من الصعب أن نكون مثاليين في عالم غير مثالي، كثيرون مَن يدَّعون الكمال، وأنّهم مثالاً يُحتذى به في كافة صفات الكمال، إلّا أنهم سرعان ما يقعون في فخ الأخطاء البشرية المتكرّرة، ولا يجدون سبباً لتفسير ما حصل معهم، سوى أنّهم بشر وليسوا ملائكة.
دوافع الشخص المثالي:
علينا أن نحلّل دوافعنا، لمعرفة سبب التفكير في كيفية أن نكون مثاليين، علينا أن نعرف أنه من الممكن أن نكون مميزين وأفضل من غيرنا وأن نكون مثاليين في مجال معيّن، أمّا أن نكون مثاليين في كافة نواحي الحياة، فهذ أمر مستحيل، كما وعلينا معرفة مصدر الدوافع التي داخلنا، هل هي دوافع حقيقية أم أنّها مجرد استجابة لتوقعات الآخرين، إذا كنّا نحاول أن نكون مثاليين لوجود آخرين يتوقعون منّا ذلك، فنحن نعاني من نقص وعلينا أن نمسك زمام الأمور، فربّما يكون هذا الشعور قناعاً يُخفي شعورنا بعدم الأمان، لأننا نشعر بأننا بدون كفاءة، ونفرّط وقتها بالتعويض.
علينا أن نقوم ببناء ثقتنا بأنفسنا من خلال وضع أهداف واقعية، والتركيز على الأمور الأكثر أهمية، وعلينا أن نعدّل أولوياتنا لتوفير الوقت اللازم ﻷداء المهمة وصولاً إلى التميّز، كما وعلينا أن نميز بين التميّز والكمال، وأن لا ننتقد الأداء الذي نقوم به عندما لا يرقى إلى مستوى الكمال، وعلينا بالتفريق بين مسبّبات القلق والمخاوف غير المنطقية ومعالجتها، حتى نصبح مثاليين علينا أن نتحلّى بالحكمة والصبر والثقافة الواسعة والإيجابية والخبرة.
المصدر
الثقة والاعتزاز بالنفس، إبراهيم الفقي.قوة التفكير، إبراهيم الفقي.مفاتيح النجاح العشرة، إبراهيم الفقي.