ما هي الأعراض التي تُشير إلى التفكير المُفرط بالماضي؟
- المُعاناة من الندم على الأمور التي حدثت بالماضي.
- إعادة استرجاع ذكريات الماضي بشكلٍ مستمر.
- الشعور بالخجل من الماضي ومعاقبة النفس بالاعتقاد أنَّها لا تستحق السرور والسعادة.
- الشعور بأنَّ أفضل أيام الحياة هي التي كانت في الماضي.
- قضاء ساعاتٍ طويلة في التساؤل عن: كيف ستكون الحياة فيما لو اخترت طريقاً أخرى في الماضي؟
- تمنِّي عودة الزمن للوراء بهدف التصرف بطريقةٍ مُغايرة في بعض المواقف والأحداث التي وقعت في الماضي.
ما هي أسباب التفكير المُفرط في الماضي؟
- الإحساس بعددٍ من المشاعر التي تجعل الشخص يفكر بشكلٍ مستمرٍ في الماضي، مثل: (الندم، الغضب، العار، الذنب).
- الاعتقاد بأنَّ التفكير بالحياة بشكلٍ بائسٍ وحزين يُمكن أن يغفر أخطاء الماضي.
- الظن والشعور بأنَّك لا تستحق السعادة.
- الخوف من المستقبل وعدم تقبل الحاضر.
مساوئ التفكير بالماضي:
1. الإصابة بالقولون العصبي:
إنَّ التفكير المُفرط في الماضي يمكن أن يتسبب في اضطراب القولون، الأمر الذي يؤدي إلى فقدان قدرته على أداء وظائفه بشكلٍ جيدٍ وطبيعي؛ وذلك بسبب الضغط العصبي والنفسي الناتج عن هذا التفكير.
2. الإصابة بتسارع ضربات القلب:
إنَّ التفكير المُفرط في الماضي يسبب قلقاً كبيراً وتوتراً للشخص؛ الأمر الذي يمنعه من النوم بهدوءٍ وراحةٍ وعمق، إذ يُعاني الشخص الذي يفكِّر في الماضي كثيراً من تسارع ضربات القلب الذي يحدث في كثيرٍ من الأحيان.
3. احتمالية الإصابة بالإكتئاب:
إنَّ التفكير المُفرط بالماضي والحزن على الذكريات التي مضت يمكن أن يتسبب بأخطر نوع من أنواع المرض النفسي وهو الاكتئاب، كما أنَّ تذكر المزيد من الذكريات الحزينة تجعل الفرد عالقاً في نفس الحالة العاطفية السلبية، فضلاً عن الشعور بالوهن والتعب وعدم الرغبة في القيام بأي شيء.
4. ظهور الحبوب والبثور:
إنًّ التفكير المُفرط في الماضي يتسبب في زيادة الضغوطات النفسية على الفرد؛ الأمر الذي يؤدي إلى تغيير هرمونات الجسم، مما يتسبب في ظهور الحبوب والبثور في مناطق مختلفة من الجسم وعلى الأخص في منطقة الوجه.
5. التوتر الانفعالي:
إنَّ التفكير المُفرط في الماضي والتفكير بشكلٍ سلبي في أي أمرٍ كان، يُسبِّب الشعور بالرغبة في الانعزال عن الأشخاص الآخرين، وفقدان الشهية، بالإضافة إلى الإحساس الدائم بعدم الاستقرار والطمأنينة.
6. ضياع الحاضر والمستقبل:
إنَّ التفكير المُفرط في الماضي يمنع الفرد من الاستمتاع بحاضره، كما أنَّه يتسبب بخسارة الفرص المُتاحة أمامه في الوقت الحاضر، والتجارب التي يمكن أن يستفيد منها عند اغتنامه هذه الفرص، كما أنَّ التفكير في الماضي يجعل الفرد غير قادر على التحضير للمستقبل والتخطيط له.
7. عدم التمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة في الحياة:
إنَّ التفكير المُفرط في الماضي يؤثر بشكلٍ سلبي في مهارات الفرد وقدراته على صنع قراراته، إذ إنَّ التفكير في الماضي يجعل الفرد يعاني من النزاعات الداخلية، والتفكير غير المستقر، عندها لن يتمكن من اتخاذ قرارات صحيحة لما هو أفضل له في حياته الحالية.
8. احتمالية الإصابة ببعض الأمراض:
إنَّ التفكير المُفرط بالماضي يمكن أن يكون له نتائج سلبية خطيرة على صحة الفرد، فيمكن أن يتسبب في حدوث الالتهابات في الجسم، ويمكن أيضاً أن يكون مرتبطاً بشكلٍ مباشر في إصابة الفرد بأحد أمراض القلب، أو السرطان، أو فقدان الذاكرة، وهذا ما أكدته دراسات وبحوث أجراها باحثون في جامعة أوهايو عام 2013 ميلادي.
9. المُبالغة في التعاطف مع الماضي:
إنَّ التفكير المُفرط في الماضي يمكن أن يجعل الفرد رومانسياً ومتعاطفاً بشكلٍ كبيرٍ مع الأحداث التي عاشها سابقاً، وسيُقنع نفسه بأنَّه كان سعيداً لدرجةٍ كبيرةٍ ومُبالغٍ فيها، وأنَّ الأحداث كلها كانت تجري لصالحه، الأمر الذي يجعله يكره الحاضر، ويعتقد أنَّ أموره حالياً هي الأكثر سوءاً.
10. عدم القدرة على التقدم وتحقيق الأهداف:
يجعل التفكير المُفرط في الماضي الفرد عاجزاً عن تحديد الأهداف، والتقدم في الحياة والواقع الذي يعيشه، فلا يتمكن من المحافظة على الحوافز التي لها دور كبير في عملية تغيير الواقع الحالي وتحسينه.
كيفية علاج التفكير المُفرط في الماضي:
1. التعايش والمصالحة مع القرارات التي اتخذها:
من الأمور التي تجعل المرء يدور في حلقةٍ مفرغة لا مهرب منها، أن يستمر في لوم نفسه ومعاتبتها عن أي قرار غير صحيح اتخذه في الماضي؛ لذا يجب على الفرد ترك الماضي بعيداً بقراراته وأخطائه، والعيش في الحاضر والاستفادة من الأخطاء والتجارب.
2. التسامح مع الذات:
من منا لا يخطئ؟ ومع ذلك فإنَّ الاعتراف بالخطأ فضيلة؛ لذلك جاء في الحديث الشريف: "عن أنس قال: قال رسول اللَّه ﷺ: كُلُّ بَنِي آدَمَ خَطَّاءٌ، وخَيْرُ الْخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ" فإنَّ حسن الظن بالله والاعتراف بالأخطاء التي وقعت في الماضي والاستغفار عنها، أمر ضروري جداً لتفادي كثرة التفكير في الماضي.
3. تجنب الأشخاص السلبيين:
من أهم الخطوات للتوقف عن التفكير المُفرط بالماضي هو الابتعاد عن الأشخاص السلبيين المستمرين بتذكيرنا بالماضي وأحداثه وأخطائه، والتقرب من الأشخاص الإيجابيين الذين يقدمون لنا الدعم، ويمنحوننا الأمل بالمستقبل، ويحفزوننا على التسامح مع الذات وغفران أخطاء الماضي.
4. التسامح مع الآخرين:
إنَّ الآلام التي يمكن للفرد أن يعيشها بسبب التفكير في الماضي يمكن أن يكون سببها مواقف تعرض إليها من قبل الأشخاص الآخرين، وكانت مواقف مؤذية ومزعجة؛ لذا ولأجل التوقف عن التفكير في الماضي من الضروري مسامحة كل من سبب الأذى، أو الضرر، أو كان له موقف سلبي معه.
5. البوح بالألم والتعبير عنه:
من الأمور التي يمكن أن تخفف من التفكير المُفرط بالماضي هو البوح بالألم الذي عاشه المرء، والتعبير عنه لأشخاصٍ مُقربين يمكن أن يساعدوه على تخطي هذا الوجع ونسيانه، ومنحه جرعات من الأمل والتسامح.
6. التسامح مع الماضي:
إنَّ كل فرد له سلبيات وله إيجابيات، ومن أجل التسامح مع الماضي والتوقف عن التفكير فيه بشكلٍ مستمر؛ يجب على المرء أن يفكر في الإيجابيات التي قام بها، ونسيان السلبيات التي اقترفها في الماضي.
7. التفكير في أمورٍ أخرى غير الماضي:
عندما تهاجم الأفكارُ السلبية المرءَ وتدفعه إلى اليأس والعجز والذكريات المؤلمة، يجب عليه التوقف بشكلٍ مباشر عن ذلك، والتفكير في أشياء وموضوعات أخرى أكثر إيجابية، وتمنحه استقراراً نفسياً وحباً للحياة.
8. البدء بتحقيق الأهداف:
عندما يبدأ المرء بتحديد أهدافه، والتخطيط لمستقبله، وتحديد الأهداف على الأمد القريب والأمد البعيد، والسعي إلى تحقيقها، فإنَّه وبشكلٍ غير إرادي سوف يتوقف عن التفكير في الماضي؛ بل سيكون أكثر حماساً للوصول إلى الأهداف المنشودة.
9. النظر إلى الماضي بطريقةٍ إيجابية:
عندما ينظر المرء إلى المواقف المؤلمة التي عاشها بطريقةٍ أخرى، وعندما يحاول النظر إلى نصف الكأس الممتلئ، والتعلم من كل ما صادفه من أحداث ومشاعر وألم، عندها سيتوقف عن التفكير في الماضي وألمه.
10. التفكير في الحقائق وليس في المشاعر:
غالباً ما يُركَّز على العواطف والمشاعر عند التفكير في الأحداث المزعجة، الأمر الذي يتسبب في جعل الفرد مُستاءً ومُشتت الذهن؛ ولكن عند التفكير في هذه الأحداث من خلال الحقائق والتفاصيل الموجودة في الذاكرة، فإنَّ ذلك سيخفف الشعور باليأس وعدم القدرة على فعل شيء والتشتت الذهني؛ لذا بدلاً من التفكير في العواطف يجب التركيز على حقائق أخرى؛ إذ إنَّ تجريد المشاعر المرتبطة بأحداث الماضي سوف يُقلل من التفكير السلبي في الماضي.
11. التركيز على الدروس المُستفادة:
عندما يفكر المرء في الماضي ويتذكر الأوقات المؤلمة، يجب عليه أن يركز تفكيره على الدروس التي تعلمها، وأن يقابل ذلك بالرضا عن كل الذي مضى، وأن ينظر كيف أنَّه أصبح إنساناً مختلفاً وأكثر نضجاً، فيمكن أنَّه قد تعلم الكثير من الأمور التي كان يفتقدها؛ كتعلُّم كيف يمكن أن يكون أكثر صراحةً بهدف المحافظة على العلاقة مع الأشخاص الآخرين، وتعلَّم التعبير عن النفس بعد المرور بتجارب سُمِح فيها للأشخاص الآخرين بأن يعاملوه بشكلٍ سيء؛ لذا فإنَّ الدروس المُستفادة من التجارب الأكثر صعوبةً هي الدروس الأكثر فائدة.
12. عدم التردد في استشارة الطبيب النفسي:
إذا لم تنجح أي من الطرق السابقة يمكن أن يلجأ المرء إلى الطبيب النفسي الذي بدوره يمكن أن يقدم دعماً نفسياً كبيراً، ويمكن أن يجد جميع الحلول المناسبة التي تجعل المرء يتوقف عن التفكير المُفرط في الماضي، ويفتح الطريق أمامه للاستمتاع بوقته الحاضر، ويمنحه التفاؤل بالمستقبل.
أقوال وحكم عن الماضي:
وأخيراً نقدم لكم عدداً من الأقوال والحكم عن الماضي:
- الأخطاء هي دروس في الحكمة، فلا يمكن أن تُغيِّر الماضي؛ ولكن ما زال المستقبل تحت سيطرتك. (هيودج وايت).
- الأمس هو شيك قُبِض، والغد شيك مؤجل، أما الحاضر فهو السيولة الوحيدة المتوفرة؛ لذا يجب علينا أن ننفقه بحكمة. (كفاح فياض).
- كل يوم نعيشه هدية من الله، فلا تضيعه بالقلق من المستقبل، أو الحسرة على الماضي، فقط قل توكلت على الله. (إبراهيم الفقي).
- الماضي أشبه بالآتي من الماء بالماء. (ابن خلدون).
- من يقرأ الماضي بطريقةٍ خاطئة، يرى الحاضر والمستقبل بطريقةٍ خاطئةٍ أيضاً؛ ولذلك لا بد أن نعرف ما حدث؛ كي نتجنب وقوع الأخطاء مرةً أخرى ومن الغباء أن يدفع الإنسان ثمن الخطأ الواحد مرتين. (عبد الرحمن مُنيف).
- نحن ننظف الماضي، وننظم الحاضر، ثم نبني المستقبل. (إبراهيم الفقي).
- مِسكُ ختامنا مع الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يُلْدَغُ المُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ واحِدٍ مَرَّتَيْنِ". فمِن دروس الماضي تصبح لدينا الخبرة التي تمكننا من عدم الوقوع في الأخطاء مرة أخرى.