هناك أشياء كثيرة محبطة في حياتنا لكن يأتي في الصدارة “إضاعة الوقت” وأكثر شيء يثير الغضب هو عدم معرفة أين ومتى يتم تدوير العجلات الخاصة بك؟ سواءً كان ذلك في العمل أو في المنزل. في محاولة لزيادة الإنتاجية الخاصة بك يمكن أن يساعدك مبدأ باريتو (Pareto Principle) في الحصول على دوران العجلة والاستمرار عليها بشكلٍ تتدارك من خلاله عدم إهدار الوقت فيما لا يُجدي نفعًا، أو على الأقل عند إهداره في أشياء لا تُعطي أية إنتاجيةٍ تُذكر.
الأرقام لا تكذب!
ربما سمعت بقاعدة 80/20، أليس كذلك؟ ينص هذا المفهوم على أن 80٪ من النتائج تأتي بشكلٍ عام من 20٪ من الإجراءات. الفيلسوف والاقتصادي (فيلفريدو فيديريكو داماسو باريتو) الذي ولد في إيطاليا عام 184 هو من صاغ هذه الفكرة!
هناك أسطورة تقول أن باريتو نظر في نباتات البازلاء في يومٍ من الأيام ولاحظ أن 20 في المئة فقط من النباتات في الحديقة أنتجت 80 في المئة من قرون البازلاء الجيدة، ثم نظر إلى كل إيطاليا فوجد أن 20٪ من السكان يملكون 80٪ من أراضي البلاد. هذه النسبة الصغيرة السحرية ظلت لها الهيمنة، ومن هنا ولِد مبدأ يحمل نفس اسمه (مبدأ باريتو).
الدرس الأساسي لهذا المبدأ المعروف أيضًا باسم “قانون القليل الحيوي” هو أن المدخلات لا تساوي دائمًا المخرجات.
كيف تظهر هذه القاعدة 80/20 نفسها في حياتك اليومية (إلى جانب حديقة نبات البازلاء المرغوب بالطبع)؟
فيما يلي بعض الأمثلة ذات الصلة التي يمكن أن تكون نتائج باريتو فيها مألوفة:
- ٪20 من منزلك هو المكان الذي تقضي فيه 80٪ من وقتك
- ٪20 من العملاء يُنشئون 80٪ من إيرادات الأعمال
- 20 ٪ من الأخطاء التكنولوجية تسبب 80 ٪ من حوادث التصادم
- ٪20 من تطبيقاتك تمثّل 80٪ من وقت هاتفك الذكي
- ارتداء 20 ٪ من خزانة الملابس الخاصة بك تُمثل 80 ٪ من الوقت
تطبيق هذه القاعدة سيغير حياتك
يكمن سر استخدام مبدأ باريتو في الواقع لصالحك في كيفية تحديد 20٪ و 80٪ من الأشياء التي تقوم بها. قبل أن نصل إلى ذلك، من المهم أن ندرك أنه ليس بالضرورة أن يكون دومًا 80/20، ولا يلزم حتى عمل ما يصل إلى 100! على سبيل المثال: إذا كان 80٪ من زملائك في العمل لا يفعلون شيئًا طوال اليوم؛ فهذا يعني أن 20٪ من موظفي مكتبك يقومون بـ 100٪ من العمل. الشيء الأساسي الذي يجب تذكره هو أن معظم الأشياء في الحياة لا يتم توزيعها بالتساوي. لا حاجة للتعلق -بشكلٍ كبير- بأرقام معينة؛ 80/20 هو مجرد دليل تقريبي يعتمد على التوزيع النموذجي.
الآن دعنا نلقي نظرة على بعض الأمثلة المذكورة أعلاه ونحدد ما هو العنصر القابل للتنفيذ مع كل عنصر:
- إذا كنت مسؤولاً تنفيذيًا وترى أن 20٪ من العاملين يساهمون بنسبة 80٪ من النتائج؛ اعمل على مكافأة هؤلاء الموظفين.
- إذا كنت مهووسًا بالتكنولوجيا ولاحظت أن 20٪ من الأخطاء في تطبيقك تسهم بنسبة 80 ٪ من حالات التعطل؛ فيجب تحديد أولويات إصلاح هذه الأخطاء أولاً.
- إذا كنت مالكًا لنشاط تجاري صغير ورأيت أن 20٪ فقط من عملائك يساهمون بنسبة 80٪ من الأرباح؛ ركز على إرضاء هؤلاء العملاء.
والأمثلة تستمر وتستمر في كل أمور حياتك! نقطة البداية هي أنه يجب عليك تركيز جهودك على 20% التي تحدث فرقًا، بدلًا من 80% التي لا تضيف الكثير.
إذا كان من المنطقي، يمكنك تفويض أشياء غير حرجة لشخصٍ آخر، أو مجرد إسقاطها تمامًا.
فيما يلي بعض الأمثلة الأكثر فائدة، كما ورد في Better Explained:
- فبدلاً من قضاء ساعة في صياغة منشور على الورق/المدونة لست متأكدًا من الحاجة إليه؛ اقضِ 10 دقائق في التفكير في الأفكار الواردة في مخيلتك؛ ثم أنفق 50 دقيقة في الكتابة عن أفضل فكرة.
- بدلاً من اللوم لمدة ثلاث ساعات على تصميم واحد، قم بعمل ستة تخطيطات (كل 30 دقيقة) واختر المفضل لديك.
- بدلًا من قضاء ثلاث ساعات لقراءة ثلاث مقالات بعمق، قم بقضاء خمس دقائق في النظر لــ 12 مقالة (ساعة واحدة) ومن ثم قضاء ساعة في كل واحدة من أفضل اثنين منهم (ساعتين).
كانت هذه بعض الأمثلة، الكثير من أمور حياتك تستطيع إخضاعها لهذا القانون، لتحصل على إنتاجية فعلية ودون ضياع لوقتك الثمين، وحفظًا لجهدك، بعيدًا عن الأمور المستهلِكة في حياتك.