إن مهارات التفكير فوق المعرفية تنمو ببطء بدءا من سن الخامسة ثم تتطور بشكل ملموس
مهارات التفكير فوق المعرفية هي مهارات عقلية معقدة تعد من أهم مكونات السلوك الذكي في معالجة المعلومات وتنمو مع التقدم في العمر والخبرة وتقوم بمهمة السيطرة على جميع نشاطات التفكير العاملة الموجهة لحل المشكلة واستخدام القدرات أو الموارد المعرفية للفرد بفاعلية في مواجهة متطلبات مهمة التفكير.
إن مهارات التفكير فوق المعرفية تنمو ببطء بدءا من سن الخامسة ثم تتطور بشكل ملموس في سن الحادية عشرة إلى سن الثالثة عشرة وقد أثبتت الدراسات فاعلية بعض البرامج التعليمية لمهارات التفكير فوق المعرفية في تحسن مستوى وعي الطلبة بقدراتهم وكيفية استخدامها.
وقد صنف ستيرنبرج مهارات التفكير العليا في ثلاث فئات رئيسة هي:
التخطيط والمراقبة والتقييم
وتضم كل فئة من هذه الفئات عددا من المهارات الفرعية يمكن تلخيصها في ما يلي؛
التخطيط، تحديد هدف أو الإحساس بوجود مشكلة وتحديد طبيعتها، اختيار استراتيجية التنفيذ ومهاراته، ترتیب تسلسل العمليات أو الخطوات، تحديد العقبات والأخطاء المحتملة، تحديد أساليب مواجهة الصعوبات والأخطاء، التنبؤ بالنتائج المرغوبة أو المتوقعة.
المراقبة والتحكم
الإبقاء على الهدف في بؤرة الاهتمام، الحفاظ على تسلسل العمليات أو الخطوات، معرفة متى يتحقق هدف فرعي، معرفة متى يجب الانتقال إلى العملية التالية، اختيار العملية الملائمة التي تتبع في السياق، اكتشاف العقبات والأخطاء، معرفة كيفية التغلب على العقبات والتخلص من الأخطاء.
التقييم
تقييم مدى تحقق الهدف، الحكم على دقة النتائج وكفايتها، تقييم مدى ملائمة الأساليب التي استخدمت، تقييم كيفية تناول العقبات والأخطاء، تقييم فاعلية الخطة وتنفيذها.
تعليم التفكير
معظم دول العالم تعيش على ثروات تقع تحت أقدامها وتنضب بمرور الزمن أما نحن فنعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدر ما نأخذ منها، هي الثمار الحقيقية للتعلم العمليات الفكرية الناتجة عن الدراسة إن ما تعلمته يكون عديم الفائدة لك ما لم تضيع كتبك وتحرق مذكرات محاضراتك وتنسى ما حفظته عن ظهر قلب للامتحان، يعني هذا أن الثمار الحقيقية للتعلم هي العمليات الفكرية الناتجة عن دراسة أي فرع من فروع المعرفة وليست المعلومات المتراكمة نتيجة لدراسة ذلك الفرع.
تعليم التفكير ومهارات التفكير: هو تزويد الأثر بالفرص الملائمة، الممارسة لنشاطات التفكير في مستوياتها البسيطة والمعقدة وحفزهم واثارتهم على التفكير، وتعليم مهارات التفكير يعني أيضاً: تعليم الأفراد بصورة مباشرة أو غير مباشرة كيفية تنفيذ مهارات التفكير الواضحة المعالم كالملاحظة والمقارنة والتصنيف والتطبيق وغيرها بصورة مستقلة عن محتوى المواد الدراسية أو في إطاره شريطة أن يكون التركيز على مهارة التفكير في حد ذاتها.
التفكير الناقد
هو قدرة الفرد على إبداء الرأي المؤيد أو المعارض في المواقف المختلفة مع إبداء الأسباب المقنعة لكل رأي والتفكير الناقد تفكير تأملي يهدف إلى إصدار حكم أو إبداء رأي ويكفي هنا أن يكون الفرد صاحب رأي في القضايا المطروحة، وأن يدلل على رأيه ببينة مقنعة حتى يكون من الذين يفكرون تفكيرا ناقدا ويتم ذلك بإخضاع المعلومات والبيانات لاختبارات عقلية ومنطقية وذلك لإقامة الأدلة أو الشواهد، وهو الذي يقوم على تقصي الدقة واستخلاص النتائج بطريقة منطقية وسليمة مع مراعاة الموضوعية العملية وبعدها عن العوامل الذاتية كالتأثر العاطفي أو الأفكار السابقة أو الآراء التقليدية.
التفكير الإبداعي
الإبداع هو النظر للمألوف بطريقة أو من زاوية غير مألوفة ثم تطوير هذا النظر ليتحول إلى فكرة ثم إلى تصميم ثم إلى إبداع قابل للتطبيق والاستعمال.
من مميزات التفكير الإبداعي تجنب التتابعية المنطقية، توفير بدائل عديدة لحل المشكلة، تجنب عملية المفاضلة والاختيار، البعد عن النمط التقليدي، تعديل الانتباه إلى مسار فكري جديد.
القدرات المكونة للتفكير الإبداعي
أولا: الطلاقة وهي القدرة على إنتاج اكبر عدد ممكن من الأفكار الإبداعية وتقاس هذه القدرة بحساب عدد الأفكار التي يقدمها الفرد عن موضوع معين في وحدة زمنية ثابتة مقارنة مع أداء الأقران.
أنواع الطلاقة: طلاقة الأشكال، طلاقة الرموز أو طلاقة الكلمات، طلاقة المعاني والأفكار، الطلاقة التعبيرية، طلاقة الربط.
-ثانيا: المرونة
وهي القدرة على تغيير الحالة الذهنية بتغير الموقف وهذا ما يطلق عليه بالتفكير التباعدي وعكسها الجمود أو الصلابة أي التمسك بالموقف أو الرأي أو التعصب ويمكن تحديد نوعين من قدرات المرونة: المرونة التلقائية والمرونة التكيفية.
-ثالثا: الأصالة
والمقصود بالأصالة: الإنتاج غير المألوف الذي لم يسبق إليه أحد وتسمى الفكرة أصيلة إذا كانت لا تخضع للأفكار الشائعة وتتصف بالتميز والشخص صاحب الفكر الأصيل هو الذي يمل من استخدام الأفكار المتكررة والحلول التقليدية للمشكلات.
-رابعاً: الحساسية للمشكلات والقدرة على إدراك مواطن الضعف أو النقص في الموقف المثير فالشخص المبدع يستطيع رؤية الكثير من المشكلات في الموقف الواحد فهو يعي نواحي النقص والقصور بسبب نظرته للمشكلة نظرة غير مألوفة فلديه حساسية أكثر للمشكلة أو الموقف المثير من المعتاد.
-خامسا: إدراك التفاصيل، تتضمن هذه القدرة الإبداعية تقديم تفصیلات متعددة لأشياء محدودة وتوسيع فكرة ملخصة أو تفصيل موضوع غامض.
-سادسا: المحافظة على الاتجاه، وهو يضمن قدرة استمرار الفرد على التفكير في المشكلة لفترة زمنية طويلة حتى يتم الوصول إلى حلول جديدة.