تخيل نفسك وأنت تجري مقابلة عمل والأمور تسير على ما يرام، وبعد أن تعدد مزاياك ومهاراتك ونقاط قوتك بسهولة تامة وتظن أنك اقتربت من الحصول على الوظيفة، يبادرك مسؤول التوظيف بالسؤال الذي كنت تخشاه: ما هي أكبر نقطة ضعف لديك؟ هذا أحد الأسئلة التي يواجه الناس صعوبة بالغة في الإجابة عليه، لأن تلك الإجابة ستشي بالكثير عن شخصية المرء، وبالتالي فهي تمتاز بقدر كبير من الأهمية.
تهدف المقابلة الوظيفية إلى استبعاد المرشحين السيئين بقدر ما تهدف إلى العثور على الأكفاء منهم. وقد يعمد المسؤول عنها إلى طرح هذا السؤال المربك كي يرغمك على البوح بأسرار لم تكن لتقولها لو قمت بالاستعداد الكافي لتقديم رد لائق. ولكي تتفادى حدوث هذا الأمر، إليك بعض النصائح التي تساعدك في التحدث بحكمة عن مواطن الضعف لديك أثناء المقابلة:
اعرف نقاط ضعفك:
إن كنت تجهل مواطن الضعف لديك، فمن المستحسن أن تجيب على أحد اختبارات الشخصية وستفيدك النتائج في معرفتها. كل واحد منا يمتلك نقاط ضعف معينة، ولا شك في أنك إن لم تدركها فلن تعرف نقاط القوة المقابلة وعندها ستكون كفاءتك في العمل في موضع شك.
كن صادقاً لكن لا تذكر ما تفتقر إليه من مهارات أساسية:
لا تتفوه بإجابات متسرعة، كأن تقول إنك لا تبد اهتماماً بالغاً بالتفاصيل، فهي إجابة غير ملائمة لشخص من المتوقع تعيينه في وظيفة ترتكز على مثل هذا النوع من الاهتمام. هذا يعني أنك تفتقد مهارة أساسية في صميم العمل الذي يفترض أن تمارسه. الأفضل في هذه الحالة أن تنظر مسبقاً إلى الشروط والمهارات الواجب توفراها في المرشح للوظيفة كي تتأكد تماماً من طبيعة المواصفات التي يبحث عنها صاحب العمل.
اشرح كيف تغلبت على نقاط الضعف:
كن مستعداً لضرب مثال على حالة قصور سابقة نجحت في تحويلها إلى موطن قوة. ولا تتطرق إلى الحالات المشابهة التي لم يتأكد نجاحها بعد. على سبيل المثال، إذا قلت بأنك كنت تتأخر كثيراً عن العمل في الماضي وأصبحت اليوم تحضر مبكراً في معظم الأحيان، فلن تظفر بالوظيفة المرتقبة على الأرجح. عليك أن تستطرد في الحديث موضحاً كيف أن أحد المحيطين بك قد أقنعك بأهمية الالتزام بالمواعيد وأثره في تحسين صورتك المهنية فحرصت منذ ذلك الحين على القدوم باكراً إلى جميع اللقاءات.
لا تحضر إجابة محددة:
لا شك أنك تفضل تهيئة نفسك للإجابة على جميع الأسئلة الشائعة في المقابلات- خاصة المخادعة منها كالسؤال عن مواطن الضعف. لكن فيما يستحسن أن تستذكر نقاط ضعفك مسبقاً، لا ينبغي عليك أن تتقيد بتقديم إجابة معينة. فلعل إجابتك تتغير قليلاً وفقا لمجريات الحديث مع المسؤول، ومن غير اللائق حينئذ أن تبدو مصطنعة.
ناقش نقاط ضعفك المتعلقة بالعمل فقط:
تقيد دوماً بالحديث عن المواضيع المهنية وتجنب الخوض في الأمور الشخصية، فمدراء التوظيف يرغبون في المقام الأول بالتعرف على نقاط ضعفك في بيئة العمل وكيف أنك استطعت التخلص منها. كما يفضل الابتعاد عن سرد المتاعب الحياتية الخاصة التي مررت بها، لأن الخلط بين حياة المرء وشؤون العمل يدل على ضعف المهنية.
لا تقل إنك تسعى إلى الكمال أو إنك مدمن على عملك:
فهذه من بين الإجابات التي يصرف النظر عنها على الفور، لأن المحاور يسمعها طيلة الوقت وغالباً ما يطلب من المرشح تقديم إجابة أخرى أو يكتفي بمتابعة الحديث عن نقطة ثانية آخذاً بعين الاعتبار عجز المرشح عن تقديم رد منطقي ومقنع. وعلاوة على صعوبة تصديق هذا النوع من الأجوبة أحياناً، فإن من الأسباب الأخرى التي تجعله غير ملائم أنه قد يتعارض مع طبيعة الوظيفة المطلوبة. على سبيل المثال، إن كان العمل يتطلب سرعة الإنجاز، فإن حرصك على بلوغ الكمال قد يجعلك تبدو شخصاً بطيئاً ومزعجاً.