لا تستخف بمهمة إتقان الكتابة، فكما قال الروائي الأمريكي "إرنست همنغواي" (Ernest Hemingway)": "استسهال الكتابة يصعِّب قراءتها".
نصائح لتصميم محتوى التدريب:
تنطبق نصائح الكتابة التالية على أيِّ نوع من المواد التدريبية مثل: النصوص المطبوعة والنص السردي لدورة تدريبية عبر الإنترنت، والعروض التقديمية وغيرها الكثير.
1. اعرف جمهورك متدربين كانوا أم متعلمين:
تبدأ عملية كتابة المواد التدريبية والإحاطة بها بمعرفة جمهورك، فتعرَّف إلى الأسلوب الحواري لدى المتعلمين وقدراتهم على القراءة وثقافتهم ومقدار الوقت المتاح للتدريب واهتماماتهم وغيرها.
2. اكتب مواد تخص جمهورك المتدرب:
بعد أن تتعرف إلى المتعلمين، راعِ احتياجاتهم وخصائصهم التعليمية خلال عملية الكتابة الموجهة إليهم.
3. وجِّه ما تكتبه إلى جمهورك المتدرب:
استخدم صيغة المخاطب عند التوجه لجمهورك من المتعلمين، وتجنَّب استخدام ضمير الغائب، ولا تتجاهل الجمهور الذي تأمل في تدريبه عبر مجرد الكتابة عن عمليات العمل أو الآلات.
4. استخدِم اللغة المحكية في التدريب:
اكتب بالطريقة نفسها التي يتحدث بها جمهورك، حيث يقع الكثير من الناس في مطب استخدام أسلوب رسمي مصطنع عند كتابة المواد التدريبية، متجاهلين الصعوبة التي قد يواجهها الجمهور في قراءتها؛ لذا عليك تجنُّب ذلك، واعلم أنَّ استخدام اللغة المحكية لا يعني إدراج المصطلحات السوقية أو المسيئة.
5. أخبِر القصص لتحقيق تدريب أفضل:
ينجذب الناس دائماً إلى القصص ويتذكرونها؛ لذا لا تكتفِ بإخبار الشخص عن موضوع ما، بل اروِ له قصةً يتفاعل معها، حيث تساعد القصص أيضاً في إلهام المتعلمين لتطبيق ما تعلَّموه بعد انتهاء التدريب.
6. صمِّم سيناريوهات تذكُر فيها شخصيات معيَّنة:
يبدي الأشخاص اهتمامهم بالأمور التي تحدث لهم أو لغيرهم، فضع تجربة التعلم ضمن سيناريو تواجهه الفئة المستهدفة في موقف معتاد.
7. استخدِم كلمات بسيطة بدلاً من الكلمات المنمَّقة:
لمَ قد تستخدم كلمات معقَّدة إن كانت الكلمات البسيطة الأكثر شيوعاً تفي بالغرض؟ على سبيل المثال: اكتب "شراء" بدلاً من "ابتياع" و "شخص" بدلاً من "فرد".
8. استخدِم جُملاً قصيرةً وبسيطةً:
قد تربك الجُمل الطويلة القارئ، خاصة إذا كانت بنية الجُملة معقدةً؛ لذا من الأفضل استخدام جُمل قصيرة وبسيطة.
9. اجعل فترة التدريب قصيرةً:
توجد حدود لقدرة الأشخاص على الانتباه وكمِّ المعلومات التي يمكِنهم استيعابها، والمقدار الذي يمكِنهم تذكُّره في أثناء التدريب. اكتب فقط عن الأمور الهامة التي يحتاج المتعلمون إلى معرفتها، ولا تُضِف المزيد من المواد لمجرد أنَّك تظنها جديرةً بالاهتمام، وتذكَّر أنَّ عليك التركيز في جميع ما تكتبه على هدف التعلم، واعلم أنَّ التدريب يكون أكثر فائدةً عندما تُركِّز على لبِّ الموضوع من الإطالة.
10. قسِّم المحتوى إلى أجزاء صغيرة:
قسِّم المحتوى إلى أجزاء أو فقرات أصغر، فمعظم الناس لا يمكِنهم الاحتفاظ إلا بـ 4-7 أجزاء فقط من المعلومات في ذاكرتهم قصيرة الأمد دون نسيانها.
11. نسِّق الفقرات بصرياً لتسهيل القراءة:
يتضمن جهاز الحاسوب الخاص بك الكثير من الأدوات لتنسيق المعلومات الموضوعة ضمن فقرات صغيرة، فلا تبخل في استخدامها، وأضف رؤوس الصفحات وتذييلاتها لشرح المعلومات الموجودة ضمن كل فقرة واجعلها بخط عريض، واستخدِم التعداد النقطي والجداول لتقسيم المعلومات بحيث يسهُل فحصها وفهمها بسرعة، وضَعْ المعلومات في بُنىً متوازية.
12. اكتب بما يتناسب مع مستوى القارئ الثقافي:
يمتلك الشخص مستوى قراءة يتناسب مع مستوى ذكاء طالب في الصف السابع أو الثامن تقريباً، لذلك يجب ألا تتجاوز كتاباتك هذا المستوى أيضاً بصورة عامة، أما إن كنتَ تكتب مواد تخصصية للأطباء والمحامين والمهندسين مثلاً، فارفع من مستوى الكتابة، وإن كنتَ تُوجه كتاباتك لأشخاص بلغة ليست لغتهم الأم، فاكتب بمستوىً أدنى، حيث تحتوي معظم معالجات النصوص، بما في ذلك "مايكروسوفت وورد" (Microsoft Word)، على أداة لتحليل قابلية قراءة المواد الخاصة بك.
13. لا تشرح الأشياء التي يعرفها المتدربون مسبقاً:
لا تُهن جمهورك أو تضجره أو تُنفِّره بالحديث عن أشياء يعرفونها مسبقاً، فعلى سبيل المثال: إن كان هدفك هو تدريبهم على كيفية تحضير طبق يحتوي على الدجاج، فلا تشرح لهم ما هو الدجاج.
14. لا تشرح أشياء لا يحتاج المتدربون معرفتها:
لا تتحدث عن أيَّة معلومات ما لم تكن ضروريةً، فعلى سبيل المثال: إذا كنتَ تُدرِّب المتعلمين على إعداد طبق معروف، فلا ينبغي أن يبدأ تدريبك بحديث مدته 15 دقيقة تشرح فيه أصل هذا الطبق؛ فهم فقط بحاجة إلى معرفة كيفية إعداده، وليس مطلوباً منهم كتابة أطروحة دكتوراه حول دوره في المجتمع أو تطوُّره عبر التاريخ.
15. تجنَّب استعمال المفردات الاصطلاحية قدر الإمكان:
لكل مجال لغته المتخصصة أو ما يُعرف باللغة الاصطلاحية، حيث تكون المفردات الاصطلاحية نوعاً مفيداً من الاختصار أو الرموز التي يفهمها الخبراء؛ لكن لا يستوعبها سوى الخبراء عادةً؛ لذا من الأفضل تجنُّب استخدامها ضمن تدريبك.
16. عرِّف المفردات الاصطلاحية إن كنتَ مضطراً لاستخدامها:
إذا كان من الضروري استخدام المصطلحات، فاحرص على أن تشرحها للمتعلمين.
17. استخدِم صيغة المبني للمعلوم:
تميل الجُمل المبنية للمعلوم إلى أن تكون أقصر وأقل إرباكاً للقارئ، في حين تكون الجُمل المبنية للمجهول أطول وأكثر إرباكاً؛ لذا اجعل حديثك معلوماً يا صديقي.
18. استخدِم الأفعال التامة القوية:
تجنَّب استخدام الأفعال الناقصة مثل: كان وأصبح لأنَّها حشو لا داعي له، واستخدِم الأفعال التامة القوية.
19. استخدِم بعض الفكاهة فلا بأس بذلك:
يساعدك استخدام شيء من الفكاهة، فلا تخشَ إلقاء بعض النكات، لكن بشرط ألا تتمادى فيها وتستغل مادتك كفرصة لعرض مواهبك الكوميدية، لأنَّ وظيفتك هنا هي كتابة مادة تدريبية، فلا تحِد عن ذلك. من المعروف للجميع أنَّه من المحظور استخدام الدعابة المسيئة التي تهين الأشخاص أو تحطُّ من قدرهم أو تسيء إليهم أو تنتقدهم.
20. استخدِم المصطلحات ذاتها على مدار التدريب:
إذا عرَّفتَ شيئاً ما على أنَّه "تطبيق مصغر" في مقدمة حديثك، فاستمِر في تسميته بالاسم نفسه في النص بأكمله، ولا تستخدم كلمةً غريبةً فجأة في قسم لاحق لمجرد إضفاء الحيوية على النص.
21. كن حذراً في استخدام الضمائر:
عندما تشير إلى اسم باسمه - كثلاجة على سبيل المثال - يعرف الجميع ما تتحدث عنه، لكن إذا بدأتَ في استخدام الضمائر مثل: هاء الغائب بدلاً من ذلك، فقد تربك الناس، وتصبح الأمور أكثر إرباكاً إذا لم يتمكن المتعلمون من معرفة ما إن كانت هاء الغائب تشير إلى ثلاجة أو محمصة خبز سبق وذكرتها أيضاً، فحاوِل التقليل من استخدامك للضمائر، واحرِص على تجنُّب الالتباس عند استخدامها.
22. لا تدع الخبير المختص يكتب عنك:
الخبراء المختصون أشخاص أذكياء، وهم خبراء متحمسون للموضوع الذي يناقشونه، مما يجعلهم عُرضةً لانتهاك العديد من القواعد التي ناقشناها للتو حتى لو كانوا كتَّاباً ماهرين، وأحياناً لا يتقنون أسلوب الكتابة الجيدة. وفيما يلي بعض النصائح الإضافية حول العمل مع خبراء مختصين.
23. أجرِ تدقيقاً لغوياً لمرات عدَّة:
راجِع دائماً المواد الخاصة بك لمرات عدَّة، فاقرأها بصوت مسموع لنفسك، مما يساعدك على تلافي أي أخطاء، ولا تعتمد على المدقق الإملائي فقط، ولكن استخدِمه أيضاً.
24. اقرأها بصوت جهوري لنفسك:
رغم أنَّنا قد ذكرنا هذه النقطة في النصيحة السابقة، ولكن يجدر ذِكرها مجدداً، وذلك حرصاً على أن يراها جميع من غفل عنها سابقاً.
25. اطلب من شخص آخر مراجعة ما كتبتَه:
يستفيد حتى أفضل الكُتَّاب من وجود شخص آخر يقرأ نصوصهم للإشارة إلى ما هو غير مرغوب فيه أو مُحيِّر، فيجب أن يهدف اتباع القواعد المذكورة أعلاه إلى كتابة مواد تدريبية، وكلما تعلَّمتَ أكثر، تحسَّن أداؤك.