أسرار ومعايير بيئة العمل المثالية للموظفين
تختلف وجهات النظر حول بيئة العمل الجيدة، فالمختصون لهم رأي مغاير لرأي أصحاب الأعمال، وهؤلاء لهم رأي مخالف لما يراه الموظفون، وهكذا، فماهي بيئة العمل المثالية ، وما أهم العناصر والمعايير التي يجب أن تتوفر بها ،وتسهم في تحفيز الموظف إلى المزيد من الإنتاج والإبداع .
للحديث والإجابة عن تلك التساؤلات التقى سيدتي نت نايف آل خليفة رئيس مجلس إدارة شركة مسارات العالمية والشريك المنتدب لـ "حلول الحوكمة"، ليتحدث لنا عن بيئة العمل الواقعية، وكيفية تحسينها.
والذي أوضح : أن بيئة العمل تعد مثالية إذا ما تميزت بتكافؤ الفرص فيها، ووجود نظام حوكمة، يعزز الشفافية والإفصاح، وقال: معايير بيئة العمل من الأدوات المساعدة على معرفة جوانب الضعف التي تتطلب التطوير والاستثمار لجعلها مكتملة ومؤثرة في محيطها، وتابع آل خليفة : لكنني أعتقد أن الأدوات التي تقيس بيئة العمل غير قادرة على قياس حقيقة وجوهر كل إنسان في بيئة العمل، فهي تتعامل مع ماديات ثابتة، سواء كانت جوانب شكلية، مثل الديكورات والأثاث، أو سياسات وإجراءات العمل، أما فيما يخص الإنسان نفسه "الموظف"، فإنه يحتاج إلى معايير إنسانية، ترتبط بجميع العوامل المؤثرة في حياته، وبالنسبة إلى بيئة العمل لدينا، أرى أنها جاذبة، نظراً لوجود مرونة عالية، والتشارك في الآراء، والعمل بروح الفريق الواحد، وبالطبع من الصعب أن يتفق الموظفون جميعاً على رأي واحد حول بيئة العمل، لكنَّ أكثر شيء، كنت أحتاج إليه حينما كنت موظفاً، هو منح المساحة، والمشاركة في اتخاذ القرار، وأعتقد أن الجميع يبحث عن ذلك، لذا عملت على توفير ما تقدم للموظفين لتعزيز الثقة، وفتح المجال لهم للقيادة المبكرة، وهو المنهج الذي نعتمده، ونعمل عليه، كما نعمل على منحهم الثقة دائماً عن طريق معاملتهم بوصفهم شركاء لا مجرد موظفين، وقد لاحظت أن هذه الطريقة تطلق المواهب لدى فريق العمل، وبالنسبة إلى البيئة الملموسة، فقد اعتمدنا على مصمم متخصص لاختيار الأثاث والديكورات، بمشاركة شخصية مني، أما أدوات الموظفين، فتركت أمرها لهم، ليشتروا ما يحتاجون إليه بأنفسهم، وحسب ذوقهم، ليشعروا بالراحة، وفيما يخص الجانب الترفيهي، فقد وفرنا مساحة واسعة من الترفيه، وعملنا بجد على تعزيز العلاقات بين الزملاء، كونها من أهم وسائل الترفيه، إضافة إلى اعتمادنا على عنصر التحفيز، الذي نجده مهماً للغاية، لذا نعمل على تحفيز الموظفين، وتشجيعهم، ودفعهم إلى تولي المسؤوليات، وبالطبع نتفهَّم بأن الموظفين بشرٌ، ويواجهون ضغوطاً كبيرة في الحياة مثل غيرهم، لكننا في حال وجدنا موظفاً، يقدم أعذاراً غير حقيقية، نكتشف أن هناك خللاً في الإدارة، وليس في الموظف، وبالتأكيد نعمل على إصلاح ذلك، لتحقيق البيئة المثالية، وقد تغيَّرت نظرتي إلى المديرين بعد أن أصبحت مديراً، وتحديداً فيما يخص اتخاذ القرارات، ففي السابق كنت أعتقد أن مديري يتردد في اتخاذ القرارات بسرعة، وحينما صرت مكانه، عرفت بأنه يوازن ما بين القرار وخطط العمل لتحقيق أهداف الشركة، ما يجعل بعض الموظفين يستاؤون من مديريهم لعدم معرفتهم الأسباب الحقيقية وراء ذلك.