بحث عن

تطوير الذات / التفكير الايجابى /

10 استراتيجيات للمضي قدماً عندما تشعر بالعجز

10 استراتيجيات للمضي قدماً عندما تشعر بالعجز - ازدهار ezdehar

لقد شعرنا جميعاً بالعجز في مرحلة ما من حياتنا، وربَّما ينتابك هذا الشعور الآن، حيث تشعر بالتعثر قليلاً في العمل على مشروع إبداعي ككتابة مقال أو رسم لوحة فنية؛ أو ربَّما تكون بدأت نشاطاً تجارياً جديداً أو مشروعاً كبيراً في العمل، وشعرت أنَّ حماسك له قد انطفأ.
ربَّما قد تلاشى حماسك الأول، وينتابك الآن شعور بالعجز والارتباك والإرهاق حيال الاستمرار في التقدم؛ أو ربَّما قد يكون إحساسك هذا قد بلغ أوجه، وتشعر في هذه اللحظة أنَّك عالق في وظيفة لا تعجبك، أو في علاقة عاطفية لا تنجح، أو لديك ديون متراكمة على عاتقك، أو تحيا حياة لا تمت لتلك التي حلمت بها بصلة.
بغض النظر عن مدى العجز الذي ينتابك، يبقى هذا شعوراً سيئاً للغاية؛ إذ يمكن أن يؤدي الإحساس بالضيق وعدم القدرة على الاستمرار إلى الارتباك والقلق واليأس وانعدام الأمان والاضطراب، وقد يخطر لنا أحياناً أن نستسلم لليأس وننسحب.
سواء كنت تشعر "بالقليل من العجز"، أم بلغ السيل عندك الزبى وأنت تحاول اتخاذ قرار صغير كان أم كبير، أم تتساءل عمَّا تفعله في حياتك، أم تشعر بأنَّك عالق في وظيفة ما، أم أنَّك مثقل بالديون، أم أنَّك غير سعيد في علاقة أو حياة لا تريد أن تعيشها؛ يمكن أن تساعدك هذه الخطوات العشر على المضي قدماً.

1. عُد خطوة إلى الوراء:


إنَّ خطوتك الأولى للمضي قدماً عندما ينتابك شعور العجز هي "التراجع خطوة إلى الوراء".
نحن نحاول في كثير من الأحيان أن نحرر أنفسنا من هذا الشعور من خلال الاندفاع إلى الأمام بقوة كبيرة، أو بذل جهد أكبر؛ ولكن كما قال أينشتاين (Einstein): "لا نستطيع حل المشكلات المستعصية بالعقلية نفسها التي أوجدتها".

إنَّ أول شيء ينبغي عليك فعله هو تغيير تفكيرك من خلال تقييم وضعك الحالي من وجهة نظر مختلفة؛ إذ ينبغي أن تفكر في مكانك في هذه الحياة، وكيف وصلت إلى هذه النقطة، وما الذي ترغب حقاً في تحقيقه؛ ولكن عندما تتراجع خطوة إلى الوراء في حياتك أو مهنتك أو تحدياتك، وتنظر إليها من مسافة بعيدة، سترى الأشياء من منظور مختلف.

دورك في هذه العملية:


تخيل أنَّك تُهت في الغابة. سيكون أمامك عدة خيارات: إمَّا الاستمرار في المشي بحثاً عن طريق للخروج، أو الإصابة بالهلع والدوران في حلقة مفرغة، أو العودة من الطريق ذاته الذي أتيت منه، أو الجلوس ساكناً ريثما تصلك المساعدة.
تخيل بدلاً من ذلك أنَّ بإمكانك أن تتوقف، وتأخذ نفساً عميقاً، وتفصل تفكيرك عن تفاصيل وضعك الحالي؛ ثمَّ تحلق عالياً كما لو كنت في مروحية وتطل على نفسك من بين الأشجار.
ما الشيء المختلف الذي تراه أو تلاحظه من هذا المنظور؟ هل ترى طريقاً مختلفاً للخروج، أو أناساً قادمين لدعمك؟ أم أنَّ المخرج أقرب بكثير ممَّا كنت تظن؟
هناك طريقة أخرى لترى الموقف من منظور أوسع، وهي أن تنظر إلى المشكلة بشكل محايد، كأن تتخيل أنَّك فراشة على الحائط وتراقب حياتك، وتفكر في الأفكار والنصائح التي ستعطيها لنفسك.

2. كن محدداً:



إنَّه لمن الصعب أن تمضي قدماً حين لا تفهم تماماً سبب عجزك؛ إذ عليك أن تحدد ما يحدث في حياتك أولاً كي تتمكَّن من مواجهته؛ فقد قال أحدهم ذات مرة: "إنَّ أيَّ مشكلة واضحة المعالم تقدم حلها بنفسها".
إذا أردت العثور على حل، فيجب أن تفهم المشكلة الأساسية؛ فعندما تتعمق قليلاً في المشكلة أو التحدي أو العرقلة الحقيقية، ستتمكن من رؤية الحلول جلية أمامك.
على سبيل المثال: هناك فارق شاسع بين أن تقول: "أشعر بأنَّني عاجز"، وبين: "أشعر بالعجز لأنَّني غارق في التفاصيل"، أو "أشعر بالعجز لأنَّني قلق بشأن الأحكام التي سيطلقها الناس علي"؛ ذلك لأنَّك عندما تحدد المشكلة، ستتمكن على الأغلب من إيجاد الحل المناسب لها.
ينبغي عليك أن تسأل نفسك سؤالاً هاماً: "ما الذي يعيق طريقي؟"، وعندما تجيب عن ذلك، اطرح سؤالاً ثانياً: "وماذا بعد ذلك؟"؛ واستمر على هذا المنوال حتى تشعر بأنَّك وصلت إلى القضية الحقيقية والأساسية.

دورك في هذه العملية:


اسعَ إلى الكشف عن المشكلات الأساسية التي تعترض طريقك وتمنعك من التقدم؛ ويمكنك القيام بذلك عن طريق كتابة يومياتك، أو التحدث إلى شخص يعرفك جيداً، أو تخصيص وقت لطرح هذه الأسئلة على نفسك؛ فبمجرد أن تحدد ماهية المشكلة، ينكشف الحل أمامك دون سابق إنذار.

3. أعد التفكير بالأسباب التي أدت إلى وصولك إلى هذا الوضع:



غالباً ما يكون سبب الشعور بالعجز هو أنَّك توقفت عن رؤية الصورة الشاملة للأمر، وفقدت السبب الحقيقي وراء ما يحدث.
لماذا بدأت فعل هذا في المقام الأول؟ ما الأسباب أو القيم أو العواطف التي دفعتك إلى إجراء هذا التغيير في حياتك؟ وما الصورة التي تتخيلها في ذهنك بخصوص نفسك وعملك وحياتك؟ ولماذا ترغب فعلاً في إنجاز أو تحقيق هذا الأمر؟
عندما تتذكر نيتك وهدفك الأصلي، يمنحك هذا دافعاً داخلياً كي تعود إلى مسار حياتك الصحيح وتمضي قدماً.
سيكون إدراكك للسبب الكامن وراء ما يحدث بمثابة الوقود الذي يجعلك تستمر في العمل، ويسمح لك باجتياز الأوقات العصيبة وعثرات الطريق.

دورك في هذه العملية:


مهما كان الأمر الذي يُشعِرك بالعجز الآن، خذ مفكرة واسأل نفسك: "لماذا أهتم بهذا الأمر؟"، أو "لماذا بدأت فعل هذا في المقام الأول؟"، أو "ما الذي أحاول تحقيقه هنا، ولماذا هذا هام بالنسبة إلي؟.

4. فكر ملياً في خياراتك:



غالباً ما نشعر بالعجز لأنَّنا لا نجد أيَّ مخرج من وضعنا الحالي، وقد نشعر أنَّه ما من خيارات أمامنا مطلقاً؛ ولكن من خلال إجراء عصف ذهني لكلِّ الأفكار والإمكانيات المتاحة لك، يمكنك توسيع آفاق عقلك وتفكيرك لإيجاد حل جديد؛ وعندما ترى الخيارات الممكنة أمامك، لن تشعر بأنَّك عالق بعد الآن.
لا يتعلق الأمر باتخاذ القرار الصحيح أو الخيار المناسب فحسب، بل بالسماح لعقلك المبدع بالتوسع ورؤية كلِّ الخيارات المحتملة؛ إذ إنَّنا غالباً ما نتجه مباشرة إلى اتخاذ القرار الأمثل، وإلغاء أيِّ فكرة بعيدة عن الكمال.
لهذا السبب يشعر الكثير من الناس بالعجز، حيث إنَّهم دائماً ما يحاولون العثور على الوظيفة المناسبة، أو على أفضل طريقة للتعامل مع موقف ما، أو على الفكرة المثالية؛ وتؤدي هذه الطريقة في التفكير، إلى التعرض إلى الكثير من الإجهاد والتحليل العقلي العقيم الذي لا يُسفر عن أيِّ نتيجة.
لا وجود لخيار مثالي في واقع الأمر، إنَّما هناك العديد من الاحتمالات التي يمكن أن تخدمك؛ إذ يتعلق الأمر باتخاذ الخطوة التالية الآن؛ فمثلاً:
-إذا كانت حياتك المهنية لا تعجبك، فما المهن المحتملة الجديدة التي تفكر فيها؟ دونها جميعاً في قائمة، حتى تلك المهن التي تبدو غير مناسبة أو غير واقعية بالنسبة إليك.
-إذا كنت لا تشعر بالسعادة في علاقتك، فماذا يمكنك فعله حيال ذلك؟ من المحتمل أن يكون هناك خيارات أكثر ممَّا تعتقد، وما عليك سوى البحث عنها.

دورك في هذه العملية:



ضع قائمة بالخيارات المتاحة لوضعك الحالي، حتى لو كانت مجنونة أو غريبة؛ وعندما تعتقد أنَّك قد فكرت في كلِّ الاحتمالات، اسأل نفسك: "ما الخيارات الأخرى المتاحة أمامي؟"؛ حيث يتيح لك هذا أن تتعمق بالتفكير أكثر، وتخرج بأفكار ربَّما لم تكن لتكتشفها بطريقة أخرى؛ وعندها فقط يمكنك أن تبدأ تحديد مسارك في الحياة.

5. خذ فترة استراحة من التفكير:


إنَّ هذه النصيحة مأخوذة عن معلمة تروي طريقتها في تعليم الأطفال تقنية تمكنِّهم من أداء واجباتهم المدرسية عند شعورهم بالملل، وذلك بأن يأخذوا استراحة قصيرة للعب أو القيام بأيِّ شيء يحلو لهم، ثمَّ يعودوا إلى واجباتهم وقد استمدوا جرعة من النشاط والمتعة.
لقد كانت هذه الطريقة فعالة جداً في إراحة الأطفال من أعباء الواجبات المدرسية المرهقة، وساعدتهم على أن يكونوا أفضل في أدائها في الوقت نفسه.
لا ينطبق هذا على الأطفال فحسب، بل ينبغي علينا جميعاً أن نأخذ وقتاً مستقطعاً من التفكير عند شعورنا بالعجز، حيث يمنحنا وجود فرصة لنغير محور تفكيرنا وقتاً كي ننعم ببعض السلام، ويزيل الضغط عن أذهاننا لكي نتمكَّن من العودة إلى طريقنا بعقل نشط ومنظور جديد كلياً.
عندما نأخذ استراحة من التفكير، يُنعِش هذا أذهاننا ويساعدنا على اكتشاف حلول أخرى لمشكلاتنا، أو تلقي المعلومات الجديدة ومعالجتها ورؤية الموقف من خلال منظور مختلف.
يمكنك أن تأخذ وقتاً مستقطعاً من التفكير عبر ممارسة نشاط رياضي تستعيد به حماسك، كأن تذهب في نزهة أو تجري أو تتجول في حيك، أو تمارس التأمل.

بالإضافة إلى ذلك، يساعد الاستحمام على إزالة شعور عدم الارتياح؛ حيث تظهر الأفكار الجيدة بطريقة ما في تلك المساحة الهادئة.

دورك في هذه العملية:


حدد نوع الاستراحة العقلية التي بإمكانك أن تمنحها لنفسك، واعلم أيٌّ منها سيعود عليك بالفائدة أكثر.

6. تخل عن أيِّ أمر لا يفيدك:


هل سبق لك أن مشيت في الوحل، ثمَّ علق حذاؤك وخرجت قدمك منه؟ عندما يحدث هذا، عادة ما يكون أمامك خياران: إما أن ترتدي حذاءك مرة ثانية وتستمر في المشي بتثاقل، وتسمح لشعور الإحباط بأن ينتابك في كلِّ مرة يعلق فيها الحذاء حتى تصل إلى وجهتك؛ أو أن تخلعه وتمضي قدماً.
عندما نتعثر في حفرة يملؤها الطين، غالباً ما نبقى عالقين في الوحل محاولين سحب حذائنا بصعوبة، ونستمر في فعل شيء من الواضح أنَّه لا يجدي نفعاً؛ وتنطبق هذه الصورة نفسها على الحياة، حيث يمثل الحذاء معتقداتنا المُقيِّدة أو عاداتنا القديمة أو القصص التي نخبرها لأنفسنا.
عندما كان السيد "فريدريكسن" (Mr. Fredricksen) في فيلم "أب" (Up) يحاول أن يجعل بيته يطير، كان المنزل ثقيلاً للغاية؛ لذا اضطر إلى أن يتخلص من مقتنياته حتى أصبح المنزل خفيفاً بما يكفي ليرتفع.

ينطبق الكلام نفسه على أفكارنا أيضاً؛ إذ عليك أن تتخلص من حمولة مشاعرك لكي تتمكَّن من المضي قدماً والانطلاق.

دورك في هذه العملية:


ما الذي يعيق مسارك؟ أهي عادة قديمة، أم معتقدات مقيِّدة، أم قصة تخبرها لنفسك؟ وكيف بإمكانك تعديل تفكيرك لتغيير المسار الذي تتجه إليه؟

7. حدد ما تحتاجه لتتحرر من شعور العجز:


يمتلك كلُّ منَّا طريقة فريدة في التفكير؛ فعندما تفهم طبيعة تفكيرك، ستتمكن من فهم ما تحتاج إليه كي تخرج من مأزقك؛ وإنَّ هذا أشبه بوصفة نفسية تخصك لتتمكن من المضي قدماً.
على سبيل المثال: قد يحتاج أحدهم صورة واضحة تماماً لما يحاول تحقيقه، أو هدفاً كبيراً وملموساً للوصول إليه؛ وعندما لا يتوفر أيٌّ منهما، يشعر بالعجز والإحباط.
لذا إليك بعض الأمور العامة التي يمكن أن تكون بحاجتها:

-أن يكون لديك خطة تتبعها خطوة بخطوة.
-أن تفهم سبب أهمية أمر ما.
-أن تملك مواعيد نهائية وضغطاً وشيكاً.
-أن تحصل على التشجيع والدعم غير المشروط.
-أن تفكر بالأمور ملياً.
-أن تتوصل إلى معنى أعمق للأمر، أو إلى الحرية، أو المرونة، أو اليقين.
هل ترتبط أيٌّ من هذه النقاط بك؟

دورك في هذه العملية:


ما الذي تحتاج إليه كي تتحرر من شعورك بالعجز؟
ينبغي عليك أن تحدد ما تحتاج إليه كي تكون في أفضل حالاتك، وتتمكن من التخلص من هذا الشعور.

8. غير وضعك الحالي:


عندما تكون في حالةٍ من العجز، تدخل في دوامة لا تنتهي من هذا الشعور؛ لذا، ينبغي عليك أن تُخرِج نفسك منها على الفور.
بدلاً من صرف كلِّ تركيزك وطاقتك على المشكلة، حوِّل هذه الطاقة إلى مجال آخر من حياتك، وقم بشيء يجلب لك السعادة؛ كأن تقضي وقتاً مع شخص تحبه.
افعل أيَّ شيء لتغيير حالتك ومزاجك؛ إذ يؤدي هذا إلى تغيير دائرة "الكآبة" السلبية التي تعيشها إلى دائرة إيجابية من مشاعر "الأمل والاحتمالات".

هناك طريقة رائعة لتغيير حالتك النفسية، وهي عبر ممارسة الامتنان؛ فإذا كنت لا تحب عملك، كن ممتناً لأمور أخرى في حياتك، فمثلاً: هل يعيل هذا العمل أسرتك؟ هل يسمح لك بالعمل عن بعد؟
لا يعني هذا أنَّ عليك البقاء في وظيفة لا تحبها، بل يجب أن ترى الأمر من منظور مختلف؛ حيث يجلب تغيير حالتك النفسية الأمل والطاقة والإيجابية إلى تفكيرك، والتي تمثل المفاتيح الأساسية للخروج من تلك الحلقة المخيفة من الشعور بالعجز.

دورك في هذه العملية:


ما الذي يجعلك في مزاج جيد دائماً؟ ما الذي يجلب لك الفرح والسعادة والرضا؟ افعل هذه الأشياء فوراً، واحرص على ممارسة الامتنان.
جرب هذه الطريقة: دون ثلاثة أشياء تُشعِرك بالامتنان كلَّ صباح خلال الأسبوع القادم، وكرر ذلك لتحصد فوائد لا تُحصَى.

9. بادر في اتخاذ الإجراءات اللازمة:


إنَّ المبادرة في العمل أمر بالغ الأهمية لتتخلص من كلِّ ما يعيقك، وليس هناك ما يضاهي اندفاعك للقيام بالعمل، حيث يكرُّ البدء بالخطوة الأولى السبحة لخطوات أكبر؛ بينما يجلب الخمول الهمود والشك الذاتي والارتباك؛ وكما يقول "سيمون سينك" (Simon Sinek): "إذا فكرنا في كلِّ ما علينا القيام به، فسنشعر بالإرهاق؛ أمَّا إذا ركزنا على الأمر الوحيد الذي نحتاج إلى فعله، فسنحرز تقدماً".

على سبيل المثال: يُجري أحدهم تغييراً على حياته المهنية، ويبدأ التخطيط لبدء مشروعه الخاص، ويجد أنَّ أكبر مشكلة تعترض طريقه هي الشعور بالهمود؛ وكلَّما فكر أكثر فيما سيفعله، شعر بثقل هذه الخطوة؛ وكلَّما اكتشف المخاطر والتحديات والمهام الكبيرة التي عليه إنجازها، زاد شعوره بالإرهاق والعجز. ولكن مع ذلك، بمجرد إقدامه على العمل وتحقيق إنجازات سريعة، يكتسب دافعاً، ويتمكن من المضي قدماً وإنجاز خطوات أكبر وأكثر تحدياً؛ وبمجرد أن يجتاز حالة التقاعس عن العمل، يبدأ تحقيق نجاحات أكبر.
يؤدي السير على طريق ما إلى طريق آخر دوماً، وإنَّنا لا نعرف ما يخبئ المستقبل لنا في جعبته؛ ولكنَّ محاولة اكتشاف وحل كلِّ شيء قبل أن نبدأ بالقيام به وصفة كارثية فعلاً.
اعلم أنَّ المسار الذي تتخذه سيقودك حتماً إلى آخر، وأنَّ الخطوة التي تخطوها ستأخذك إلى التالية؛ ولكن اعلن أنَّ عليك أولاً أن تبدأ المشي.

دورك في هذه العملية:


ما الخطوة التالية التي يمكنك اتخاذها للمضي قدماً؟ وكيف يمكنك تحقيق إنجاز سريع؟
عندما تفكِّر في اتخاذ خطوتك الأولى أو التالية، اجعلها خطوة صغيرة وقابلة للتحقيق لكسب الزخم الذي يدفعك للمضي قدماً.

10. اطلب المساعدة:



لنفترض أنَّك ذهبت في رحلة إلى الصحراء، وبينما تسير فوق الكثبان الرملية علقت سيارتك في الرمال، وحاولت جاهداً إخراجها بشتى الوسائل دون فائدة؛ وبعد مرور ما يقرب الساعة -والتي بدت وكأنَّها دهر وسط عاصفة رملية- ظهرت سيارة صغيرة.
رغم أنَّ حجم سيارتك يبلغ ستة أضعاف حجمها، لكن كلُّ ما كان يحتاجه الأمر هو القليل من السحب؛ لذا وصل سائقها الرافعة بسيارتك، واستطاع إخراجك في غضون دقائق.
بإمكاننا جميعاً الحصول على القليل من المساعدة عندما نكون عالقين، وقد يكون هذا من خلال التحدث إلى صديق جيد يعرفك ويفهمك، أو طلب نصيحة شخص مر بوضع مشابه لوضعك؛ أو ربَّما من خلال تعيين مدرب إرشادي ليطرح عليك أسئلة تساعدك على رؤية الأمور من زاوية مختلفة، أو معالج نفسي يمكنه الكشف عن عوائق نفسية خفية، أو مستشار لمشاركة الآراء والخبرات.
عندما تكون بمفردك، يمكن أن تشعر باليأس والارتباك واستحالة حل الأمور؛ ولكن بمجرد دفع بسيط من شخص ما، يمكن أن يتغير مسارك بسرعة.
قد تبدو هذه كواحدة من أسهل الاستراتيجيات، إلَّا أنَّها أصعبها؛ ويعود سبب هذا إلى حقيقة أنَّه يصعب علينا طلب المساعدة، رغم أنَّنا نحب مساعدة بعضنا بعضاً بطبيعتنا.
يعرضنا طلب المساعدة إلى العديد من التهديدات الاجتماعية المحتملة، وهذا هو سبب عدم شعورنا بالراحة؛ فهو يبدو كاعتراف ضمني بالضعف، ويمكن أن يكون دعوة للازدراء؛ كما أنَّه قد يخلق حالة من انعدام اليقين، ويمهد إلى إمكانية الرفض؛ لكنَّ الحقيقة أنَّ هذا ليس صحيحاً.

دورك في هذه العملية:



من يمثل "السيارة الصغيرة" بالنسبة إليك؟ ممَّن يمكنك طلب المساعدة الآن؟ ألست جاهزاً لطلب المساعدة من أحد بعد؟
لا تخف، فربَّما تأتيك المساعدة من حيث لا تعلم؛ لذا احرص على أن تساعد الآخرين في محنهم كي تجد من يشد أزرك عندما تضيق بك السبل.

نصيحة إضافية: عندما تفشل كلُّ الطرائق، تحلَّ بالصبر


عندما نشعر بالعجز في بعض الأحيان، نحتاج فقط إلى التحلي بالصبر، والثقة بأنَّ الجواب عن أسئلتنا قادم لا محالة، وأنَّ التغيير حاصل بالتأكيد؛ لذا عليك أن تؤمن أنَّك فعلت كلَّ ما بوسعك، وعليك الآن الصبر والانتظار لترى الخير الذي سيعود إليك.

نحن لا نقترح أنَّ عليك الانتظار لشهر أو سنوات، ولكنَّنا نتوقع أحياناً أن تتغير الأمور بسرعة، بينما قد تستغرق هي بعض الوقت؛ وينطبق هذا الكلام بشكل خاص على قرارات وتحولات الحياة الكبيرة، أو عندما يكون هناك آخرون معنيون بالأمر، مثل علاقاتك أو وظيفتك.
يقول "ماكس إيرمان" (Max Ehrmann) في بيت من قصيدته "الأمنيات" (Desiterata): "وسواء كان واضحاً لك ذلك أم لا، فإنَّ الكون سيتكشَّف لك لا محالة".


ثق بما سيكشف لك الكون عنه، واعلم أنَّ الأمر قد يستغرق أحياناً وقتاً أطول قليلاً ممَّا تريد؛ إذ إنَّ هناك سبباً وجيهاً لذلك، حتى لو لم تتمكَّن من رؤيته؛ فربَّما لم يحن الوقت للمضي قدماً أو للتغيير بعد، أو ربَّما لا تتوفر لديك كلُّ المعلومات التي تحتاجها، أو قد تكون عالقاً في المكان الذي يجدر بك أن تكون فيه الآن.

يقول الفيلسوف الصيني "لاو تزو" (Lao Tzu): "هل تملك من الصبر ما يكفي للانتظار حتى تهدأ العاصفة ويصفو الماء؟ هل بإمكانك الجلوس ساكناً حتى يكشف لك الحل المثالي عن نفسه؟".

كن قوياً وصبوراً؛ فكلَّما شعرت بالعجز أكثر، ازداد شعورك بالحرية عند التخلص منه.


سوف تكون على ما يرام، ولن تبقى الأمور على حالها؛ لذا اشرع في المضي قدماً، وتحلَّ بالصبر، وكن على ثقة أنَّ انطلاقة نجاحك قادمة لا محالة.

في الختام:


أيٌّ من هذه الاستراتيجيات تشعر أنَّها ستنجح أكثر بالنسبة إليك وإلى وضعك الحالي؟

لست مضطراً لاستخدامها جميعاً؛ إذ يتطلَّب الأمر واحدة منها فقط.


تذكر أنَّ أيَّ حركة أو دافع أو تغيير في حياتك سيساعدك على التخلص من شعورك بالعجز لتمضي قدماً مرة أخرى؛ وعلاوة على ذلك، لم يفت الأوان بعد للبدء من جديد.







انضم الينا الى صفحتنا على الفيس بوك من هنا

المواضيع المتميزة

احدث المقالات

الاكثر اعجابا