بحث عن

تدريب وتعليم / الطلاب / تعلّم الأقران / المعلم / الدراسة /

مزايا تعلّم الأقران من بعضهم بعضًا

مزايا تعلّم الأقران من بعضهم بعضًا  - ازدهار ezdehar

الدراسة من أكثر الفترات في حياة كل شخص صعوبة ومتعة ، والتعليم ليس حكرًا على أستاذ المادة بل يمكن أن يكون ممتعا بالتعلم مع الأقران

التعلّم من الأقران من المفاهيم الجديدة التي تعد مزعجة للكثيرين خاصة من أعضاء هيئات التدريس والذين يعتقدون أن التعليم حكرًا عليهم فقط، في حين أن التعلم من الأقران طريقة تستخدم لكي يتعلم هؤلاء الطلاب من بعضهم بعضًا أثناء عمل بعض النشاطات. ما يقلق هيئات التدريس هو اعتقادهم أن التعليم عملهم وحدهم ولا يمكن لطالب أن يعلّم طالبًا آخر. إضافةً إلى ذلك، يجب علينا أن نضع بالاعتبار أن الطلاب لم يدفعوا الرسوم الدراسية ليتلقوا التعليم على أيدي طلاب آخرين، بل يريدون أن يتلقوه على أيدي الخُبراء، ويجب علينا أن نضع بالاعتبار أيضًا شعورنا نحن المعلمين بالذنب إن لم نكن نحن من يقدّم المعلومات للطلاب.

تقلقنا نحن المعلمين فكرة تعليم الطلاب لبعضهم البعض وكيفيتها وماهية المعلومات المقدمة أثناها، ناهيك عن شعورنا بالالتزام المِهني والانتماء لوظيفتنا. إضافةً لما سبق، تقلقنا خبرة الطلاب المتواضعة بمحتوى المنهج الدراسي مما يؤدي إلى وجود احتمالية كبيرة بأن تكون عملية التعليم سطحية جدًا. ويُحتمل أيضًا أن يكون الطلاب يتناقلون محتوى غير صحيح عن المادة الدراسية.

تُناقض الأدلة والمستندات التي تؤيد تعلّم الطلاب من بعضهم بعضًا كل ما سبق من المخاوف حول مفهوم التعلم من الأقران. تُعتبر عملية التعلم بالنسبة للطلاب عملية بديهية مبنية على الفهم وليس الشرح المفصّل، فعندما يريد الطالب أن يسأل سؤالاً مُتعلقًا بالمادة الدراسية فمن تعتقد أنه سيسأل أولًا؟ إنه حتمًا سيسأل أصدقاءه ولن يسأل معلمه، يجيب الأصدقاء على أسئلة بعضهم بعضًا ويقدمون المشورة، ومعلومات إضافية حول الموضوع، وربما يقدمون آراءهم الخاصة أيضًا. تعني هذه العملية الديناميكية أن الطلاب يتعلمون من بعضهم بعضًا بشكلٍ دائم.


بناءً على ما سبق، يجب علينا أن نفهم أن عملية التعلّم من الأقران لا يمكن منعها أبدًا ولكن يمكن تقويمها. فلمَ يتجه الطلاب إلى التعلم من أقرانهم إذا كانت توجيهات المعلمين واضحة؟ لأن الطلاب، وخاصةً المبتدئين، يجدون لغة أقرانهم مفهومة وموازية لمستوى لغتهم. يرجع السبب وراء ذلك لعدم كونها لغة أكاديمية ضليعة، بل تعتبر لغة سلسة ومنطقية، وقد تساعدهم كمبتدئين في تأسيس أنفسهم لفهم اللغة فهمًا أعمق. تعتبر هذه الخاصية التي تتعلق بالسلاسة اللغوية الميزة الأولى للتعلم من الأقران، ولا يمكننا قول هذا عن اللغة التي يستخدمها الأكاديميون.

تتشكّل الميزة الثانية للتعلم من الأقران عبر الخبرات السابقة التي يتم ذكرها أثناء تعلّم الدرس، حيث تصاحب خبرات التعليم الجديدة ذكريات تعليمية سابقة للطلاب أدّت إلى فهم هذه الخبرات الجديدة. تتضمن هذه الذكريات السابقة الأمثلة المُوضِحة للدرس والمشاكل التي واجهت الطلاب أثناء الدرس وبعض الصفحات من الكتاب التي شرحت الدرس شرحًا وافيًا والطريقة التي تحدّث بها الطلاب عن هذا الدرس.

تكون ذاكرة الأستاذ غير واعية بهذه الذكريات عندما يعلّم الطلاب شيئًا قد تعلمه قبل عشرين سنة لبعد الفترة الزمنية. فعندما يرى الأستاذ أن الطالب لم يفهم الدرس فإنه يقول له بتعجب “إنه بسيط!”، ولكنه ليس بسيطاً في الحقيقة بالنسبة للطالب. يأتي طالب آخر من أقران الطالب الذي لم يفهم فيتعاطف معه ويشرح له الدرس بطريقةٍ أبسط لم تكن لتخطر على بال الأستاذ، لأنها متعلقة بالذكريات التي يتذكرها الطلاب سويًا ولا يتذكرها المعلم.



ما الذي يميّز مفهوم التعلم من الأقران؟


خاصية شعور الطلاب بالأمان فيما بينهم. يشعر الطلاب بالأمان فيما بينهم لأنهم متساوين في العلم وزملاء في الدراسة، يختلف هذا الشعور عن شعورهم مع المعلمين لأن لديهم علم أكثر من علمهم مما يجعلهم يهابون الحديث معهم. لا يرغب الطلاب بأن يبدوا أغبياء أو متوترين أو غير قادرين على الفهم أمام معلميهم، إضافةً إلى ذلك، فهم لا يرغبون أن يتذكرهم الأستاذ بهذا المنظر السيئ عندما يوزع الدرجات. ولهذا السبب، فإن الطلاب يفضّلون الذهاب إلى أقرانهم للسؤال عن الكثير من الأمور، حتى وإن لم يعرف أقرانهم الإجابة الصحيحة فإنهم على الأقل لن يبدوا أغبياء بنظرهم ولن تؤثر هذه الأسئلة السخيفة بنظرهم على تحصيلهم العلمي.

واستنادًا على كل ما سبق من المزايا، يمكننا القول بأن الأقران في غرفة الصف يمثلون قدرات تدريسية قد لا تتوفر عند المعلمين أنفسهم. وبغض النظر عن هذا، ماذا لو علّم الطالب طالبًا آخر معلومات خاطئة؟ يضطرنا هذا السؤال إلى توعية المعلّمين والطلاب بأهمية رؤية الأخطاء بشكلٍ مختلف. فيجب ألّا نتوقع من الطالب أن يجيب الإجابة الصحيحة بشكلٍ مباشر، بل يجب أن نرى الأخطاء كفرص للتعلم لأنها تجعل عملية التعلم أقوى. هذه الأخطاء قد تكلف الفرد الكثير من العواقب، ولكنها لن تكون مكلفة خلال الحياة الجامعية بنفس القدر الذي ستكون عليه خلال الحياة ما بعد الجامعية وخلال العمل. فيجب أن يتكفل المعلم أثناء الدرس بالتأكد بأن أخطاء الطلاب قد قادتهم لتعلم المعلومة بشكلها الصحيح.

وختامًا، يعتبر التعلم من الأقران إستراتيجية تعليمية متطورة، وأحد أهم النُهُج المتاحة للمعلمين. لا أحد يدعو أن يحل التعلم من الأقران محل التعلم من الأستاذ، لأن الطلاب وبلا شك يحتاجون للمعلمين الذين يحتاجون للقيام بدورهم التدريسي أيضًا، سيكون التعلم من الأقران فعّالاً عندما يكون الهدف منه واضحًا، ويُخطط له بعناية، ويتم تقييمه بعد تنفيذه، وبالإضافة إلى ذلك، هناك عدة عوامل قد تخلق السياق الذي يتشكّل خلاله مفهوم التعلم من الأقران.


تتضمن هذه العوامل كيفية توزيع المعلمين للمهام بين الطلاب، ومعايير تقييمهم وهيكلتهم للنشاطات. وبالإضافة لما سبق، تحدد هذه العوامل محتوى التعلم وكيفية التعلم على حدٍ سواء. وبناءً على ذلك، فإن مهمة تصميم وإدارة الخبرات التعليمية يجب ألّا تكون مهمة تسبب القلق للمعلمين، بيد أن ذلك يتطلب خبرة تدريسية طويلة وعلى مستوى عالٍ من الحرفية.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

المواضيع المتميزة

احدث المقالات

الاكثر اعجابا