بحث عن

تطوير الذات / الصحة النفسية / الوعي بالذات / ادارة الوقت /

طرق و أساليب تطوير الذات أهم مدعمات الصحة النفسية

طرق و أساليب تطوير الذات أهم مدعمات الصحة النفسية - ازدهار ezdehar

يبحث الكثير عن طرق و أساليب حديثة من أجل تطوير الذات و دعم الصحة النفسية، و من خلال هذا المقال سوف نطرح لكم أساليب جديدة لتطوير الذات، و كيفية التعرف على هذا المفهوم بالتفصيل، و التعامل معه بشكل أفضل من أجل صحة نفسية أفضل.

مفهوم تطوير الذات ودعم الصحة النفسية



لعل المفهوم المباشر لمصطلح تطوير الذات هو ضبط النفس وكيفية التحكم فيها في جميع المواقف، حتى تستطيع الوصول لهدفك و تحقيقه بكفاءة.

فيمكننا أن نقول أن ضبط النفس هو السلوكيات التي يقوم بها الفرد عمدا للوصول إلى الهدف المراد، فعلى سبيل المثال، نرى الموظف يضع نصب عينيه هدف معين في عمله ثم بعد ذلك يهيأ الأمور و السلوكيات من أجل تحقيق ذلك الهدف، فهو بذلك يطور من ذاته لسرعة الوصول لهدفه.


برامج التطوير الذاتي



لتحقيق أي أهداف لإعلاء الصحة النفسية لابد من وضع برامج ممنهجة ومدروسة على سبيل المثال:

- تحديد الأهداف؛ و ما يجب القيام به و كيف يكون.


- اتخاد اجراءات لتحقيق هذه الأهداف.

- السيطرة على المؤثرات الخارجية التي تؤثر على التطور.

- إدخال خطط بديلة عند الحاجة إليها.

- قياس مدى التقدم الذي حققته تجاه تطوير الذات في ضوء الأهداف التي حددتها مسبقا

عملية تطوير الذات



تتطلب هذه العملية من الصحة النفسية ما يلي..

- تنمية الوعي بالذات أولا.
- استخدام أساليب تتناسب مع هذا الوعي الذي تم تحليله مسبقا.


تنمية الوعي بالذات



ماذا نعني بهذا الكلام إنه ببساطة يعني هو دراسة ذاتك بما يحتويك من سلوكيات و مشاعر و أفعال. فكل فرد يدرك ذاته جيدا، و يعلم نقاط القوة و الضعف التي تحتويه.

و من خلال تحليل ذاتك جيدا ووضعها في مكانها المناسب، تستطيع استخدام نقاط قوتك لصالح تحقيق أهدافك. و يتطلب ذلك تعديل بعض السلوكيات التي قد تكون عائقا نحو تحقيق الهدف.الأفراد المتفهمين لمشاعرهم هم الأكثر فاعلية تجاه المواقف الحرجة و التي تتطلب وعي أكثر للذات لدعم الصحة النفسية.

و مع ذلك، فإن فهم الذات لا يجعل الشخص فعالا وإيجابيا، فعلى الرغم من أننا نشعر أننا نعرف أنفسنا جيدا، إلا أننا غالبا ما لا ندرك تماما أنفسنا بالشكل الصحيح، حيث أن الوعي الذاتي هو مفهوم داخلي يساعد الشخص على تحديد هويته، و يمكن تطويره من خلال الدراسة و التعمق.


هنا سوف نقوم بتقديم نموذج Johari لتحليل الذات من وجهة نظر الصحة النفسية..

وفقا لهذا النمودج، هناك بعدان لفهم الذات..

- نظرة الفرد لنفسه، أي الجوانب من سلوك و أسلوب الشخص المعروفة لنفسه.


- نظرة الآخرين للفرد أي الجوانب من سلوكه المعروفة لمن يتعامل معهم.

هذان البعدان يحددان أربع مجالات حول تحديد الذات كما يوضحه الجدول التالي..

ينقسم الجدول إلى أربعة أقسام توضح علاقته بالآخرين، حيث يوضح مدى وعي الفرد بسلوكه ومشاعره بجانب وعي الآخرين تجاه نفس الفرد حول هذه السلوكيات والمشاعر ومدى صحتها.

يتم تحديد الوعي الذاتي أو الصحة النفسية للشخص عن طريق النقاط التالية..


معرفة الذات



هذه هي الحالة التي يعرف فيها الشخص نفسه كما يعرفه الآخرين. وبالتالي، فإن السلوك والمشاعر التي يشاركونها منفتحة ومتوافقة مع بعضها البعض.

وتحتوي الحالة على معلومات مثل الاسم والعمر والمظهر الجسدي والموقع والعنوان والقيد العائلي. أي أن هذه المرحلة تتوافق فيها ما نعرفه عن أنفسنا مع ما يعرفه عنا الآخرين، مما لا يسبب أي من المشاعر السلبية، حيث أنها ما هي إلا معلومات مثبتة ومتفق عليها لا مجال للجدل فيها.


الجهل بالذات



أي ما لا يعرفه الفرد عن نفسه من مشاعر يراها الآخرين و تصرفات وسلوكيات يقر بها الآخر، فقد تكون هناك سلوكيات مزعجة يصدرها الفرد بعفوية ودون قصد يراها الآخرون بوضوح تام، وبشكل يصعب على الفرد رؤيته.

فعلى سبيل المثال يرى البعض أن سلوك الفرد في طرح الأسئلة غير مستحب، ومزعج للآخرين حيث يرونه كنوع من الاستجواب فهنا يَرَونَ الفرد لا يجيد لغة الحوار، ولكن الفرد ذاته يجهل ذلك.

الذات الخفية




وهي تلك الأشياء التي يعرفها الشخص عن نفسه تمام المعرفة ولكنه لا يظهرها للآخرين، بل تظل في الخفاء حيث يعتبرها مشاعر وسلوكيات خاصة وسرية لا يحب البَوحَ بها للآخرين.

على سبيل المثال علاقة المرؤوس برئيسه في العمل، قد يمر ببعض المواقف الغير محببة له ولكنه على الرغم من ذلك لا يبوح بها لرئيسه على أية حال، مثال على ذلك وقوف الفرد أمام رئيسه احتراما له فإن هذا السلوك قد يكون إجباريا وغير مستحب ولكنه مضطرا إلى فعله.

الذات المجهولة




هذه المنطقة المظلمة من الشخصية، تلك المنطقة التي لا يعرف فيها الشخص نفسه كما لا يعرفه الآخرين، فهي شخصية مجهولة للجميع، يصعب الوصول إليها، وبالتالي يصعب تحليلها من أجل الوصول إلى وجه افضل من الصحة النفسية.

يعتقد بعض علماء النفس أن هذه المنطقة عميقة جدا في النفس البشرية قد يمر بها الشخص نتيجة حدوث بعض الأحداث المؤثرة في حياته أو الوقوع تحت ضغوط نفسية كبيرة تجعله يكتشف عن طريق الصدفة هذه المنطقة المجهولة داخله، وكلما توصل الشخص للتحليل الصحيح لنفسه كلما كان أكثر فاعلية في تعاملاته مع الآخرين.

من خلال هذه النقاط نتوصل إلى أنه كلما استطاع الفرد التوصل إلى الذات المجهولة، كلما استطاع الكشف عنها للآخرين بشكل أكثر وضوحا.

لكي تكتشف هذه المنطقة المجهولة يمكنك الوصول إليها عن طريق..


- أن يقوم الفرد بتحليل نفسه عن طريق التعرف على نقاط القوة والضعف التي يمتلكها.
- أن يفهم حالته العاطفية جيدا ويحلل سلوكه بشكل يجعله يتواصل جيدا مع الآخرين.

- عند معرفة نقاط الضعف لابد من إيجاد طرق وسبل لتحويلها لنقاط قوة فيما بعد.

- يجب أن يتمتع الفرد بعقلية إيجابية تدفعه للتغيير نحو الأفضل، وعليه تقبل النقد اللاذِع من الآخرين من أجل هذا التغيير.


- أن يقوم الشخص بتعديل سلوكه من خلال التغيرات التي يجب أن تطرأ على شخصيته، والقدرة على الجمع بين الذوات الأربعة التي تحدثنا عنها مسبقا بداية من معرفة الذات وحتى الوصول للذات المجهولة.

ولكن عليك أن تعلم أن الوصول لهذه المرحلة ليس سهلا، بل تحيطه الكثير من المعوقات

يمكننا فهم هذا على النحو التالي..


1: الكشف عن الذات



الكشف عن الذات هو مشاركة الأفكار والمشاعر والخبرة والانطباعات والتصورات والبيانات الشخصية الأخرى مع الآخرين، فإن هذا الانفتاح هو ميزة مهمة ويساهم بشكل كبير في فعالية الشخص.

لكن الانفتاح أو الكشف عن الذات وحده يُساء فهمه على أنه مشاركة كل شيء عنك مع الجميع وهذا أمر غير مستحب.

يمكن أن يكون الانفتاح فعالًا في الأحوال الآتية..


عندما يرى الشخص أن مشاركة ما يريد مشاركته مناسب، حيث أن المشاركة غير اللائقة لا تساهم في الانفتاح الفعال مع الآخرين، على سبيل المثال، عادة ما يكون مكان العمل غير مناسب للشخص للتحدث عن مشاكله الزوجية.

يمكن وصف الانفتاح بأنه فعال إذا كان الشخص على دراية بما يمكن أن يفعله الانفتاح للآخرين، حيث أن هؤلاء الذين يشاركون مشاعرهم مع الآخرين فقط من أجل التنفيس لا يعني هذا أنهم يتعاملون بشكل متفاعل مع الآخرين.

على سبيل المثال، المشرف الذي يخرج غضبه على مرؤوسه دون النظر في قدرة هذا الشخص على معالجة واستخدام البيانات التي تم تقديمها له فهذا الشخص لا يكون فعالاً، ويُنصح المشرف بالاستماع إلى المرؤوس وتقاسم مخاوفه بطريقة تساعده على استخدام البيانات التي يتلقاها ويستطيع تنفيذها.

2: مدى تأثير الانتقادات على الشخص




التعليقات على سلوك الشخص وتأثيره على الآخرين الذين لا يعرفهم الشخص نفسه قد يكون إيجابيًا أو سلبيًا، ولكن بشكل عام ، لا توجد مشكلة في ردود الفعل الإيجابية.

ومع ذلك ، فإن ردود الفعل السلبية تخلق تنافرًا مع صورة الذات، وقد تهدد الأنا مما يؤثر بالسلب على الصحة النفسية.

عندما يتلقى الفرد ردود فعل سلبية (على سبيل المثال، إذا تم انتقاده أو إلقاء اللوم عليه بسبب الطريقة التي يتصرف بها)، يميل الفرد إلى أن يكون دفاعيًا ويستخدم بشكل عام السلوك الدفاعي للتعامل مع هذه الانتقادات.


أساليب تطوير الذات في الصحة النفسية



عند تطوير الوعي بالذات، إذا قام الفرد بتحليل نقاط ضعفه، فإنه يتخذ القرار لتحويلها إلى نقاط قوة فيما بعد.

يمكن القيام بذلك بالطرق التالية..

1: السلوك البناء




يجب على الفرد الانخراط في السلوك البناء الذي يؤدي إلى تحقيق الهدف، يمكن تطوير ذلك عن طريق إدارة المنبهات التي تؤثر على السلوك غير المرغوب فيه و تعزيز المنبهات التي تثير السلوك المرغوب فيه.

يمكن أيضًا بناء سلوكيات جديدة عن طريق إدخال محفزات جديدة أو إعادة ترتيب المحفزات الحالية، بمجرد إنشاء المحفزات أو إعادة ترتيبها أو تقليلها أو زيادتها، يقيس الفرد سلوكه الناتج عن تلك المحفزات ويعززها من أجل تحقيق الأهداف.

2: إدارة الوقت




عادة ما يكون الفرد مقيداََ بالوقت في تحقيق الأهداف المرجوة، وهنا نجد أن إدارة الوقت تقلل من العناصر التي تؤدي إلى إضاعة الوقت.

حيث أن العوامل الداخلية التي تؤدي إلى إضاعة الوقت هي نتيجة التخطيط غير السليم، و العمل الزائد، و تأجيل العمل و العديد من الأمور الأخرى.

يجب التقليل من العوامل الخارجية و إدارة الوقت بشكل صحيح لفهم نفسه و الآخرين وربط معرفته بالأهداف المطلوبة. التقنيات المختلفة لإدارة الوقت هي التحكم بالنقاط الحرجة، و التخطيط السليم و الجدولة للأمور.

3: الدراسة الذاتية




يجب على الأفراد ألاَّ يقوموا فقط بمهمة معينة أو أنشطة بعينها، ولكن أيضا إثراء معرفتهم بقراءة الكتب و المجلات و الكورسات الجيدة في مجال الادارة.

حيث يؤدي دراسة الأدب إلى التطوير الذاتي، ويساهم في تحقيق الأهداف بشكل جيد. كما أن حضور الندوات و المؤتمرات وورش العمل مفيد جدا في هذا الصدد.

هكذا عرضنا لكم وجهة نظر الصحة النفسية في تطويرالذات وكيفية التعامل مع هذا التطوير بشكل فعال، على أسس علمية و خطوات لابد من اتباعها، من أجل تطوير الذات للأفضل و القضاء على سلبيات التفكير النقدي، و التعامل بشكل أفضل مع الذات مركزا على النواحي الايجابية للشخصية و بالتالي بثها وتوضيحها للآخرين.


إن أعجبك المقال لا تنسى مشاركته عبر وسائل التواصل الظاهرة أسفله







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

المواضيع المتميزة

احدث المقالات

الاكثر اعجابا