تُعَدّ مشاعر التوتر التي تسبق إجراء مقابلة العمل مشاعر حقيقية، إذ إنَّ القلق، وقلة النوم، وحتى التغيّرات التي تصيب الشخصية قبل حدثٍ مهم كمقابلة العمل قد تؤثر بشكلٍ سلبيٍّ على أداءك في أثناء المقابلة إذا لم تسيطر عليها. في هذه المقالة نصائح عملية حول كيفية ضبط مشاعر التوتر التي يُحِسُّ بها الشخص في أثناء مقابلة العمل، والتعامل مع ما يُعرَف بمتلازمة المحتال حتى تتمكن من تقديم أداءٍ مميز في المقابلة.
إليك 23 نصيحة مهمة يجب عليك أن تتذكرها دائماً حينما تستعد لإجراء مقابلة عمل:
1- احتفظ بقائمة تتضمن جميع الأمور التي كنت مسؤولاً عنها في عملك السابق:
تحتاج في بعض الأحيان إلى أن تثبت للشخص المسؤول عن إجراء المقابلة أنَّك إنسانٌ واسع المعرفة، وأنَّك كنت مسؤولاً عن مهامٍ تقع خارج إطار متطلبات المستوى الوظيفي الذي كنت تشغله. الخبر السار هو أنَّك تستطيع أن تفعل ذلك، والطريقة الأبسط هي أن تُعِدَّ قائمةً تتضمَّن جميع الواجبات المهمة التي كنت مسؤلاً عنها في أعمالك السابقة. وعلى الرغم من أنَّك تستطيع الاكتفاء بنسخ وصفك الوظيفي، إلَّا أنَّ إعداد قائمةٍ حقيقية تتضمن المهام التي أدّيتها -والتي لا يذكرها الوصف الوظيفي- سيُعطي المسؤولين عن إجراء المقابلة فرصةً أفضل لفهم الطريقة التي يمكن أن يُستفاد بها من مهاراتك.
2- اجمع أحدث المعلومات المتعلّقة بتاريخ الشركة وخلفيتها:
أسهل طريقةٍ لتظهر بمظهرٍ سخيفٍ أمام الشخص المسؤول عن إجراء المقابلة، هو أن يكون لديك قصور في فهم العمل الذي تقوم به الشركة والتحديات الحالية التي تواجهها.
إذ في الوقت الذي قد تقول فيها الشركة عن نفسها أنَّها منشأة لمعالجة الطعام على سبيل المثال، من الأفضل أن تعرف بدقة أنواع الطعام التي تعالجها وأن تبيِّن كيف أن في إمكانك التميز في بيئة عملٍ كهذه.
3- ألقِ نظرةً على الأسئلة التي تُطرح في مجال العمل الذي تندرج تحته الوظيفة التي تتقدم لها:
لا يكفي أن تجيب بكفاءةٍ عن الأسئلة العامة التي تُطرَح في مقابلات العمل، إذ قد يكون من الضروري أن تتمتّع بمزيدٍ من المهارات التقنية والتحليلية حسب نوع الوظيفة الشاغرة أو المنصب الشاغر.
وقد يكون أساس عرض العمل هو أن تكون مهارات الكتابة والتواصل التي يتمتّع بها المتقدم أقوى من مهاراته في الحديث أمام الجمهور، وهنا تتحمّل أنت مسؤولية تحديد الأسئلة التي تتوقع طرحها والاستعداد لها استعداداً كافياً.
4- تذكَّر الجهات التي عملْتَ لصالحها وحدد متى عملْتَ لصالح كل جهة:
من الشائع أن يقف الأشخاص المسؤولون عن إجراء المقابلة عند المناصب السابقة التي عملت فيها والمذكورة في السيرة الذاتية، ويجب عليك ألَّا تبدو جاهلاً وتنسى أسماء الجهات التي عملْتَ لديها في السابق. وإذا عملْتَ في عدة مناصب تذكَّر متى عملْتَ فيها وما كانت المسؤوليات التي تحملتها.
5- لا تُكرّر الكلام الموجود في سيرتك الذاتية:
على الرغم من أنَّ معرفة المعلومات الموجودة في السيرة الذاتية بشكلٍ كامل يُعَدُّ أمراً مهماً، إلَّا أنَّ حفظ تلك المعلومات من أولها إلى آخرها ليس ضرورياً وهو عملٌ غبيٌّ سيجعلك تبدو كسولاً وغير مستعد.
6- انتبه إلى أنشطتك على وسائل التواصل الاجتماعي:
على الرغم من أنَّك تمكَّنت من الحصول على مقابلة عمل مع المنظمة التي كنت دوماً ترغب دوماً في العمل معها، إلَّا أنَّ مهمتك لم تنتهي هنا إذ قد تلجأ الشركة إلى الإنترنت إذا كان المنصب ذا بنيةٍ معينة أو حساساً، لتحصل على مزيدٍ من المعلومات حول أنشطتك على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي حين أنَّ هذه ليست دعوةً لتغيَّر حياتك، إلَّا أنَّه من المفيد أن تكون حذراً في أحاديثك التي تجريها عبر الإنترنت، وأن تتخلص من أيَّة مواد مريبة قد تجعل الحصول على وظيفة أمراً شاقَّاً.
7- ابحث عن عنوان المكان الذي ستُعقَد فيه المقابلة:
نادراً ما يكون فقدان العنوان أو زحمة المواصلات عذرين مقبولين لتبرير التأخر في الوصول إلى مقابلة العمل، إذ إنَّك مسؤولٌ عن تحديد الطريق الذي ستسلكه قبل يومٍ من المقابلة، وإضافة فترة زمنية احتياطية في حال وقوع أي حدث طارئ.
إنَّ إضافة 45-60 دقيقة يمكن أن يخفف من وطأة وقوع حوادث يصْعُب التنبؤ بها كالحوادث المرورية، وأحوال الطقس، وأمورٌ أخرى قد تعرقل سعيك إلى الوصول في وقتٍ مبكر.
8- إذا كانت مقابلة العمل ستُجرى عبر الإنترنت تأكَّد من أنَّ لديك جميع البرامج الضرورية:
لقد أضحَتْ مقابلات العمل تُجرى عبر الإنترنت في أيامنا هذه وهذا يُعَدُّ شيئاً رائعاً، لكنَّ الشيء غير الرائع هو اكتشاف عدم وجود الأدوات الضرورية اللازمة لإجراء المقابلة بشكلٍ سلسٍ في الكمبيوتر.
من ضمن الأشياء التي تحتاج إلى فحص الميكروفون، وتحديثات البرنامج المُعلَّقة، إذ لن تكون المفاجأة سارةً إذا انطفأ الكمبيوتر لتنزيل تحديثات برنامج التشغيل بينما أنت في منتصف المقابلة.
ومن الأشياء الأخرى التي يجب عليك الانتباه إليها الحاجة إلى مكانٍ هادئ أو ذي إضاءةٍ جيدة، أو الحاجة إلى شراء معدات إضافية لجعل مقابلة العمل مميزة.
9- إجراء عملية بحث حول المنصب الذي تُجري مقابلةً من أجل الحصول عليه:
لا يكفي أن تقبل عرض العمل الذي قُدِّم لك، بل يجب عليك أن تعرف ما الذي سيكون مطلوباً منك في عملك الجديد. ثمَّة بعض الأمثلة التي يجب عليك أن تجيب عنها بنفسك قبل مقابلة العمل:
- هل سأؤدي الواجبات نفسها التي كنت أؤديها في عملي القديم؟
- أيعكس المسمى الوظيفي المسؤوليات التي سأتحملها بشكلٍ حقيقي؟
- هل سيحتاج العمل إلى التطور الشخصي؟
- ما المسار المهني الذي يسلكه عادةً الشخص الذي يؤدي هذا العمل؟
10- كن مستعداً لطرح أسئلة مهمة على الشخص المسؤول عن إجراء المقابلة:
لقد قطعت شوطاً طويلاً بالفعل لكن لكي تتأكَّد من أنَّك مستعدٌّ للمشاركة بشكلٍ كامل في هذا الدور إذا جرى قبولك فيه، كن مستعداً لطرح أسئلة لها علاقة بالعمل، أو ثقافة الشركة، أو الأمور التي يُتوقَّع من المرشح المثالي أن يقوم بها.
تمنحك الأسئلة فكرةً وافية عن الأمور التي تتوقع منك الشركة أن تقوم بها، وبعد أن تتلقى الإجابات تكون لديك الحرية في اختيار المضي قُدُماً في طلب التوظيف، أو رفض عرض التوظيف في حال قُبِلت وحصلت عليه.
ويمكنك طرح أسئلة أخرى عن سبب شغور المنصب، والتطور الذي يحققه الشخص الذي يؤدي هذا الدور عادةً أو المسار المهني الذي يسلكه، والدعم الذي تقدمه الشركة للموظفين لضمان أن يظلوا مكسباً عظيماً لها.
11- جهّز الثياب المناسبة:
بينما تستعد للإجابة عن الأسئلة التي تطرح في المقابلة، كن يقظاً بشأن قواعد اللباس المُتَّبعة في الشركة. نعم سيُقوِّمونك اعتماداً على مظهرك، ولأنَّ الانطباع الأول يُعَدُّ مهماً من الضروري جداً أن تعي ذلك قبل وقتٍ طويل من موعد عقد المقابلة.
ومن ضمن الأمور المفيدة الأخرى التي يجب عليك الانتباه إليها هندامك الشخصي، وكمية العطر التي تضعها، والسياسات المُتَّبعة الخاصة بارتداء المجوهرات.
12- التدرب مع شخصٍ آخر على الإجابة عن الأسئلة التي تُطرَح في المقابلة:
تدرَّب مع شخصٍ آخر على الإجابة عن الأسئلة التي تُطرَح في مقابلات العمل، وكلما تدربت أكثر كان ذلك أفضل فالمسألة ليست مسألة اختبار شخصية المتقدم، إذ إنَّ المنظمات تريد أن تتأكَّد أنّك تستطيع التعبير عن أفكارك بوضوح.
ويمكن أن يكشف لك التدرب مع الآخرين أيضاً حالات التوتر العصبي التي لم تنتبه لها كالحديث بسرعةٍ كبيرة، أو استخدام كلمات الحشو، أو فرك إحدى اليدين بالأخرى. وليس وحده طرح الأسئلة بطريقةٍ غير منظمة يُعَدُّ محرجاً، بل إنَّ عدم الاستعداد يمكن أن يترك انطباعاً خاطئاً عن مدى المهارة الحقيقية التي تتمتع بها.
13- جهّز بعض القصص لسردها حينما تُطرَح عليك أسئلة سلوكية مثل "حدثني عن إحدى المرات التي…":
لا يكفي أن تتوقع الأسئلة السلوكية التي ستُطرَح عليك، بل يجب عليك أن تُعِدَّ قصصاً لترويها حينما تُطرَح عليك أسئلةٌ كهذه. تُعَدُّ طريقة (STAR) من التقنيات المفيدة في هذه الحالة:
- (S) هي الحرف الأول من كلمة "موقف" (Situation)، ما سبب المشكلة التي تواجهك أو ما هي طبيعتها؟
- (T) هو الحرف الأول من كلمة "مهمة" (Task)، ما الذي كان مطلوباً منك لتخفيف حدة المشكلة؟
- (A) هو الحرف الأول من كلمة "تصرف" (Action)، ما الذي فعلته في ذلك الموقف؟
- (R) هو الحرف الأول من كلمة "نتيجة" (Result)، ماذا كانت نتيجة الإجراء الذي فعلته؟
باستخدام هذه التقنية عوضاً عن الحديث عن مدى قدرتك على التكيف مع مختلف المواقف، أنت تقدم إجاباتٍ عميقة مدعومةً ببعض التجارب الواقعية.
14- تواصل مع الأشخاص الذين يمتلكون معلومات عنك:
قد يُطلب منك قبل مقابلة العمل تقديم قائمة تتضمن أسماء الأشخاص الذين يمكن أن يُسئلوا عنك، أو قد لا يُطلَب منك ذلك، لكن من المفيد أن تخبر هؤلاء الأشخاص أنَّك تقدمت لوظيفة، فهذا يحثهم على ملء أيَّة استمارات ربما يكونون تلقوها في برائدهم الإلكترونية، أو ترقب وصول رسالة إلكترونية قريباً من الشركة.
15- اطبع أكثر من نسخة من سيرتك الذاتية:
أذهبتَ قطُّ إلى مقابلة عمل واكتشفْتَ أنَّه يجب عليك أن تقابل عدة مديري توظيف آخرين لا يملكون أي نسخةٍ من سيرتك الذاتية؟ هذه فرصتك للتعامل مع المواقف غير المتوقعة.
قد تجد نفسك في شركةٍ فيها عدة أشخاص مسؤولين عن اتخاذ القرارات، ولا يوجد طريقة لإظهار الاستعداد أفضل من تقديم وثيقة يبدؤون بها عملية التقويم.
16- قم بإعداد ملف يتضمن المشاريع التي نفذتها في السابق:
لا بأس أن تحضر معك إلى مقابلة العمل ملفاتٍ تتضمن نماذج عن المشاريع السابقة التي قمت بها، طالما أنَّها ستساعد في الوصول إلى غايتك.
من ضمن الأشياء التي تستطيع إحضارها إلى المقابلة التصاميم الفنية، ونماذج محتوى، وصور فوتوغرافية، وأي نماذج لأعمال أخرى يمكن وضعها في مجلدٍ يمكن أن تحضره معك.
17- استعن بمدربٍ مهني:
لا عيب في ألَّا تكون قادراً على القيام بهذه الأمور وحدك وهذا لا يجعلك تبدو ضعيفاً، فتحديد نقاط الضعف التي يمكن تلافيها لتعزيز الأداء في مقابلة العمل يحتاج إلى قدرٍ كبيرٍ من فهم الذات.
18- ضع قائمةً تتضمّن الإنجازات التي تفتخر بتحقيقها:
من المفيد أن تكون قادراً على الحديث عن أكثر اللحظات التي شعرت فيها بالفخر، لكنَّنا نُصاب بالجمود أحياناً حينما نُسأل عن هذه اللحظات، ربما لأنَّنا نحاول أن نبدو متواضعين لكنَّ هذا قد يُفسَّر أنَّه سوء استعداد.
من خلال إعداد قائمة تتضمن الإنجازات التي حققتها ستبدو واثقاً من نفسك وهذا سيترك انطباعاً أفضل عن الأشياء التي تستطيع القيام بها لدى الأشخاص المسؤولين عن إجراء المقابلة.
19- حدّد نقاط الضعف التي كنت تعاني منها في الماضي وكُن مستعداً لمعالجتها:
ربما ثمَّة بعض الثغرات في سيرتك الذاتية وستُسأل على الأرجح عن سببها، وعلى الرغم من أنَّه يجب عليك أن تكون صريحاً إلَّا أنَّه يجب عليك أن تعلم أيضاً كيف تصيغ إجابتك حتى تبدو شخصاً يتحمل المسؤولية.
20- عالم الأعمال مكانٌ تسيِّره القدرة على إيجاد الحلول:
ليس مهماً عدد الشهادات التي حصلت عليها أو التي تسعى حالياً إلى الحصول عليها، المهم هو كم أنت ملائم لتحقيق هدف المنظمة ورغباتها. ضع قائمةً تتضمن المهارات التي تؤثر مباشرةً في النتائج وتعزز العمليات.
21- طول المقابلة:
قد تمتد مقابلات العمل فترةً زمنيةً تتراوح بين 45 دقيقة و6 ساعات، فإذا كانت مقابلتك ستمتد لأكثر من ساعتَيْن يجب عليك أن تتأكَّد من أنّك مستعدٌ استعداداً كافياً للصمود خلال اليوم.
خذ في الحسبان الحاجة إلى وجبة غداء إذا كانت الشركة لا تقدم وجبات غداء للمتقدمين، وأحضر معك الأدوية إذا كنت تعاني من أي أمراض مزمنة يمكن أن تتفاقم إذا تُرِكَت دون عناية.
22- قم بإعداد قائمة تحقق تتضمن جميع هذه النقاط:
يُعَدُّ إعداد قائمة تحقق طريقةً مُبتكَرة لدعم الذاكرة، إذ من الأفضل في بعض الأحيان إعداد قائمة مادية تتضمن النقاط التي تحتاج إلى تذكرها حتى تعرف بدقةٍ المهام التي يجب عليك القيام بها، ومواعيدها، وحجم الوقت الذي تحتاج إليه للقيام بها.
23- اعتنِ بنفسك:
لا معنى لأن تنفذ كل تلك النصائح إذا كنت سترتكب الأخطاء في النهاية لأنَّك تشعر بالتوتر، أو لأنَّك لم تحصل على قسطٍ كافٍ من الراحة، فقد يكون الاستعداد لمقابلات العمل أمراً مرهقاً على الصعيدَيْن الجسدي والذهني.
اعتنِ بشعرك، واستثمر قدرة جسدك على إرسال الرسائل، وتابع الأفلام، وروح عن نفسك مع الأصدقاء أو أفراد العائلة. تأمَّل أو أنهِ بعض أعمال كتابة المذكرات.
الخلاصة:
من الطبيعي أن تشعر بالتوتر قبل مقابلة العمل، لكنَّ المهم أن تعترف بمشاعرك، وأن تهيئ نفسك لتحقيق النجاح وأن تستعد استعداداً مناسباً حتى تبدو مرشحاً مثالياً.