسة لمواجهة التحدّيات الجديدة، واستكشاف الفرص المختلفة... من المعلوم أن الموظّفين المبدعين يستجيبون للتغيير، كما يتوقون لتعلّم الأمور الجديدة. لذا يُعدّ الاستثمار في النموّ الوظيفي للمبدعين تجربة مجزية للشركات، بخاصّة تلك التي تفتقر إلى الدافع والثقة للوصول إلى العملاء، إذ يُمكن للمبدعين تغيير الأشياء للأفضل والارتقاء بالشركة (أو المؤسسة) إلى آفاق جديدة.