يعدُّ العثور على منتور (mentor) طريقة رائعة لتعزيز حياتك المهنية والشخصية، إذ يمكن أن يساعد المنتور المناسب في إعدادك للنجاح من خلال تقديمك للناس، واقتراح الخطوات المستقبلية فيما يتعلق بالتدريب أو المشاريع التي يجب عليك القيام بها، وتشجيعك، وإظهار إمكانية تحقيق ما تريده مهنياً.
ينطوي المنتورينغ على بعض المصاعب، إذ ليس من السهل دوماً العثور على المنتور المناسب؛ فكيف تجد إذاً شخصاً مستعداً وقادراً على مساعدتك، ويتحلى بكل الصفات التي تحتاج إليها؟
تعرَّف على أهدافك في البداية:
سيكون من الجيد قبل أن تبحث عن منتور مناسب أن يكون لديك استيعاب قوي وراسخ لأهدافك؛ فأنت تحتاج معرفة ما تريده من علاقتك بالمنتور، وتحديد الوجهة التي ستكون عليها حياتك المهنية في المستقبل.
على سبيل المثال: إذا كنت ترغب في الانخراط في أمور الإدارة، فقد تحتاج إلى منتور قد اتخذ مساراً مشابهاً من قبل؛ حيث يجب أن يكون المنتور شخصاً يتمتع بالخبرة والعلاقات المناسبة لتتعلم منه وتستفيد من علاقاته في حياتك المهنية.
وفي حين قد تختلف تجارب العمل للمنتورز المحتملين، إلَّا أنَّ هناك الكثير من الصفات الشخصية العامة في الأشخاص الجيدين لعلاقة المنتورينغ، ومنها:
1. يجب أن يشاركك المنتور الجيد قيمك الشخصية:
على سبيل المثال: يعدُّ المنتور الجيد شخصاً يتمتع بالنزاهة الشخصية ويشاركك قيمك على الصعيدين المهني والشخصي؛ فربَّما لن تبلي حسناً من خلال العمل مع منتور قاسٍ وصارم في مواعيده إذا كانت أسرتك أحد أهم أولوياتك؛ إذ قد لا تجد الوقت الكافي لذلك.
2. يكون المنتور الجيد على استعداد دائم لتعليم وتقديم المشورة للآخرين:
قد يرى المنتور نفسه من خلالك، أو يرغب في تقديم المساعدة التي حصل عليها أو التي لم يحصل عليها عندما بدأ في التعلم.
يجب أن يكون المنتور شخصاً ودوداً ومستعداً لتخصيص الوقت لقضائه معك، كما يجب أن يكون مستعداً وقادراً على قضاء الوقت في التفكير في وضعك واحتياجاتك، وتقديم المشورة المفيدة، وإظهار الحقائق الصعبة عند الحاجة.
يحتاج المنتور إلى الموازنة بين الرغبة في مشاركة مواهبه وخبراته، وبين الإصغاء إليك والانفتاح على احتياجاتك وأهدافك بدلاً من إعادة صياغة القصص القديمة التي يذكرها لكل من يطلب نصيحته.
3. لا يتوقف المنتور الجيد عن التعلم أبداً:
أحد الأمور الهامة التي يجب أن يتحلى المنتور الجيد بها هو الفضول والاستعداد الدائم للتعلم؛ فأنت لا تحتاج إلى منتور يعرف الكثير عن عملك وتاريخه فحسب، وإنَّما أن يكون على اطلاع دائم بجميع التطورات والتكنولوجيا، ويمكنه مساعدتك في التنقل بين الخيارات اللازمة للتركيز على الأمور التي تساعدك في تطوير حياتك المهنية.
كما يجب أن يكون للمنتور أهداف يتابعها ويسعى إلى تحقيقها في مجاله، وأن يحصل على مزايا إضافية للتحدث في المؤتمرات أو كتابة الأبحاث، أو أن يكون قائداً فكرياً في مجال ما؛ كما يجب أن يكون متحمساً لمجال عمله، ويهتم دائماً بالقراءة ومعرفة المزيد، حيث يمكنك اختبار ذلك عن طريق سؤاله عن المدونات أو الكتب التي قرأها مؤخراً، والتحقق من مصادرها؛ فإذا لم تكن لديه إجابات جيدة، فقد لا يكون أفضل منتور لك.
4. المنتور المثالي هو كوتش ومشجع لك:
يمكن أن تشمل علاقة المنتورينغ (mentorship) الكثير من الخصائص المختلفة، من تقديم المشورة، إلى تحديد الأهداف والتآلف وإنشاء العلاقات الودية؛ لكن تتلخص إلى حد كبير في العثور على شخص يمكنه أن يكون كوتشاً ومشجعاً في الوقت نفسه، حيث يجب أن يكون المنتور قادراً على تقديم نصائح واضحة بشأن ما عليك القيام به، ومساعدتك للابتعاد عن منطقة راحتك، وتحفيزك على القيام بأمور قد لا تشعر أنَّك مستعد للقيام بها، وتشجيع نجاحاتك كما لو كانت تخصه شخصياً.
ليس بالأمر السهل أن تجد منتوراً جيداً، ولكن عندما تبدأ البحث مع وضع احتياجاتك والميزات التي تريدها من علاقة المنتورينغ في عين الاعتبار، فمن شأن ذلك أن يُسهِّل عليك معرفة الشخص غير المناسب لك.