بحث عن

تدريب وتعليم / الطلاب / الامتحانات / التعاون / الغش / العمل التعاوني / سلوك الغش /

غشُ أم تعاون؟ الفرق بين العمل التعاوني وسلوك الغش بين الطلاب

غشُ أم تعاون؟ الفرق بين العمل التعاوني وسلوك الغش بين الطلاب  - ازدهار ezdehar

اقرا ايضا

يُعد الخط الفاصل بين مفهومي التعاون والغش غير واضح، مع أن الفرق يبدو جليًا في طرفيّ الخط، ولكنه لا يزال غير واضحًا في المنتصف. يكمن مفهوم التعاون في ممارساتٍ مثل العمل كجماعة، أو البحث سويًا عن حل لمشكلةٍ ما، ويتمثل أيضًا مفهوم التعاون في بحث الطلاب سويًا عن الإجابة الأنسب ما بين عدة إجابات محتملة أو فرز معلومات معينة بشكلٍ جماعي لتضمينها في عرض تقديمي.

يتحول التعاون إلى غش عندما يجيب طالب واحد فقط على الأسئلة ثم ينسخ بقية الطلاب إجابته، إضافةً إلى ذلك، يعد تستّر الطلاب على من يفشل في أداء مهمة معينة غشًا أيضًا، ‏وباعتبار جميع ما سبق، ماذا يمكننا القول عن دراسة الطلاب معًا؟ ‏يعد أمرًا منطقيًا أن نشجّع الطلاب على العمل معا في دراسة محتويات المنهج، بما أننا ندرك ‏مدى قدرتهم ‏على التعلم من بعضهم بعضًا.

‏يتمثّل للمعلمين مفهوم دراسة الطلاب سويًا بممارساتٍ تتضمن البحث بشكلٍ تعاوني عن إجابات الأسئلة أو توضيح مفردات المنهج لبعضهم بعضًا، إضافةً إلى ذلك، يشمل تصوّر المعلمّين عن دراسة الطلاب سويًا استخدام الأسئلة لاختبار معلومات بعضهم بعضًا، وبغض النظر عن جميع ما سبق من أمثلة لمفهوم دراسة الطلاب سويًا، تنتج عن دراسة الطلاب سويًا صورة من صور الغش، تتشكّل هذه الصورة عندما يقوم الطلاب بتقسيم فروضهم المنزلية فيما بينهم، يجيب كل فرد من الطلاب على جزء بسيط من الفروض ومن ثم تُوزّع جميع الإجابات على المجموعة.

وباعتبار كل ما سبق ذكره من الفروق بين التعاون والغش، يمكننا القول بأنه لا يمكن تحديد الفروق بين التعاون والغش بشكلٍ دقيق. ولإعطاء مثال على استحالة تحديد هذه الفروق، يمكننا النظر إلى الاختبارات الدورية القصيرة، يعتبر من البديهي لدى الطلاب أن يحدد الطالب الإجابة الصحيحة لزميله الذي يعترف أنه لا يعرفها، ومن ثم يبين له سبب كونها صحيحة. فهل يعتبر هذا غشًا عندما يتمكن الطالب من معرفة الإجابة الصحيحة بعد تحديد زميله لها ومن ثم شرحه لسبب كونها صحيحة؟ ‏وهل من المفترض أن يتعرف الطالب على الإجابات الصحيحة بمفرده أثناء الاختبارات؟ ولتعميم السؤال أكثر، متى يتخطى التعاون حدوده ويصبح غشًا؟


يتحمّل المعلّمون مسؤولية تقييم ‏تمكن الطالب من المادة، وبالإضافة إلى ذلك، تعتبر العلامات الدراسية مقياسًا لمدى معرفة ‏الطالب بشيءٍ معين. وبناءً على ذلك، يجب أن يتم تقييم الطلاب بشكلٍ فردي، فعندما يتعاون الطلاب لتقديم العمل بشكلٍ جماعي، سيصعب على المعلم أن يحدد من يعرف المعلومة، وماذا يعرف عنها، وبأي قدرٍ هو متمكّن منها، وبناءً على ذلك، ‏يقع موقفنا ما بين تعزيز التعاون ومنع الغش موقعًا يبدو وكأنه بين شقيّ الرحى.

وتعتبر الفروق بين التعاون والغش مهمة جدًا، بيد أن ‏التعاون أمر متوقع في معظم البيئات المهنية الاحترافية. وبغض النظر عن هذا، يُعرف التعاون غالبا بأنه “غش المحترفين” ‏فعندما لا يعرف المحترفون الإجابة فهم يبحثون عنها، وعندما لا يعرفون كيف يقومون بشيءٍ معيّن فهم يطلبون من شخصٍ آخر بأن يدلّهم. وإضافةً إلى ذلك، فإن معظم قرارات المحترفين هي قرارات جماعية، ويعود السبب وراء هذا بأنهم لا يعيرون اهتمامًا لهوية المشارك في القرار، بل جل اهتمامهم هو جودة القرار لا صاحب القرار.

وبناءً على ما سبق، يجب أن نسأل أنفسنا عن إذا ما كنا ننقل رسائل متناقضة عندما نعرض سؤالاً ما ومن ثم نخبر الطلاب بإجابته جماعيًا. تتكون الإجابة الجماعية عندما يجيب كل طالب على جزء من الأسئلة بمشاركة من يجلس بجانبه، وبعد ذلك، نتوقع من الطلاب أن يجيبوا على الواجبات المنزلية بشكلٍ فردي. ‏إذن، يجب علينا أن نأخذ بعين الاعتبار ردة فعل الطلاب تجاه العمل التعاوني، فهل يرى الطلاب ما يميّز التعاون داخل غرفة الصف عن التعاون في العمل الفردي الذي يطلب منهم من أجل تقييمهم؟ ‏وبالمقابل، ما مدى وضوح أفكارنا نحن المعلمين تجاه الفروق بين التعاون والغش؟ ‏فإذا كنا نحن أنفسنا لا نعرف الفروق فكيف لنا أن نأمل بتوضيحها للطلاب.


يتبنى الطلاب موقفًا متساهلاً مع الغش بل إن كثيرًا منهم يقوم به على الرغم من المحاولات العديدة لمنعه. ‏فإذا كنا ندرس الطلاب ذوي الـ ١٨ الى ٢٣ عامًا من أعمارهم ‏فنحن لا نحارب الغش فحسب، بل نحارب الرغبة التي تدفعهم للقيام بالغش وهي حث الأقران بعضهم بعضًا على الغش. ‏فإذا كان الطالب الذي يسأل عن الجواب هو صديق الطالب الآخر، فهل يمكن للطالب الآخر أن يقول لا للغش دون أن يدمر الصداقة؟ ‏ولسوء الحظ، فإنه من الممكن أن تتعاون المجموعات بنية الغش. يتم هذا التعاون عن طريق تداول الإجابات بينهم دون أي محاولة التعلم.

‏ يبذل المعلّمون قصارى جهدهم في التركيز على الطالب الذي قام بالغش وهو الطالب الذي أخذ الإجابة من طالبٍ آخر. وللأسف، فهم لا يهتمون بالطلاب الذين يمكنون الآخرين من الغش منهم، يعتبر هؤلاء الطلاب الذين يتبرعون بالإجابات لغيرهم مشاركون في مؤامرة الغش، ولكنهم نادرًا ما يواجهون العواقب بعد ذلك.

‏وفي الختام، يجيب أن نعرف هل نحن مهتمين في التركيز على الغش، ومهملين لحقيقة أنه يجب علينا تعليم الطلاب مهارات التعاون؟ تجيب طريقتنا في تعليم الطلاب لمهارات التعاون عن هذا التساؤل. فيجب أن نبدأ بالاستطلاع حول معنى العمل التعاوني عند الطلاب، وأهمية أن يكون لكل فرد مسؤولية في المشاركة فيه؟ وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن نعرف لماذا يعتبر من مسؤولية الجميع ‏أن يمنعوا الاستيلاء غير المستحق لأفكار الغير ومعلوماتهم؟ ولا يعني هذا أن الجميع يجب أن يعرف الإجابة الصحيحة، ولكن الجميع يجب أن يعرف الاحتمالات المتعددة للإجابة، أو على الأقل بعض الأفكار حول كيفية الإجابة.

إذن، إعطاء الإجابة لشخص لم يفعل أي شيء مختلفٍ تمامًا عن مساعدة الشخص ‏الذي يعاني في الفهم، ولكنه يعمل على فهم المحتوى. فالمفتاح هنا هو الجهد الذي يبذله متلقي المساعدة لمساعدة نفسه بنفسه.








انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

المواضيع المتميزة

احدث المقالات

الاكثر اعجابا