مع تطور التقنيات في الآونة الأخيرة وتزايد أعداد الباحثين عن فرص عمل في العالم أجمع، بادر الكثيرون من روّاد الأعمال والشركات الكبرى إلى استحداث قطاعات لا تُحتِّم على الموظفين التواجد في مقرّ المنظمة، وتتطلب منهم القيام بمهام محددة باستخدام بعض الآليات التكنولوجية وإيصالها لرئيس العمل عبر الشبكة العنكبوتية، وهي ما أُطلق عليه مفهوم "العمل عن بُعد"، وقد حققت هذه الطريقة الكثير من المنافع، كما أنّها وكغيرها من الآليات الحديثة لازالت تحوي بعض السلبيات التي يتطلب تطويرها.
في هذا السياق استعان "سيدتي نت" بخبير الموارد البشرية والمستشار الإداري عبد الرحمن الخريجي، ليخبرنا عن إيجابيات وسلبيات العمل عن بٌعد، فذكر النقاط التالية:
" بلا شك أنّ هذا المفهوم يحمل بعض المزايا والعيوب المنعكسة على رب العمل أو الموظف نفسه ومن أبرز المزايا هي الآتي:
1. يؤدي هذا النوع إلى توفير المال لمالك المشروع خاصةً من جهة التكاليف "الخفية" مثل إيجار المكتب ومستلزماته من الصيانة للمبنى والمرافق العامة للموظفين وأجهزة الطباعة والأوراق وغيرها، وأيضا يحفظ مال الفرد بتوفير قيمة المواصلات من وإلى العمل أو توفير قيمة رعاية الأطفال "خاصةً للإناث" حيث يُساعدهنّ ذلك في الموازنة بين رعايتهم ومتطلبات العمل.
2. هذا الأسلوب مرن، ولا تقتصر المرونة على ساعات العمل فقط وإنما أيضاً على المكان أو البيئة التي يعمل بها، حيث يستطيع الفرد العمل أثناء تواجده في أي مكان بأريحية، سواء في المنزل أو في مقهى أو حتى وقت السفر.
3. من أحد أبرز المنافع التي يحبذها أنصار هذا الاتجاه هي تجنب الإلهاء، وبالرغم من أن العمل في المنزل قد يُعرّضك لإلهاء الأطفال إلا أنه أقل تأثيراً من العمل في المكتب والذي قد يربطكِ في اجتماعات طويلة قليلة الفائدة أو أحاديث جانبية مع الزملاء.
4. يؤدي العمل عن بُعد إلى إنتاجية أعلى، لأن الفرد يعمل في البيئة المحببة له وبعيداً عن الضغوطات وتشتيت الانتباه.
5. يُحقق العمل عن بُعد التوازن بين الحياة الشخصية والحياة المهنية.
أما عن المساوئ فهي كالتالي:
1. يؤدي في بعض الأحيان إلى عدم الانضباط، فيشعر الفرد إلى عدم الحاجة إلى بدء العمل في ساعة معينة مما يُسبب في تأخير بعض الأعمال المنجزة أو تأجيلها فتنخفض إنتاجيته إذا لم يحافظ على الانضباط الذاتي.
2. يُضعف روح التنافس بين الموظفين وقلة تعزيز الإنتاجية والتي بدورها تنعكس على أداء المنظمة.
3. البعد عن التطورات في المنظمة، فهو قد يؤدي في بعض الأحيان إلى عدم فهم بالتغييرات التي تحدث سواء على مستوى القيادة العليا أو تغيير إستراتيجية المنظمة وطبيعة الأعمال.
4. عدم وجود ترقيات أو حوافز، لأنّ هذا النوع يؤدي إلى غياب التنافس كما أسلفنا، فهو بدوره ينعكس على المردود المالي للموظف بسبب أن الموظفين في مكان العمل يسهل على المدير مراقبتهم وتقييمهم بشكل يومي، والحل هنا هو فتح قناة للتواصل مع المدير المباشر لإبراز الإنجازات.
5. قلة مصادر التعلم، فوجود الموظفين في مقر العمل يساعد على التعلم بين بعضهم بشكل أكبر، بينما العمل عن بُعد يحتاج إلى مجهود إضافي للتعلم الذاتي وبناء شبكة.