لكلّ شخص منّا شخصية منفردة تختلف عن الأخرى، وتمتاز هذه الشخصية بعدّة امتيازات إمّا إيجاباً أو سلباً من خلال طريقة التعامل مع الآخرين، ومقدار الثقة التي يمتاز بها ومدى النجاح الذي يصل إليه، ومقدار ثقة الآخرين به، ولغة الجسد التي يستخدمها بشكل نموذجي أو متوسط أو معدوم، ومن أنماط هذه الشخصية نمط الشخصية النرجسية.

أشكال لغة الجسد لدى الشخصية النرجسية:

تعتبر الشخصية النرجسية إحدى الشخصيات التي تمتاز بالاضطرابات الشخصية، وجلّ ما تمتاز به هذه الشخصية هو الثقة المفرطة بالنفس مع التعالي على الآخرين، والشعور بالأهمية وعدم قدرة الآخرين على التماشي مع الأمور دونه، وصاحب هذه الشخصية تترافق معه لغة الجسد بشكل يشير إلى الاضطراب النفسي، فنظرة العين تشير إلى عدم الثقة بالنفس والحاجة إلى إثبات الذات، على الرغم من محاولة إشعار الآخرين بغير ذلك.



كما وأنّ لغة جسد الشخصية النرجسية تميل إلى إشعار الآخرين بالسيادة من خلال طريقة الكلام، وطريقة المشي والوقوف والجلوس، ويشعر صاحب الشخصية النرجسية بأنه شخص ذو أهمية بالغة وأنه محطّ اهتمام الجميع وأنّ الجميع يراقب لغة جسده وطريقة تحدّثه على أنه الأفضل وابتسامته المتعالية لا تخفى على أحد، على الرغم من أنّ لغة جسده تكشف خفاياه وعيوبه النفسية التي تشير إلى تقدير ضئيل بالذات، وثقة هشّة بالنفس تجعله عرضة للتأثر بأي انتقاد أو كلام.

أبرز مشكلات لغة الجسد لدى الشخصية النرجسية:

إنّ صاحب الشخصية النرجسية يعاني من صعوبات في بناء العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، كما ويصعب على صاحب الشخصية النرجسية العمل بروح الفريق الواحد، فلغة جسده لا تتناسب مع طريقة تفكير الفريق أو الجماعة، كما وأنهم يفقدون الثقة بالآخرين ولا يهتمّون بالتقدير والثقة التي يمنحها الآخرون لهم، على اعتبار أنّها حقّ لهم، ولغة جسدهم لا تشير إلى الإيجاب فهي عادة ما تميل إلى السلبية والغموض.




الأشخاص النرجسيين عادة ما يتقمّصون لغة جسد لا تشير إلى الراحة والسعادة، فهم يشعرون بالتوتّر وانعدام الثقة بما يحصل حولهم، لكون شخصيتهم المضطربة لا تستطيع التمييز بين ما هو خير وما هو شر، كما وأنّ لغة جسدهم تهتمّ كثيراً بالمظهر الخارجي على اعتبار أنّه أساس في الحكم على الشخصية، ولا يتوافق فكرهم عادة إلّا مع الأشخاص النرجسيين مثلهم.




المصدر
لغة الجسد النفسية، جوزيف ميسنجير. لغة الجسد، بيتر كلينتون، 2010. لغة الجسد في القرأن الكريم، عوده عبداللة. ما يقوله كل جسد، جونافارو، 2010.