الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لا يعيش منعزلًا بل يعيش بين الناس بوصفه جزءً منهم ومهما كان طبعه أو ملامح شخصيته، فإنه بالضرورة يطمح إلى أن يكون جزءً إيجابيًا مؤثرًا ومحبوبًا في أي كيان ينتمي إليه.
ومجتمع العمل هو كيان هام في حياة كل إنسان حيث نقضي معظم ساعات اليوم ومعظم أيام السنة مع هذا الكيان في رحلة القيام بمسئوليات العمل ومهامه والبحث عن تحقيق النجاح المهني، لأجلك وأكثر كان لزامًا علينا أن نبحث هنا عن الخطوط العريضة التي نستوضح من خلالها الطرق المثلى في فن التعامل مع الزملاء في بيئة العمل في محاولة لخلق علاقات سوية وإيجابية وذلك من خلال موقع “صناع المال”.
أهمية التعامل الإيجابي في بيئة العمل
إيجابية العلاقات بين الزملاء الذين تجمعهم بيئة عمل مشتركة تنعكس بصورة واضحة جدًا على أدائهم وإنجازاتهم الوظيفية، فضلًا عما تتركه في النفوس من حب العمل وتقبله والارتباط به، وهذا يؤدي في النهاية إلى جودة العمل وإتقانه والنهوض به.
نصائح في فن التعامل مع الزملاء في بيئة العمل
فن التعامل هو تعبير فضفاض يشمل كل معاني الإيجابية والحنكة في التعامل والتي تتباين بتباين الأشخاص وطباعهم، ومساحات التعامل ولكن يظل التصور الأفضل عن التعامل بين الزملاء هو ما يجمع بين معاني الود والاحترام المتبادل والألفة مع حفظ المسافات وعدم التجاوز.
وهناك بعض الأمور الإيجابية التي يجب القيام بها والتي تعطي انطباعاً إيجابياً عن الشخص ومن ثَمَّ تمنحه مكانة متميزة بين زملائه، وهي تشمل كافة مظاهر السلوك الراقي والخلق القويم مثل التعاون وحب الآخرين والسعي على نصحهم وتشجيعهم.
بينما توجد بعض الأمور الخطيرة جدًا والتي تترك أثرًا سيئًا جدًا في نفوس المحيطين بالشخص في عمله وذلك الأثر السيئ غالبًا ما يتعذر محوه، مثل الكذب أو الاستغلال والنفعية أو الحقد على الغير وغيرها الكثير وهنا سوف نستعرض معا بعض تلك الأمور، والتي من أهمها ما يلي:
-مراعاة اللياقة في المظهر والجوهر وعدم الخروج عن حدودها وخاصةً فيما يتعلق بالمزاح أو الدعابة بين الزملاء.
-مراعاة الاهتمام بالنظافة والمظهر الخارجي.
-عدم التحدث إلا في حدود المطلوب وتجنب الثرثرة والأحاديث الشخصية؛ لأن هذه الأمور تنعكس على العلاقات بالسلب.
-عند تقييم الأداء لأحد من الزملاء ينبغي تجنب المبالغة في النقد أو المدح والتزام معايير المهنية في الحديث، وفصل الجانب الشخصي عن الجانب المهني في التعامل.
-التحلي بروح المرح التسامح ومشاركة الآخرين في أفراحهم وأحزانهم مشاركة إنسانية راقية، ذلك من خلال القيام ببعض الواجبات الاجتماعية كزيارة المريض أو مواساة من يمر -بظروف صعبة، وغيره من المظاهر التي تعزز قيم الترابط والأخوة.
-حفظ المسافات وعدم التدخل في حياة الأخرين الشخصية إلا في حدود ما يسمحون به، وكذلك عدم السماح لهم بذلك.
-التزام معايير المنافسة الشريفة البناءة القائمة على الاجتهاد ورفع الكفاءة، وليست على أساليب أو طرق ملتوية قائمة على التملق والغش.
-التعليقات والكلمات أكثر الأشياء دلالة على ما يحدث في النفس، فيجب تجنب عبارات النقد اللاذع أو كلمات السخرية أو التجريح أو الكلمات التي تعكس مشاعر الحسد أو الحقد.
-التواضع والتعامل مع الزملاء من منطلق المساواة والأخوة يترك أثره الطيب على العلاقات ويترك انطباعًا مستحبًا في نفوس الزملاء، والعكس تمامًا يحدث حين يأتي التعامل تشوبه شوائب الكِبَر أو الترفع أو النظرة المتعالية للذات.
-التركيز على العمل والاهتمام بإتقانه وتجيده وغض الطرف عن المهارات الشخصية يجعل الآخرين يحترمونك ويثقون في رأيك.
-التعاون مع الزملاء وبذل النصح والإرشاد أو بذل المساعدة لهم حين يُطلب منك ذلك يجعلك تحتل مكانة متميزة في القلب.
-الابتسامة الدائمة وبشاشة الوجه والتخلي عن العبوس والتكشير يعطيان انطباعًا إيجابيًا جدًا يجذب القلوب ويزيد المحبة.
-الأنانية والرغبة في الاستئثار بالمزايا الخاصة والتعاملات المتميزة من الأشياء المنفرة والتي تترك انطباعًا سيئًا في نفوس الزملاء فيجب الابتعاد عنه.
-لا تتدخل فيما لا يعنيك، فترك الفضول وعدم الإدلاء بالرأي إلا حين يُطلب من صفات الحكماء والناضجين فانتبه جيدًا لذلك.
-لا تكن مصدر إزعاج أو قلق لزملائك من الأشخاص الذين يفعلون ذلك كالفضوليين والذين يتميزون بالكذب أو النميمة، أو المتمردون على نظام العمل والمقصرون والمحبطون والذين يحترفون نشر الطاقة السلبية في الوسط المحيط بهم، فهذه الأنماط من الناس يكره الزملاء التعامل معها.
-الاختلاف طبيعة الناس في كل مكان وزمان والإنسان الحليم اللبق هو ما يتقبل الاختلاف ويعبر عن نفسه بدون تعصب ولا حدة، فتلين له القلوب ولا يدخل في أي صدامات.