منذ بداية العام الجاري بدأ كوفيد-19 يلقي بظلاله الثقيلة على العالم وبدأنا جميعًا نعيش في أحداث غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، فلم يحدث أن أغلقت المساجد كل هذه الفترة الزمنية والمطارات وتسريح عدد كبير من العاملين في المجالات المختلفة. بالطبع أيضا الأخبار المرعبة لهذا المرض والخوف من الألم والموت سواء للنفس أو للأحباب، كل هذا ثقيل جدًّا على النفس وهو بالتأكيد وقت عصيب

وهذه بعض الأفكار لنتخطى الأيام الصعبة

1- عش اليوم بيومه ولا تفكر في المستقبل كثيرًا

لقد كان لدينا الكثير من الخطط في عام (2020م) لم نكن نعلم أننا سنعيش واقعًا مختلفًا. البعض كان يخطط للسفر في فترة الإجازات للسياحة والتعرف على بلاد جديدة أو لقضاء شهر العسل والبعض من الشباب المقبلين على الزواج كان يخطط لعمل أفراح من ألف ليلة وليلة قاعات وبوفيهات وعزائم واقتصر الأمر فقط على أخذ العريس لعروسه من بيت أهلها إلى بيته باحتفال عائلي بسيط، ففي هذه الأيام إذا وجدت قوت يومك وكان لديك سقف فوق رأسك وكنت تتمتع بصحة جيدة وتنام وتستيقظ بلا كحة أو ألم فأنت من أغنى الناس، التخطيط الجيد مهم جدًّا ولكن كن مرنًا وتقبّل أي شيء جديد في طريقك لتتأقلم معه.

2- حدد أهداف صغيره سهلة الاقتناص

اتبع إستراتيجية المسافات في السفر، نحن حينما نسافر بالسيارة نمر بالكيلو الأول ثم (50) ثم (100) كيلو ثم نأخذ قسطًا من الراحة نأكل ونتزود بالوقود ونقابل صعوبات كثيرة في الطريق نتغلب عليها ونكمل الطريق على دفعات قليلة وهكذا إلى أن نصل إلى وجهتنا. اتبع نفس الإستراتيجية حقق طموحك بخطوات صغيرة ولكن ثابته يوميًّا إلى أن تصل لهدفك.

3- طور مهاراتك وتعلم شيئًا جديدًا

لقد أصبح التعليم أون لاين ومتاح للجميع في جميع المجالات وخلال فترة الحجر الصحي والحظر سعى العديد من الناس والأصدقاء لتطوير مهاراتهم بالدراسة، فمنهم من بدأ دراسة لغات مثل الإسبانية والإيطالية واليابانية، ومنهم من حصل على شهادات معلم خبير في مايكروسوفت، ومنهم من بدأ رسالة الماجستير فاستطاعوا أن يطوروا مهاراتهم ويجدوا شغفًا يهون عليهم ما يحدث في العالم حاليًا.

4- اربح من الاستمتاع بهواياتك

اذا كانت هواياتك أعمال يدوية مثل الرسم أو التطريز أو الخياطة أو الأعمال المبدعة كإصلاح الأدوات الكهربائية أو الهواتف المتنقلة من الممكن أن تجعلها مصدر رزق ومصدر سعادة لك لأنك ستستمتع بعمل شيء تحبه.

5- كن ممتنًا لكل الخير والنعم في حياتك

اجعل من الامتنان والشكر عادة يومية، ربما تكون الصورة الكبيرة مُظلمة فالعديد من الناس فقدوا أحباءهم والعديد أيضا فقدوا وظائفهم ومصدر دخلهم والعديد مروا بتجربة المرض الشديد وكلها تحتاج للصبر وقوة الاحتمال وبرغم ذلك يجب أن نكون ممتنين للمعجزات الصغيرة اليومية.



- كن ممتنًا للصباحات الجديدة.
- كن ممتنًا لساعات من النوم المريح في منزلك.
- كن ممتنًا لكوب قهوتك وطعامك الشهي.

- كن ممتنًا لكلمات أصدقائك ومشاعرهم الطيبة النقية.
- كن ممتنًا أنك تتنفس بسهولة.
- كن ممتنًا بقربك من عائلتك والجلوس وقتًا كبيرًا معهم.
- سجل امتنانك اليومي لكل النعم التي تمر بك وتشعر أنها أمور مضمونة ومسلم بها وهي ليست كذلك.

6- أبحر في ذكرياتك انتقِ أفضلها واستدعيه وتحدث عنه

جميعنا مررنا بأيام رائعة، يقولون أنه حينما تتذكر أيامك الجميلة وتحكي عنها تزيد وتزدهر. احكِ عن كل الخير والعناية الإلهية التي تحيط بك وتنجيك كل يوم، عن أيام النجاح والإصرار والأفراح والسعادة والرضا والحب، قهقه مباشرة من قلبك بصوت مرتفع، عن قصد مارس فعل الضحك. شاهد فيلمًا كوميديًّا وتبادل الصور المضحكة والنكات مع الأصدقاء فالابتسامة من القلب تذيب الأحزان وتجعلك في مزاج جيد.

7- كن إيجابيًّا ومتفائلًا

الحياة تمر بمنعطفات وليست على وتيرة واحدة. الظروف الصعبة تعلمنا أكثر مما تعلمنا الظروف الجيدة وتجعل شخصيتنا تنمو وهذا فقط إذا نظرنا للضوء في آخر النفق وكان لدينا أمل في شروق الشمس بعد الظلام. الأفكار الإيجابية تحافظ على صحتك وطاقتك مرتفعة وتهيئ عقلك لاستقبال الأخبار الجيدة والأحداث السعيدة، الإيجابية دائما طوق النجاة في بحر الحياة متلاطم الأمواج.

8- تواصل مع أحبائك وابتعد عن الأشخاص السلبيين

وجودنا مع أحبائنا يخفف عنا أي حزن أو توتر ويملأ أرواحنا بالبهجة والسعادة، حتى لو بعدت بيننا المسافات فمازال التواصل الروحي هو أعمق تواصل إنساني وهو مهم جدًّا لتخطي الأيام الصعبة. تذكر كل الأيام الصعبة التي عصفت بك ولكنك تجاوزتها وخرجت منها قويًّا وأكثر نضجًا وحكمةً، هذه الأيام أيضًا ستمر وستتذكرها وتبتسم لأنك تجاوزتها لأيام أفضل وأحلى.