لا يمكنك أن تخطط حياتك المهنية بشكل دائم، سواء إذا كنت لا تتفق مع زملائك، أو أن أعباء عملك أصبحت أكثر من قدرتك على التحمل، أو أنك لا تحب عملك، فهناك عدد من المشكلات التي يمكن أن تؤثر على سعادتك في العمل.. لكن هذا لا يعني أنه من المستحيل التغلب عليها، ولمساعدتك سنتحدث من خلال هذا المقال حول أكثر المشاكل المهنية شيوعاً، ونقدم النصائح حول كيفية التعامل معها بشكل احترافي ومتقن.
مشكلة تقدير العمل
حل مشكلة شعورك بأنك لا تنل حقك من التقدير في العمل
أنت لا تحصل على اعتراف بجهودك في العمل؟! فهي مشكلة أن تشعر بأقل من قيمتك الحقيقية.. والحل: بجعل إنجازاتك معروفة وواضحة للجميع، طبعاً لا تخف من التباهي! لأنك تعمل بجد.. فهل يلاحظ أي شخص ذلك؟! إذا كنت تشعر بأن جهودك لم تزل غير مرئية، فقد يكون من السهل جداً؛ التفكير في أن ما تفعله ليس له قيمة، وتتأثر بنقص الحافز والإنتاجية، في نهاية المطاف تتأثر سعادتك العامة في المهنة التي تعمل وتؤمن عيشك بسببها.
كيف تحل بشكل احترافي؛ مشكلة نقص التقدير لما تقوم به في وظيفتك؟
على الرغم من في إدراك مديرك لإنجازاتك من تلقاء نفسه، فقد يكون من الأفضل أن تأخذ الموضوع على عاتقك، بعد كل شيء أنت الشخص الوحيد الذي يعرف بالفعل المدى الحقيقي للجهد والمهنية التي تقوم بها في عملك، لذلك يرجع الأمر إليك لتلفت نظر الآخرين وتروّج لنفسك في العمل، سواء أكان ذلك مباشرة مع ربّ العمل أو خلال اجتماعاتك أو حتى عبر البريد الإلكتروني، فلا تخف من تسليط الضوء على الجهود التي تبذلها، بالتالي كيف تؤثر بشكل إيجابي على النشاط التجاري للشركة التي تعمل لديها، ولا تتوقع أن يتم الإشادة بكل شيء تقوم به، خاصة المهام البسيطة التي تشكل جزء مهم من يوم عملك، ولا تنسَ أن هناك خيط رفيع بين الفخر حول عملك والغرور بقصد تصيد المديح والإطراء، الذي سيشوبه في هذه الحال شيء من التملّق.
مشكلة ارتكاب الخطأ
حل مشكلة ارتكاب الأخطاء في العمل
دعنا نواجه الأمر، لا أحد مثالي والخطأ يحدث مع أفضل من يمتلك مهارات مهنية، ولحسن الحظ إنها الطريقة التي تتعامل بها مع المشاكل وهذا هو الأهم، فعلى الرغم من الإرهاق الذي تشعر به لمواجهة خطأ قمت به (خاصة إذا كان خطأ مدمر)، إلا أن تجاهل وعدم تحمل مسؤولية ما قمت به؛ هو أسوأ شيء يمكنك القيام به.
كيف تحل باحترافية؛ مشكلة ارتكابك خطأ في العمل وتأخذ المسألة كفرصة للتعلم؟
اذهب مباشرة إلى مديرك وأخبره بما حدث بالضبط وبصدق، مما يوضح أنك تفهم عواقب الخطأ، ثم اشرح كيف تخطط للحد من الضرر، كذلك الأثر الذي قد يتركه على فريقك وعملائك والأعمال التجارية للشركة ككل، إذاً.. وضح بشكل حاسم أنك تعلّمت فعلياً من هذا الخطأ، واشرح كيف ستضمن عدم حدوثه مرة أخرى.
مشكلة التشتت في العمل
حل مشكلة الإلهاء عن أداء المهام الوظيفية
عندما يتعلق الأمر بالتشتت والملهيات في مكان العمل، يكون لدى كل شخص نقطة ضعف، سواء كنت تقاوم الإدمان على شبكات التواصل الاجتماعي، فإن الدردشة الجماعية من قبل زملائك تلزمك على الانتباه والاهتمام بها، فمن السهل أن تلتهي وتتشتت بسبب هؤلاء من حولك، أو بسبب توجيهات الإدارة إلى شيء مختلف جذرياً بالإضافة للعمل الذي تقوم به ويمكن أن يكون صعباً، لكن على الرغم من أنه لا يمكنك إيقاف تشغيل الإنترنت (أو دردشة زملائك)، إلا أنه يمكنك تحديد الوقت الذي تقضيه في المهام الجديدة أو التفاعلات غير المرتبطة بالعمل مع الزملاء.
كيف تحل بشكل احترافي؛ مشكلة التشتت وتحدد الأسباب للحد منها؟
الانتظار حتى الانتهاء من مهمة قبل فحص هاتفك، أو وضع سماعات الرأس لمدة ساعتين من العمل المركّز حتى تتمكن من الانضمام إلى أي محادثات قصيرة مع الزملاء، هذه طريقة رائعة لإنجاز المهام بشكل أسرع، وإذا كان مكان العمل المزعج يجعل من المستحيل عليك التركيز؛ فكر في تغيير بيئة عملك، فالعمل في غرفة الاجتماعات الهادئة أو من المنزل وحتى من أحد المقاهي (إذا كان مديرك يسمح بذلك)؛ هذه هي كل الحلول الاحترافية الممكنة.
عدم التوافق مع الزملاء
حل مشكلة العمل مع زملاء لا تتفق معهم
للأسف لا يمكنك الاتفاق مع الجميع في العمل، فمع بعض الزملاء صعبي المراس؛ يمكن أن يبدو الحفاظ على مستوى معين من التواصل المستند إلى العمل.. كأنه كفاح مستمر، وليست المسألة في مدى صعوبة محاولتك الحفاظ على الوئام والاتفاق معهم، من المحتمل أنك لا تتفق معهم على مشروع معين، فيبدون كأنهم يتعدون الحدود لإحداث مشكلات، أو أن وجهة نظرك ببساطة؛ لا تتفق مع وجهات نظرهم على أي شيء.
الحل الاحترافي؛ لمشكلة معاناتك للعمل مع زملاء لا تتفق معهم
مهما كان الأمر.. فأن تكون مهذباً وصريحاً ومباشراً هو أفضل خطوة أولى للحلّ، غالباً ما تكون مناقشة مخاوفك بشكل غير رسمي أفضل طريقة لحل المشكلات الثانوية وغير الخطيرة على عملك، خاصة إذا كان زميلك غير مدرك أن سلوكه يؤثر على الآخرين، إذا لم ينجح ذلك وأثر في قدرتك على العمل بفعالية؛ فجرِّب التنويه بالمشكلة لمديرك، لكن تذكر دائماً؛ ليس عليك أن تحب زملائك في الواقع أو أن يحبوك، عليكم فقط العمل معاً.
الإجهاد في العمل
مشكلة العمل باجتهاد صارم
المشكلة تكمن في أنك مشغول أكثر من اللازم، والحل بتعلم أن تقول "لا".. كما أن تجعل طاقتك ومهاراتك واضحة، أو سيبدو أن حجم عملك يتزايد بمعدل لا يمكن إيقافه، وستشعر بشيء من الإرهاق، كما لا يمكنك تذكر آخر مرة لم تبقَ فيها متأخراً في محاولة لإنجاز كل شيء، سواء كان ذلك مصادفة عن طريق تحمل المهام الوظيفة زميل آخر بالإضافة إلى وظيفتك، حيث توسعت قاعدة عملائك في الحجم وازداد الاعتماد عليك، أو ببساطة تم إعطاؤك العديد من المسؤوليات الجديدة، هذا بالطبع رائع لرفاهيتك المادية ناهيك عن تحسن إنتاجيتك، فعلى الرغم أن العمل الإضافي سيعزز فرصك في الترقية الوظيفية، إلا أنه قد يعني العكس، حيث سيؤثر حرق أعصابك بسبب أعبائك الإضافية على جودة عملك.
الحل الاحترافي؛ لمشكلة الإنهاك في العمل وإرهاق نفسك
قم بترتيب اجتماع مع مديرك لمناقشة عبء العمل الذي لا يمكنك التحكم فيه وتحمله، وتوضيح أسباب تقدمك بصعوبة، وتحديد ما تستطيع فعله لاقتراح البدائل التي تعمل بشكل أفضل بالنسبة لك وفريقك، مثل نقل بعض المسؤوليات إلى الآخرين، واعتماد ساعات عمل مرنة، ستكون مقترحاتك مفيدة لمديرك، بما يضمن لك بدء التركيز على المهام الأكثر أهمية.
الانتقاد في العمل
التعامل مع مشكلة الانتقادات التي تتعرض لها في عملك
سواء كان الانتقاد قادماً من زميل أو مدير أو عميل أو حتى أثناء تقييم ما لعملك، فإن تلقي النقد من شخص ما في العمل قد يكون صعب التحمل، وبينما قد يكون رد فعلك الفوري للتعبير عن الغضب أو خيبة الأمل أو الدفاع؛ لن يسمح لك أي من هذه الردود بالتعلم وتحسين مهاراتك فعلياً.
الحلول الاحترافية؛ لمواجهة مشكلة النقد في العمل
- فكر قبل أن تتصرف: على الرغم من أن ردود الفعل غير المنطقية قد تنفع في بعض المواقف، إلا أن هذا ربما لا يكون واحداً من هذه المواقف، في الواقع إذا سمحت لنفسك بالرد قبل أن تتاح لك الفرصة للتفكير بما قيل، فإن شيئاً بسيطاً مثل تعبيرات الوجه المخيبة للآمال أو الآراء الدفاعية أو النظرة الحانقة، يمكن أن تفسد المحادثة قبل أن تبدأ حتى.. بدلاً من ذلك خذ نفساً عميقاً لتوقف رد فعلك الفوري وابقى هادئاً، بهذه الطريقة.. ستقلل من التشتت وتصبح مستعداً للاستماع إلى الانتقادات وفهمها، في ذات الوقت تحافظ على مستوى جيد من الاحترافية.
- إدراك الغاية والهدف من النقد: إن تلقي النقد أمر صعب لكنه غير مجاني فستحصل على المقابل!.. لطالما يحدث النقد بطريقة عادلة وبناءة، لأن الحصول على تعليقات وانتقادات حول أدائك أمر ضروري لتطويرك الذاتي والمهني، إذ أن النقد لا يسمح لك فقط بفهم عيوبك؛ بل يساعد أيضاً على تحديد المهارات المهنية المحتملة للتحسين لديك، فلنواجه الأمر.. أنت تفضل أن يكون زملائك ومديريكم غير منتبهين لك بينما تقوم بعمل متواضع!.. لذا بدلاً من افتراضك أن الهدف الوحيد للنقد هو جعل شعورك سيئاً؛ تذكر أنه من أجل مصلحتك أنت فقط، بالتالي يجب أن تستخدمه لصالحك.
- لا تأخذ النقد بشكل شخصي: عندما يتم انتقادك قد يكون من السهل إغفال ما هو مهم سواء أكنت تركز على من ينتقدك؛ أنت منغمس في نبرته وطريقة حديثه، أو أنك ببساطة تأخذ كل كلمة على محمل الجد، فإن هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تصرفك عن السبب الرئيسي للنقد، لكن بغض النظر عن ذلك، من الأهمية بمكان أن تتلقى النقد في السياق الذي يتم فيه، هذا يعني أن تركز بعض الوقت على ما يقال، بدلاً من السؤال حول "من يقول ذلك أو لماذا...!؟"، لذا كن موضوعياً.. فهذا قد يجعل عملك أفضل.
- اتخذ الموقف الصحيح: لن تتمكن مطلقاً من الاستفادة من النقد البنّاء إذا اتخذت موقفاً سيئاً، لذا للتأكد من أنك تتخذ الموقف الصحيح وتتصرف بالطريقة الصحيحة؛ أظهر أنك لا تشعر بالامتنان للنقد فحسب، بل أنك حريص على استخدامه لتحسين أدواتك، بعد كل شيء فإن تحسين فرص أدائك للأفضل في عملك؛ هي دائماً موقف يجب أن تتخذه (خاصةً إذا كنت تتعامل مع زبون وتبحث عن عرض ترويجي مثلاً)، بالإضافة إلى ذلك كن منفتحاً دوماً من خلال ردود الفعل التي تعطيها، فقد تظن أن طريقتك في فعل الأشياء هي الطريقة الوحيدة، لكن الأمر ليس كذلك دائماً.
- اطرح الأسئلة: قد لا توافق على كل جزء من النقد الذي تتلقاه؛ فلا بأس بذلك طالما كنت تتعامل معه بشكل احترافي، وبعبارة أخرى لا يجب أن تتفاعل من خلال إخبارهم بأنهم مخطئون أو تثور ضد النقد بغضب، ولكن يجب عليك بكل بساطة.. "طرح الأسئلة"، على سبيل المثال اسأل منتقدك (زميلك أو مديرك) متى بالضبط وعند أي تفصيل أنت أخطأت، ففي النهاية قد لا توافق على وجود مشكلة في أدائك؛ حتى يتم شرحها بمزيد من التفصيل، ومع المزيد من المعلومات ستتمكن من مشاركة وجهة نظرك، وفهم ما إذا كانت هذه المشكلة فردية، كذلك البحث عن حلول محددة.
- اشكر منتقديك: أعرف ما تفكر فيه؛ "لماذا يجب أن أشكر شخص ما.. للإشارة إلى عيوبي؟"، ليس الأمر صعباً عند تبادل الانتقادات كما هو الحال بالنسبة لسماعها، فإن الشخص الذي ينتقدك يفعل ذلك لمصلحتك فقط، حيث يمكنه بسهولة رمي انتقاده والمضي قدماً، لكنه يفضل تخصيص الوقت لمساعدتك على التحسن، ولا يعني ذلك أنك بحاجة إلى الموافقة على الانتقادات كلياً؛ ما عليك سوى الإقرار بأنه بذل جهداً لتقييم أدائك ومشاركة أفكاره معك.
- تعلّم من أخطائك: بعد تلقي النقد والتعامل معه كما تحدثنا أعلاه؛ يحين الوقت لاستخدامه جيداً، هذا يعني وضع خطة عمل تساعدك في تحسين أدائك وحل أي مشاكل قد تواجهها مستقبلاً، فإذا كان ربّ عملك هو من يوجه الانتقادات، فمن المحتمل أنه يرى الكيفية التي يمكن أن تتحسن بها ويحترم هذا لديك، وربما يكون قد وضع بالفعل خطة تطوير لتتبعها، إذا كان الأمر كذلك.. فتأكد من موافقتك عليها وفهمها مسبقاً ثم تنفيذها.
في النهاية.. على الرغم من أن معظم الانتقادات في بيئة العمل؛ يتم تقديمها بشكل بنّاء، إلا أن هذا لا يحدث دائماً، وإذا كنت تشعر بأن زميلك أو مديرك يخاطبك أو ينتقدك بشكل غير عادل أو يسيء استخدام سلطته، فعليك مقاومة إغراء الانتقام.. بدلًا من ذلك ابقَ هادئاً ومهنياً واستخدم الحلول التي تحدثنا عنها للتعامل مع مشكلة النقد وبقية مشاكل العمل.. باحترافية، شاركنا من خلال التعليقات على هذا المقال؛ رأيك في موضوع مشكلات العمل وكيفية حلها باحترافية.