الانطباعات الأولى هامة، وخاصة في اليوم الأول للمدرسة حين تكون مشاعر الطلاب مختلطة، وعلى الرغم من أنَّ الأمر يختلف من طفل إلى آخر لكنَّ معظمهم يشعرون بالتوتر بشأن بدء العام الدراسي، وتلك ليست علامة سيئة بالضرورة فالشعور ببعض القلق أمر طبيعي وصحي، لكن على المعلِّمين أن يحرصوا على إعداد صفوف دراسية آمنة يشعر فيها الطلاب بالترحيب في يومهم الأول في المدرسة.
ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المعلِّم والمدوِّن "تشاد دونهيو" (Chad Donohue) والذي يُحدِّثنا فيه عن أساليب الترحيب بالتلاميذ في بداية العام الدراسي.
كيفية الترحيب بالطلاب في بداية العام الدراسي:
1. توزيع التلاميذ على المقاعد قبل بدء الدوام:
تعلمتُ هذه الاستراتيجية بعد ارتكاب خطأ عدم استخدامها؛ حيث اعتقدتُ حينها أنَّني أطبِّق طريقة عصرية، ودعوت الطلاب إلى "الجلوس حيثما يريدون" في اليوم الأول من المدرسة، لكنَّني لاحظت أكثر من طالب يتعرَّض للإحراج لأنَّه حاول الجلوس في مقعد حجزه طلاب آخرون لأصدقائهم، فأدى استهتاري إلى شعور بعض الطلاب بأنَّهم غير مرحَّب بهم، ولتجنُّب ذلك يمكنك توزيع التلاميذ على المقاعد قبل بداية العام الدراسي، وذلك أمر سهل بالنسبة إلى جميع المستويات الدراسية.
ببساطة رقِّم المقاعد وأعطِ لكل طالب رقماً في أثناء دخوله الصف في اليوم الأول، ويمكنك إجراء تعديلات لاحقاً إذا دعت الحاجة لذلك.
2. مناداة التلاميذ بأسمائهم منذ اليوم الأول:
ابدأ بمناداة التلاميذ بأسمائهم منذ اليوم الأول، ولتسهيل ذلك يستطيع الطلاب صنع بطاقات ورقية صغيرة يكتبون عليها أسماءهم بخط عريض ويضعونها أمامهم على مقاعدهم؛ حيث يسمح لك ذلك باستخدام أسمائهم لمناداتهم منذ البداية، مما يُشعِرهم بالألفة في الصف؛ وذلك لأنَّنا ننادي للأشخاص الذين نعرفهم ويعرفوننا بالاسم.
3. مشاركة قصتك والتعريف عن نفسك:
أخبر طلابك لماذا قررت أن تصبح معلِّماً، فبعد سنوات من العمل في هذه المهنة يصبح من السهل نسيان أسباب اختيارنا لها، لكنَّ مشاركة قصتنا مع الأطفال تساعدهم على التعرف إلينا، ويذكِّرنا أيضاً بسبب اختيارنا لهذه المهنة، وبغض النظر كم تبدو لك تلك القصة قديمة، لكنَّها جديدة تماماً لتلاميذك الجدد.
4. بدء اليوم الأول بداية مميزة:
في العام الماضي اشتريت مجموعة من الأموال المزيفة، وفي اليوم الأول من المدرسة أعطيت كل طالب ورقة نقدية بقيمة 5 دولارات منها، وأخبرتهم أنَّني كنت أستثمر فيهم، وقلت لهم إذا استطاعوا أن يحتفظوا بالورقة النقدية المزيفة حتى آخر يوم من المدرسة فيمكنهم استبدالها بجائزة، فشجَّعهم ذلك على تحمُّل مسؤولية الأشياء التي تُعطَى لهم، وكانت قصة ممتعة وغريبة ليرووها لعائلاتهم في المنزل.
بعد تسعة أشهر، كان لا يزال 90% من طلابي يملكون تلك النقود عند انتهاء العام الدراسي، فأحضرت صندوقاً كبيراً من الهدايا تمكَّن الطلاب من صرف نقودهم مقابلها، وسألتهم كيف تمكَّنوا من تفادي فقدان قطعة الورق الصغيرة تلك، فشاركوا معي بحماسة استراتيجياتهم مثل إخفائها في صندوق أغراضهم السري أو وضعها داخل غطاء هواتفهم المحمولة، وبالطبع أعطيت هدايا لأولئك الذين فقدوا أوراقهم النقدية المزيفة أيضاً؛ وهكذا عَلت الابتسامات وجوههم في اليوم الأخير للعام الدراسي.
5. توفير الأدوات التي قد يحتاج إليها تلاميذك:
إضافة إلى إعطاء الطلاب تذكارات رمزية ليحتفظوا بها، أنصح بتوزيع أقلام الرصاص على مدار العام، فأنا أبدأ العام بشراء حوالي 400 قلم رصاص وأضع 20 قلماً منها في علبة تحمل ملصقاً أكتب عليه: "هل تحتاج قلماً؟ إذاً خذ واحداً"، وهكذا لا يشعر طلابي بالتوتر إذا نسي أحدهم قلمه، ولا يقلقون أبداً من جذب الانتباه السلبي لأخطائهم.
حتى الطفل الذي ينسى قلمه أو يفقده كثيراً مُرحب به ليأخذ واحداً مني كلما احتاج؛ ولا يعني أنَّني لا أساعد الطلاب على تعلُّم كيفية الإشراف على حاجياتهم إشرافاً أفضل، لكنَّني ملتزم بالقضاء على أي شكل من أشكال الإحراج أو الإحباط المرتبطان بنسيان الأطفال لحاجاتهم أو فقدانهم لها؛ وحتى إذا كان الطالب مستهتراً، كأن يكسر قلمه أو يرميه على الأرض بلا مبالاة، حينها أطلب بهدوء التحدث معه بعد الدرس، ثم أحاول العمل معه للعثور على حلول لسلوكه.
6. التركيز على الأمور المسموحة للتلاميذ عوضاً عن الأمور الممنوعة:
حين يتعلق الأمر بوضع قواعد للصف، يكون استخدام النبرة الإيجابية مفيداً؛ على سبيل المثال، قد يكون من الشائع وجود لافتة في الصف تقول "ممنوع مضغ العلكة"، لكن عوضاً عن ذلك، استبدلها بلافتة تقول "مسموح مضغ حلوى النعناع" أو عوضاً عن "شرب المشروبات الغازية ممنوع" جرِّب أن تكتب "شرب الماء مسموح".
7. قطع وعد على التلاميذ ببذل كامل جهدك:
من المعتاد أن نطلب من التلاميذ بذل جهدهم والتصرف على أفضل نحو وتقدير أهمية التعلُّم واحترام ذاتهم، لكن يستطيع المدرسون أيضاً في الصفوف الدراسية الذي يعمُّها الود والترحيب أن يَعِدوا أيضاً طلابهم ببذل كامل جهدهم؛ وقد تقول ببساطة: "سأعمل بجد لأجلكم وسأشجعكم على التعلم، وسأبذل كل جهدي وأطلب منكم بذل كامل جهدكم".
8. إرسال الأوراق الهامة إلى منزل الطلاب:
يُرسل المعلِّم الجيد إلى الطلاب حزمة ترحيب تحتوي غالباً على رسالة ونسخة عن البرنامج الدراسي وجدول للفعاليات والنشاطات خلال العام المدرسي وقائمة باللوازم التي سيحتاجون إليها، وحاول إضافة عنصر مميز إلى حزمة الترحيب التي سترسلها هذا العام، على سبيل المثال، يمكنك التواصل مع الشركات المحلية للحصول على قسائم شراء أو تذاكر أفلام مجانية أو صفقات أخرى لتضيفها إلى الحزمة، وسيتعاونون معك غالباً، خاصة حين يعلمون أنَّك ستمنحها للعائلات في المجتمع المحلي، كما قد تحتوي المكتبة العامة المحلية أيضاً على بعض الأشياء المناسبة لتضمينها في الحزمة.
9. التواصل مع الأهالي في نهاية اليوم:
يجب أن يتيح لك استخدام نظام إدارة التعلُّم عبر الإنترنت مثل دفتر الدرجات وجدول الحضور والبريد الإلكتروني وغيرها إرسال رسالة بريد إلكتروني لكل فصل دراسي مع ملاحظة مخصصة عن اليوم الأول من المدرسة، فإذا كنت تدوِّن ملاحظات خلال اليوم يمكنك مشاركة ملاحظات إيجابية محددة ضمن رسالتك، وسيقدِّر الأهالي ذلك ويعدُّونها علامة على أنَّك معلم جيد؛ إضافة إلى ذلك يمكنك إضافة طلبات مثل "اسأل طفلك عن ورقته النقدية المزيفة"، أو تعليقات مثل "يتمتع طلاب هذا الفصل بروح الدعابة"، يمكنك أيضاً أن تطلب من الأهالي إلقاء نظرة على حزمة الترحيب وتوقيع ما يتطلب ذلك وتذكير أطفالهم بإحضارها معهم إلى المدرسة في اليوم التالي؛ حيث يحدد التواصل مع الأهالي في نهاية اليوم الأول أسلوبك في التعامل منذ البداية ويؤكد قيمة التواصل بالنسبة إليك، وبهذا سيثق الأهالي بسرعة أنَّ أطفالهم بين أيدي معلم يعمل بضمير، ويهتم ويشعر بالحماسة لبدء المدرسة كما العائلات.
أنشطة اليوم الأول في المدرسة:
من الضروري أن يقوم معلم الصف بجعل اليوم الأول في المدرسة يوماً مميزاً للطلاب، من خلال إشعارهم بالراحة والرغبة، وأنَّ المدرسة هي بيتهم الثاني، لذا هناك مجموعة من الأنشطة التي يُمكن لمعلم الصف القيام بها، مثل:
- تزيين قاعات الصفوف: يُعد تزيين قاعات الصفوف فكرة رائع؛ لجذب الطالب وتحفيزه في اليوم المدرسي الأول.
- الترحيب بالطلاب: يُعد ترحيب المعلم بطلابه من أهم النشاطات في اليوم المدرسي الأول، وحبذا لو يقوم بإلقاء كلمة ترحيبية عليهم، مما يجعل يومهم المدرسي الأول مميزاً ومشوقاً.
- التعريف عن النفس: أن يُعرِّف المعلم عن نفسه، ويُخبرهم عن اسمه واختصاصه، وما هي المادة التي سيُدرّسهم إياها ويعِدهم بتبسيطها قدر الإمكان، ويطلب من كل طالب التعريف عن نفسه وعن هواياته وميوله، والقيام بمناداة كل طالب باسمه على الفور، لإضفاء جوٍّ من الألفة.
- قصص طريفة: أحد الأفكار الجيدة في اليوم المدرسي الأول، أن يطلب المعلم من طلابه سرد قصصٍ طريفةٍ ومُضحكةٍ حصلت معهم، وذلك من شأنه إضفاء جوٍّ من المرح والمتعة، وتخليص الطلاب من قلقهم ومخاوفهم.
- مراجعة أكاديمية بسيطة: أن يبدأ المعلم اليوم المدرسي الأول بمراجعة أكاديمية سهلة وبسيطة، بحيث يتمكن الطالب من المشاركة والإجابة عنها، ويقوم بالمدح والثناء على ذكائه، مما يُعزز ثقته بنفسه، ويجعله يتشوق للمزيد من الاختبارات.
- سؤال الطلاب: "ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟": بعد أن يتعرف المعلم على الطلاب، يطرح على كل واحد منهم السؤال: "ماذا تريد أن تصبح عندما تكبر؟"، ويطلب منهم كتابة الإجابة على ورقة مع ذكر أسمائهم، والاحتفاظ بها لآخر العام، وإعادة قراءتها آخر العام، سيندهش الطلاب حينها من الفرق بين ما كانوا يُريدونه في اليوم الأول من المدرسة، وبين ما يُريدونه آخر العام، وذلك بعد تنمية مداركهم وآفاقهم من المعلم والمدرسة.
- التقاط الصور مع الطلاب: يُعد نشاط التقاط الصور مع الطلاب، فكرة جيدة تساهم في خلق جوٍّ من الراحة والألفة بين الطالب والمعلم، كما يُمكن لمعلم الصف طباعة الصور واستخدامها في تزيين جدران الصف.
- كتابة المشاعر: يطلب المعلم من طلابه كتابة انطباعاتهم ومشاعرهم خلال اليوم الأول من المدرسة، على ورقة من دون ذكر أسمائهم، ثم يقوم بتجميع الورق وخلطها، وقراءتها على مسمع الطلاب، مما يجعلهم يلاحظون أنَّهم يتبادلون نفس المشاعر والأحاسيس والقلق، ومن ثم يقوم المعلم بطمأنتهم وإخبارهم أنَّه ما من داعٍ للخوف أو القلق، وأنَّهم على العكس من ذلك مُقبلين على عامٍ دراسيٍّ سعيدٍ ومشوّق.
- وجبات لذيذة: من الأفكار الجيدة في اليوم المدرسي الأول هو مشاركة المعلم وجبة لذيذة في مطعم المدرسة مع الطلاب، إذ يكسر هذا النشاط الحواجز النفسية بين الطلاب والمعلم وبينهم وبين زملائهم، ويُشعرهم بأنَّ المعلم ليس شخصاً غريباً.
سنتكلم أيضاً عن استقبال الطلاب في أول يوم مدرسي في الروضة، والمدرسة الابتدائية، والإعدادية، والثانوية:
1. استقبال الاطفال اول يوم في الروضة:
يتم استقبال الأطفال في الروضة بالخطوات التالية:
- تشغيل أغاني وأناشيد الأطفال المرحة، بصوت مرتفع، ليكون مسموعاً في أرجاء الروضة.
- إحدى الأفكار الجيدة هي وجود أشخاص يتقمصون شخصيات كرتونية محببة للأطفال ويقومون باستقبالهم من الباب.
- استعداد جميع معلمات الروضة لاستقبال الأطفال بابتسامة.
- أهم خطوة هي القيام بتوزيع هدايا ترحيبية للأطفال، عند دخولهم من الباب.
- تعريف الأطفال ببعضهم، وتشجيعهم على اللعب سويةً.
- أن تقوم إحدى المعلمات بالرسم على وجوه الأطفال، كأن ترسم للفتيات فراشات وزهور، وللأولاد نجوم أو أرنب، ولا ننسى هنا استخدام ألوان خاصة ببشرة الطفل.
كيفية التعامل مع الطفل في أول يوم في الروضة:
عادةً ما يدخل الطفل الروضة من عمر 3 إلى 5 سنوات، ويُعد التعامل مع الطفل في أول يوم في الروضة، من أصعب المهام وأكثرها حساسية ودقة، إذ غالباً ما تكون الروضة هي أول تجربة لانفصال الطفل عن أمه، مما يُشكل له مشاعر قلق وخوف، قد تصل لحالات من البكاء الهستيري عند بعض الأطفال، لذا لا بد من أن يكون كادر الروضة من الأخصائيين التربويين والنفسيين في مجال رياض الأطفال، وهناك مجموعة من النقاط الهامة التي يجب أن تُراعيها المعلمة أو مقدمة الرعاية في الروضة، مثل:
- استقبال المعلمة الطفل دائماً بالابتسامة والحضن والقبلات وحتى الهدايا، مع الحرص على مناداته باسمه.
- معاملة الطفل بكلّ لطف وحنان وصبر واستيعاب.
- تجنب العصبية والانفعال مع الطفل، واستعمال الألفاظ السيئة أمامه، مهما كان عنيداً أو مشاغباً، إذ يجب أن يكون أسلوب الحديث معه هادئاً، ونبرة الصوت منخفضة، حتى لا يشعر بالخوف ويكره الروضة.
- الإجابة على كل أسئلة الطفل دون تأفف، فالطفل في هذه المرحلة العمرية يستكشف ويسأل عن كل شيء.
- السماح له بالجلوس أينما يُريد في أول يوم، فلا نفرض عليه شيئاً في هذا اليوم.
- السماح للأم بالبقاء مع الطفل في أول يوم، في حال تمسّك بها ورفض تركها.
- أن تكون الفترة الأولى في الروضة عبارة عن نشاطات حرة، وحفلات، وألعاب، حتى يعتاد الطفل المكان ويشعر بالألفة.
- العدل في التعامل مع الأطفال وعدم تمييز أحدهم عن الآخر، مع مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال.
- أن تحرص المعلمة على التشجيع المستمر للطفل، ومدحه عند تصرفه بشكل سليم.
- التحدث بشكل دائم مع الطفل والاستماع له ومحاولة فهم ما يشعر به، وما يُسبب له القلق.
- تجنب الانشغال عن الطفل، إذ يجب مراقبته ومتابعته طوال الوقت.
- تجنب الكذب على الطفل، لأنَّه يثق بمعلمته ثقة مطلقة، وستهتز هذه الثقة عند شعوره بأنَّ وعودها أو كلامها لم يُنفذ.
- اتباع مبدأ الثواب والعقاب، وذلك بمكافأة الطفل عند السلوك الحسن، ومعاقبته عند الخطأ، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ العقاب أو التوبيخ اللفظي أو البدني مرفوضين تماماً، والمسموح هو اتباع أساليب تربوية مدروسة للعقاب، كجلوسه على كرسي العقاب وحرمانه من اللعب، أو عدم محادثة المعلمة له معه لبعض الوقت.
2. كيفية التعامل مع الطلاب اول يوم في المدرسة الابتدائية:
يُعد اليوم المدرسي الأول في المرحلة الابتدائية من الأيام الهامة عند الطالب، والذي يكون بين 6 سنوات إلى 12 سنة، أي لا يزال في مرحلة الطفولة، إذ تنتابه مشاعر مختلطة من القلق والامتعاض؛ كونه رجع إلى المدرسة بعد عطلة الصيف الطويلة المليئة باللعب واللهو والكسل، وكون هذا اليوم مرحلة جديدة له في صف جديد، وأمام معلم مختلف وربما أصدقاء مختلفين!
لذا يقع على عاتق إدارة المدرسة الابتدائية ومعلميها، التنبه لأهمية هذا اليوم وحساسيته، والتعامل معه بدرجة عالية من الذكاء والمهنية التربوية، حيث أنَّ:
- للمعلم الدور الحاسم في هذا اليوم؛ فهو من يُحدد قبول الطالب للمدرسة أو نفوره منها، وذلك اعتماداً على أسلوبه وطريقة تعامله معه.
- يجب استقبال الطلاب بكل حفاوة، والترحيب بهم بعبارات تحفيزية مليئة بالمحبة.
- أن يكون المعلم هادئاً وبشوشاً، ويبدأ بالتعريف عن نفسه، ويُتيح لكل طالب التعريف عن نفسه وهواياته وحلمه مستقبلاً.
- التعامل معهم باحترام واستيعاب وحنان، وتجنب العصبية والأسلوب الفظ والحاد، فلا يزال الطالب في هذه المرحلة العمرية مرتبطاً بأهله، وقد تنتابه رغبة بالبكاء في اليوم الأول، وهنا يجب أن يكون المعلم متفهماً وصبوراً، ويستوعب قلق الطالب واضطرابه.
- من الضروري أن يتقصد المعلم إشعار الطلاب بالأمان، وتخليصهم من مشاعر القلق التي تنتابهم، وذلك من خلال التودد إليهم وإضفاء جو من المرح والدعابة.
- أن يتفق المعلم مع الطلاب على قواعد التعامل، وما هو مسموح وما هو ممنوع في الصف، وأنَّه سيكون حازماً عند الخطأ.
- ينصح بحفظ أسماء الطلاب من اليوم الأول ومناداتهم بها، لما للأمر من تأثير إيجابي على نفسيتهم، وإشعارهم بالألفة وكسر الحواجز.
- أن يبتعد المعلم عن أخذ انطباعات خاطئة عن طالب ما، من زميل أو من معلم سابق له، بل يحاول أن يُكوِّن انطباعه عنه لوحده دون الاهتمام بآراء الآخرين، إذ قد يختلف الطالب هذه السنة عما قبلها، نتيجة وعيه أو خروجه من ظرف معين.
- عدم التمييز بين الطلاب، أو الاهتمام بالمتفوق وإهمال المقصر.
3. كيفية التعامل مع الطلاب اول يوم في المدرسة الاعدادية:
يدخل الطالب المدرسة الإعدادية من سن 13 إلى سن 15 سنة، وتعد هذه المرحلة العمرية بداية سن المراهقة، والتي تحتاج إلى معاملة خاصة، واحتواء واستيعاب، من خلال الخطوات الآتية:
- يستقبل المعلم الطلاب بكل ترحيب وتشجيع وبترديد الكلام الإيجابي.
- يُعرِّفهم عن نفسه، وعن المادة التي يُدرِّسها لهم، ويُتيح لهم التعريف عن أنفسهم.
- يُوضح لهم قوانينه، والمسموح والممنوع في الصف.
- يحتاج الطالب في هذه المرحلة العمرية للاحتواء والتعامل معه كصديق، لذا من المفيد أن يشرح المعلم لهم في أول يوم مدرسي، أنَّه سيكون صديقاً لهم، يستمع لهم ويساعدهم، وفي المقابل يطلب منهم الانضباط والالتزام والاحترام.
4. كيفية التعامل مع الطلاب أول يوم في المدرسة الثانوية:
تبدأ المدرسة الثانوية من سن 16 إلى سن 18 سنة، وهي امتداد لسن المراهقة، وتتميز بميل المراهق للاستقلالية، والحساسية المفرطة، والتمرد وإثبات الذات، وعدم القدرة على ضبط انفعالاته، لذا يحتاج لمعاملة خاصة من المعلم الذي يجب أن يحرص على أن يكون اللقاء الأول بهم، في اليوم المدرسي الأول إيجابياً وناجحاً، وذلك بمراعاة النقاط الآتية:
- أن يبدأ المعلم يومه المدرسي الأول مع طلاب المرحلة الثانوية، بكل محبة وإيجابية، وبعبارات ترحيب مُشجعة.
- يُعرِّف المعلم عن نفسه، وعن المادة التي يُدرِّسها، ويطلب من الطلاب التعرف عليهم، ومواهبهم ومقتطفات من حياتهم، ومحاولة حفظ أسمائهم ومناداتهم بها.
- أن يحرص المعلم على اتباع علاقة صداقة معهم، وليس علاقة أستاذ وطالب، ويبتعد عن الجمود والجدية، ويتبع الأسلوب الودي والمرِح والعفوي، مع الانتباه لعدم تجاوز الحدود من قبل الطلاب.
- أن يفتح باب النقاش مع الطلاب في أول لقاء، في مواضيع عامة وأمور حياتية، حتى يستشفَّ مستوى الوعي لديهم، ويتعرف إلى أنماط شخصياتهم، للتوصل إلى أفضل الطرق للتعامل مع كل واحد منهم.
- الاتفاق معهم على الاحترام المتبادل، وأنَّه مستعد للاستماع إليهم في أي وقت، والتناقش والتوصل إلى حلول لأي أمر يُسبب الضيق لهم.
- أهم نقطة يجب أن يتجنبها المعلم أثناء تعامله مع طلاب المرحلة الثانوية، هي عدم السخرية أو الاستهزاء بهم أمام زملائهم، لكون المراهق شديد الحساسية، ويمكن أن يُبالغ في ردات فعله.
- أن يتفق المعلم مع الطلاب على قواعد التعامل، وما هو مقبول وما هو مرفوض في الصف؛ كمنع الهواتف المحمولة، وأن يُحذرهم بالحزم والعقاب عند التطاول أو الخطأ.
- المناقشة مع الطلاب عن الأساليب التي يفضلونها في تلقي المعلومة، هل يحبون مثلاً أخذ بعض الحصص في الهواء الطلق؟ أو الخروج في رحلات علمية؟ أم مشاهدة الشروحات على أشرطة الفيديو؟
- إعطاء الطلاب نصائح عن تنظيم الوقت، وطريقة الدراسة الصحيحة، واتباع نمط حياة صحي والتأكيد على أهمية ممارسة الرياضة.
5. اليوم الأول في المدرسة للمعلم:
يُعد اليوم الأول للقاء المعلم بالطلاب، يوماً حاسماً في تكوين العلاقة بينهما، لذا يجب أن يتعامل المعلم مع هذا اليوم بمنتهى الجدية والاهتمام، ومن النصائح الهامة لإنجاح هذا اللقاء:
- دخول المعلم الصف بوجه بشوش، وابتسامة نابعة من القلب.
- إلقاء التحية بصوت مسموع، والسماح للطلاب بالجلوس.
- التعريف عن نفسه والتعرف إلى الطلاب.
- الانتباه لتوزيع نظره واهتمامه للجميع.
- إلقاء المعلم كلمة ترحيبية على مسامع طلابه؛ والتي هي أهم عنصر في هذا اللقاء، ويجب أن تفيض بالمحبة والإيجابية والتفاؤل والثقة.
كلمة ترحيب بالطلاب الجدد من المعلم:
"مرحباً بكم أصدقائي الطلاب، تقصدت أن أناديكم بأصدقائي؛ لأني أريد أن تجمعني بكم علاقة صداقة مبنية على الحب والاحترام المتبادل. أنا سعيد بوجودي معكم اليوم، وكوننا سنترافق طيلة هذا العام الدراسي، الذي أتمنى أن يكون عاماً سعيداً، ومليئاً بالفائدة والمتعة. وأعدكم أن أبذل قصارى جهدي في منحكم كل ما أملك من علم ومعرفة، وأريد منكم أن تعِدوني بالتعاون والاجتهاد والطموح وعدم التراخي! أنا متفائل بكم، وأرى فيكم الطبيب، والمهندس، والمعلم، والأديب، والفنان، والطيار، وواثق أنَّكم ستكونون عند حُسن ظني وظن آبائكم، وأنَّني سأفخر بكم مستقبلاً. أنا هنا لأجلكم، ولأجل أن نبني وطننا، ونغير معاً مجتمعنا نحو الأفضل".
عبارات عن الترحيب بالتلاميذ الجدد في بداية العام الدراسي:
تُعد عبارات الترحيب التي يُلقيها المعلم أو المدير؛ على مسامع الطلاب في اليوم المدرسي الأول، أو التي يقوم بكتابتها على بطاقات وتعليقها على الجدران، أو إلقائها على الإذاعة المدرسية، ذات تأثير إيجابي كبير في محو التوتر والقلق لدى الطلاب، وبث التفاؤل والسعادة فيهم، ودفعهم للاجتهاد في الدراسة، ومن الأمثلة على تلك العبارات:
- نحن نستقبل اليوم الأول من عامٍ دراسيٍّ جديد، بوجود طلاب مميزين مثلكم، فأهلاً بكم في بيتكم الثاني.
- إنَّ المدرسة فخورة باستقبال طلاب مثلكم، وكلنا ثقة أنَّكم ستكونون عند حُسن ظن آبائكم ومعلميكم.
- لقد تزيَّنت مدرستنا بكم، نتمنى لكم عاماً دراسياً ناجحاً ومتميزاً.
- لا يُمكن نيل النجاح بالتمني، بل بالمثابرة وبذل الجهود.
- لا تهملوا ممارسة الرياضة، فالعقل السليم في الجسم السليم.
- تذكروا دائماً أنَّ الإنسان لا يسمو بعلمه فقط، وإنَّما يسمو بعلمه وأخلاقه معاً.
- المدرسة بيتكم الثاني، لذا حافظوا على نظافتها كما تُحافظون على نظافة بيتكم.
- إن أردتم التفوق؛ عليكم تنظيم وقتكم بين المذاكرة والرياضة والقراءة والاطلاع.
- إنَّنا نستبشر بكم خيراً، ونتحرَّق شوقاً لنرى ما ستُقدمون.
- نحن على ثقة أنَّكم سترفعون اسم المدرسة عالياً، وستكونون إضافة مميزة نفحر بها.
- سنكون كالعائلة الواحدة، نتعاون سوياً ونحترم بعضنا ونُقاتل الجهل معاً.
- لن نبخل عليكم بشيء، سنمنحكم كل ما لدينا من العلوم والمعارف والترفيه.
- أنتم في أيدٍ أمينة، نجاحكم هو أولويتنا.
- طلابنا الأعزاء، لا تنسوا أنَّ الاجتهاد هو مفتاح كل نجاح.
الخاتمة، اليوم المدرسي الأول؛ هو الحكم!
لا يمكن التعامل مع اليوم المدرسي الأول باستخفاف، ويُخطئ المعلمون عندما لا يُولونه الاهتمام الكافي، فهذا اليوم هو الحكم بالنسبة للطالب، وهو اللقطة الأولى التي ستظل في ذاكرته، والتي يُكوِّن من خلالها نظرته عن المعلم وعن المدرسة ككل، وغالباً ما يتبنى شعوراً نهائياً تجاه هذا المعلم، فإما أن يُحبه أو أن ينفر منه، لذا يجب على المعلم التخطيط لهذا اليوم الهام، والتعامل معه بكلِّ حذرٍ وحكمة، واستثماره بالشكل الصحيح لكسب محبة وإعجاب واحترام الطالب.